تحميل إغلاق

الأرشيفات الشهرية: أغسطس 2010

نخاسة القرن الجديد

تهم صارخة تتلبسنا كلما انطلقت تصريحات وانكشفت توجهات وتحركات أغلبية «مريحة» من نوابنا، إدانة لنا كشعب كامل هي نوعية هؤلاء النواب، فطرحهم وحلولهم تحكي عنا حكاية محرجة كيفما نظرنا إليها، فالشعب الذي يرفع هؤلاء النواب إلى المنصات هو إما شعب سطحي، خالي الوفاض، جل اهتمامه في استهلاكه الذي يتباعد وآدميته، وإما هو شعب «شروة»، …

كورن فليكس

تمر كل لحظة من حياتنا محملةً آلاف الخبرات التي تفوتنا تماماً، تُقبِل الثواني متخمةً حد الافتتان بلقطات إنسانية متسارعة تنزلق فوق حواسنا من دون أثر، فتتعاظم خسارتنا ويمضي العمر من دون أن نعيش كل تفاصيله الحقيقية، من دون أن نتمرغ في كل تجاربه، من دون أن نستنشق لحظاته كافة.

أعي أنا هذه الحقيقة، لكن يبقى …

خلف الأسلاك الشائكة

يقف معتقل غوانتانامو بجدرانه وأسلاكه وأدوات تعذيبه والقائمين عليه كشاهد عار على توحشنا الإنساني، واننا كبشر مهما تقدمنا انتهت بنا مخاوفنا وأطماعنا إلى درجات حالكة مخيفة من العنف تجاه بعضنا لبعض. في عالم اليوم أحادي القوى العظمى، تنفرد الولايات المتحدة بسمعة فريدة بذات فردية قوتها، فهي في حين رمز للديمقراطية والحرية والعلمانية الحقة وفي …

عكاز البغدادي

كيف تقيِّم خسارتك وتنعى فقدك يوم يخفت فانوسك الأوحد في شارعك الطويل المظلم؟ من سيرى حزنك ومن يقدّر هلعك في ظلمة حالكة نهارها بعيد؟ كيف ننعى إنساناً كانت رسالته التنوير فوافته المنية قبل أن يرى الضوء في آخر النفق؟ كيف نعتذر منه، وقد غادر، كما غادره زميله المرحوم د. نصر حامد أبوزيد، وفي القلب …

هند

أيا هند، كتب لك الخالق دوراً آخر، كتب لك سعادة من نوع آخر. مثل أميرة حزينة محبوسة في قصرها أنت، نمر عليك، نتطهر بحزنك ثم نمضي ونحكي الحكاية، وتبقين أنت أبداً جميلة وحزينة. تعلميننا درساً، ثمنه كبير على روحك.

نتقاسم كل دقائق حياتنا. في عجالة أيامنا، تختلط التفاصيل وتتداخل الأنفاس، أمد يدي بلا وعي إلى …

مللت السياسة…

بخلفيات ناصعة في بهائها، تصلني صور الأحبّة المصطافين في مالطة، تراسلنا عالية برقتها المعهودة «مكانكم خالي»، فأذوب شوقاً لأوقات أجمل، أتذكّر أياماً أكثر حناناً وشفقة أخذتنا إلى ضفاف جزر المالديف، سفرة مضغوطة بين أيامنا المتسارعة وجيوبنا الضامرة، نصرخ أنا وعالية وجداً وفرحاً، يخلع القلب في ماء المالديف الصافي كأنه قطعة زجاج ضخمة تلمعها السماء …

القلب قد أضناه هذا الجمال والصدر قد ضاق بما لا يقال*

مازلت أتذكر بوضوح وتفصيل مقلق آخر مقابلة لي مع أحد الأساتذة الذين أشرفوا على رسالتي للدكتوراه، والتي كنت أتحدث فيها عن مشاريعي المستقبلية بعد حصولي على الدرجة العلمية، أتذكر بوضوح سؤال الدكتور الذي أثار حفيظتي في وقتها: «لمَ تعودين إلى مكان يحد من أحلامك وإمكاناتك؟»، فانبريت أصد ما اعتقدته هجوما: «إنه موطني، سأعود مهما …