تحميل إغلاق

المقالات

وداعا الحرة.. وشكرا

تخصصي هو الأدب الإنجليزي، تحديداً أدب المسرح، وعشقي الأول هو الأدب العربي، تحديداً مسرح توفيق الحكيم. كل ما أعرف وأحب وأتقن ينحكر في اللغة، في فن البلاغة والتعبير، في هذا الإعجاز التواصلي الذي عبر عنه جوزيف كونراد، روائي القرن التاسع عشر العظيم، الذي قال في الفنان، أو الكاتب في هذا الموقع، أنه يخاطب قدراتنا الأقل وضوحاً، يخاطب هذا الجزء من طبيعتنا الباقي خفياً، فتأثير الفنان “أقل ضجة، أكثر عمقاً، …

إلى أبنائي الثلاثة، مع المحبة والاعتذار

أنا أم وابنة، وهما موضعان حياتيان يتنازعانني بكل مشاعر تأنيب الضمير المستمرة. لست من الأبناء الذين يرمون حمول قسوة الحياة على الآباء والأمهات، فإخفاقاتي، كما هي نجاحاتي، هي نتيجة اختياراتي في هذه الحياة. ووالداي، وللحظ والقدر مساهمة ضخمة في الموضوع، هما مميزان كوالدين في طفولتي وكصديقين مع سيري الحثيث في هذه الحياة. كذلك فإن «برمجتي» في مرحلة الطفولة، بكل ما لها وما عليها، ذلك أنه لا توجد تربية بلا …

ماذا أفعل؟

لي فترة أشعر بغربة متزايدة عن محيطي وتوتر كبير في علاقاتي العائلية والصداقاتية، ليتسع محيط المشكلة مع شعوري بواجب رد وصد ما يوردني مشاعر الغربة هذه، مما يظهرني بمظهر المزايِدة أخلاقياً والمتمظهرة بمظهر مثالي غير وارد بالنسبة لي، أو لأي بشر في كل الأحوال.
ينتشر اليوم خطاب محشو بالكثير من التمييز والعنصرية القاسيين، واللذين كثيراً ما يكونان غير متعمدين، تجاه “الأجانب” في المحيط العربي عموماً والخليجي في تحديد التحديد. لا …

ملصقات كلامية

الفجوة كبيرة جداً بين ما يتكرر من حديث يبدو خطابياً وما نعيشه في الواقع، وهي فجوة تعمق المشكلة رغم أن صانعيها يعتقدون أنها تجمل الوضع وتضمد الجراح. في جلسة محفوفة قبل أيام طرقت أذنيّ الجملة ذاتها التي يعتقد أصحابها أنها تنصف الدين في حين أنها في الواقع ترفع من درجة التساؤلات وتزيد من عمق الشعور بكليشيهية الرأي. «أنا لا أرى سوى كل الإنصاف للمرأة في الدين الإسلامي، وكذلك بقية …

جنس يأكل صغاره

بدا المشهد سريالياً، لربما عدمياً، وهذا الرجل يقف على تلة من الأنقاض، يحمل في يديه حجراً من القطع الكبير ويطرق به على القطع الأسمنتية المتناثرة حوله. يصرخ الرجل بكلمات غير مفهومة، ثم يَطرق منصتاً لثوان، يلصق أذنه بقاعدة إسمنتية ضخمة أمامه، لربما كانت سقفاً قبل دقائق، متلهفاً لسماع صوت يعيد نداءه. لا يسمع شيئا، يعيد الطرق، يعيد النداء بذات الصوت المستميت، يصغي قليلاً، يتلفت حوله، يعيد الطرق، يعيد النداء.

تخيلت …

صغير إدلب

يجلس مسعود هانسر بجاكيته البرتقالي الفاقع ووجهه المحايد الشاحب بين أنقاض المبنى، يده ممدودة لجسد يبدو منه نصف الرأس واليد اليسرى، فيما بقيته مستلقياً على مَرْتَبة محشورة بين أتربة وصخور وحديد، وكأن المشهد يتنبأ بكفن. على المرتبة وبين الأتربة والصخور يتمدد جسد ابنته إرماك، يراها، يلمسها، لكنه لا يستطيع احتضانها، لا يستطيع إنقاذها، لا يستطيع إخراجها من محشرها، لا يستطيع افتداءها بحياته، وهو، أي هذا الافتداء، قد يكون الدواء …

في النضال النسوي.. والنقد الذاتي (4)

كتبت غدير أحمد على موقع vicearabia مقالاً بعنوان “هل نكره الرجال حقاً؟” متناولة موضوعا غاية في الحساسية بشأن ما يطلق عليه “العنصرية أو التمييز الجنسي المعكوسين” أي حين تمارس النساء عنصرية على أساس الجنس ضد الرجال بإطلاق أحكام مطلقة عليهم على أنهم، تعميماً، عنيفون أشرار.

وعلى حين أننا كلنا نعرف مرمى التعميم، فندرك في وعينا أن القول “بكل الرجال” لا يعني كل رجل على سطح الكرة الأرضية وإنما يعني أغلبية …

<iframe width=”560″ height=”315″ src=”https://www.youtube.com/embed/WFidjCSvdn0″ frameborder=”0″ allow=”accelerometer; autoplay; encrypted-media; gyroscope; picture-in-picture” allowfullscreen></iframe>