تحميل إغلاق

شخصية

بابا

في الهزيع الأخير من الليل أجلس لأكتب هذا المقال وقلبي ووعيي هناك، في غرفة المستشفى التي يرقد فيها والدي، هادئاً رغم آلامه، باسماً رغم دوار رأسه الذي يسمح لعقدة وجع أن تتسلل بين الفينة والأخرى بين حاجبيه، ألتقطها رغم محاولته إخفائها، فأتمنى لو أنني حملت كل آلام جسده كما حمل هو ولا يزال كل …

ورود ذابلة

كانت تلتمع بورودها الزاهية في النافذة الزجاجية الفارهة للمتجر الفاخر. طار قلبي رغبة في الحقيبة اللامعة طيراناً ساذجاً فتياً ذكرني بصبا متطلِّب حيث الرغبة تفوق المنطق، طيراناً يفترض أنني تجاوزته بالعمر والعقل. لطالما تشدقت بمبادئي التي تمنعني التبضع من محلات الحقائب الفارهة، حيث أقاطع بعضها تماماً أكثر من غيرها بسبب سمعتها الإدارية الحقوقية: تشغيل …

قولي أُحِبُّك..

رفع رأسه باتجاهي حين تبدت لنا دقائق جمعتنا في مكتب بيتنا بين انشغالي في مجموعة مقابلات متتالية تصادفت كلها مع بعضها خلال أيام قلائل، وقال ضاحكاً: “إذا أتاك السؤال ذاته في المقابلة القادمة حول سبب عدم ترشحك للانتخابات، قولي زوجي غير راض”. تحركت “فراشات معدتي” كعادتها حين يلقي بدعاباته التي تهدف لإغاظتي، ووعدته مؤكدة، …

عشق وأزمة

كان هذا أسبوعا غريبا، صعبا، تغيرت فيه أشياء كثيرة، وتغيرت أنا فيه كثيرا. تغيرت أشياء ما كنت أود لها أن تتغير، وبقيت أشياء تعاند في داخلي كنت أتمنى لها لو أنها تبدلت أو اختفت. كنت كثيرة الأمل وكثيرة الألم، اختفت الآمال وبقيت الآلام، كنت أفضل الرضا وأنفر من الفراق، أصبح الرضا عزيز والفراق ضيف …

يوم أصبحت رقما

غريب شعور التحول إلى رقم، إلى جزء من إحصائية لطالما استشعرت بعدها عن واقعك وآمنت بتحصنك من الوقوع بين قوائمها. نحن البشر غريبون من حيث كيفية خداعنا لأنفسنا، من حيث قدرة عقولنا على تصوير الأمان والحماية الوهمية للذات.

هذه الأشياء لا تحدث لنا، هي دوما تحدث للآخر، الحروب دوما تقع عند “الآخرين”، التشرد دوما يضرب …

اعترافات واعتذارات

أكتب مقالي وأنا مستلقية في فراشي، معزولة تماماً عن بقية أسرتي، يتنازعني سعال ناشف وثقل في الرأس وآلام في أنحاء الجسد. اليوم أجريت اختبار كورونا وغداً ستأتيني النتيجة، أتصور بنسبة 90٪ أنها ستكون إيجابية بإصابتي بالفيروس. كنت حريصة تماماً طوال فترة انتشار الجائحة، لم أغادر بيتي أو أتخالط لما يقرب من أربعة أشهر منذ …

إلى قرائي الأعزاء

مقال اليوم هو قراءة في بعض الطرح العام لقراء هذه الزاوية. في العموم، لا أميل إلى مجادلة القراء ولا أحبذ تداول الفكرة ذهابا وإيابا، أشعر أن في ذلك تعديا على مساحتهم، فالكاتب ما إن يدلي بما لديه حتى يخرج النص عن نطاق إرادته والمعنى المنطوى عليه في سريرته، ليصبح ملكا للقراء، يتداولونه ويمحصونه ويتفكرون …

“اقهوة بالهيل”

بشراع الهوى نعلي
ونسمر في بحر الشوق
واشحلوه الزمن خلي
نصعد بالفرح لي فوق
لا بندر يوقفنا ولا مينا
مثل طيرين نتريق غناوينا
واحنا اثنين ثالثنا الهوى فينا

كل همسة نقولها نجوم
سهرانة في جناح الليل
واللمسة بردي في الروح
والضحكة اقهوة بالهيل
لا بندر يوقفنا ولا مينا
مثل طيرين نتريق غناوينا
واحنا اثنين ثالثنا الهوى فينا

يحكي علي الشرقاوي في هذه الأبيات التي شدا بها الفنان الرائع …

كوميديا في زمن كورونا

بعد جدل قصير مع زوجي إصراراً مني على الذهاب إلى السوق المركزي لتبضع حاجيات البيت الغذائية، وبعد أن مررت بتجربة تسوقية وحيدة عصيبة لم أخرج خارج منزلي لغيرها لما يقرب الشهر الآن، قررت أن أتنازل عن شيء من كبريائي وأعترف بخطئي وأترك مشوار التبضع هذا لزوجي، متظاهرة أن موقفي هذا تهدئة لخاطره ومراعاة لخوفه …

قضبان الخوف والعزلة

لطالما كنت مأخوذة بالمعنى الوجودي لجنسنا، لهذه الحياة، للأرض وللكون، هذا الهيام بهذه المعاني الهلامية الفلسفية جعل لدي شغفا بأفلام الخيال العلمي، خصوصا تلك التي تتعامل مع وتفلسف طبيعتنا كبشر.

أتذكر منها “باتل ستار جالاكتيكا” و”هيومانز” والذين يتعاملان مع معنى أن تكون إنسانا، هل هو تكوينك البيولوجي أم هو الوعي والشعور؟ بمعنى، إذا كنت تستشعر …

  • الصفحة 1 من 2
  • 1
  • 2