يوم القيامة
كل شيء يحدث هذه الأيام غريب، كأن الكرة الأرضية دخلت بعداً آخر، كأن مجرتنا مرت من ثقب أسود فخرجت من عالمنا ذي القوانين المألوفة والأبعاد الثلاثة المطلوبة لكي تنشأ الحياة وتتواجد الأشياء، ودخلت مساحة غرائبية تماماً، انقلبت فيها الموازين، وتلخبطت فيها الأبعاد، وتبدلت فيها قوانين الحياة من أقصاها إلى أقصاها، حتى لكأننا نحيا عكس الأحداث ومساراتها ومنطقيتها وطبيعتها.
من كان ليصدق أن تقوم حرب إبادة جماعية بهذا العنف والبشاعة والإصرار …
توفيق الرؤوس في الحرام
هل الدولة الثيوقراطية أفضل من الشمولية السياسية؟ هل تحالفات الدولة الدينية “أنظف” من تلك التي للديكتاتورية العلمانية؟ تقدم إيران المثال الأقرب جغرافياً، ولربما ثقافياً بعض الشيء، على هذا التساؤل إذا ما تم طرحه حول محيط الدول العربية والشرق الأوسط. لقد انتقلت إيران من ديموقراطية حقيقية كان محمد مصدق يحاول تشكيلها، وذلك بعد أن تصادم الأخير مع شاه إيران الذي كان هو رئيساً لوزرائه، ما قاد مصدق إلى تخفيض مخصصات …
من أي طائفة أنت؟
استثار مقالي السابق غضبة البعض من المتابعين والقراء الأعزاء من حيث تناوله، بعد الاحتفاء بالسقوط المدوي للنظام السوري القمعي البائس، لبعض المخاوف والمخاطر التي قد ينطوي عليها وجود قوى أصولية جديدة حليفة للنظام الأمريكي على الأراضي السورية، أولاً تجاه الاستقرار السوري والحفاظ على وحدة الأراضي السورية، وثانياً تجاه المقاومة الفلسطينية وما يعنيه سقوط النظام الأسدي الحليف للنظام الإيراني من قطع للإمدادات العسكرية وإضعاف، إن لم يكن إنهاء، لكل أذرع …
هل لنا حق؟
لي أيام أكتب وأمسح في هذه السطور، ساعة تأخذني مشاعر فرح عارمة بتحرر الشعب السوري من أسرة طاغية امتد حكمها ثلاثة وخمسين سنة، منذ تولي حافظ الأسد الحكم في 1971، وساعة يأخذني تأنيب ضمير الاحتفاء بما أضعف المقاومة الفلسطينية وخوف عارم بتشجيع ما يمكن أن يتحول إلى حكم إسلامي متطرف سيأخذ سوريا في اتجاه طالباني على أحسن تقدير. ساعة أقول لنفسي ألا تستحين التفكير فيما هو قادم والتحليل لما …
رفرفي يا قنبلة
رفرفي يا قنبلة، أيتها الملساء الممشوقة الممدودة كأنك قدر حزين طويل، رفرفي عالياً، واصعدي، اصعدي واستمري في الصعود، استكملي طريقك للأعلى حيث يليق بك أن تكوني، حيث يجب أن تسكني، في فضاء هذا الكون الحاضر لأن يلتهمك إلى داخله ويبتلعك في ثقب أسود يغيبك في اللامكان واللازمان، يمددك فتتشرذمين إلى ما لانهاية، ويصغرك فتتناهين إلى اللاشيء، وتغيبين في العدم وكأنك ما كنت في يوم.
رفرفي يا قنبلة، تراقصي كبالونة لطيفة، …
«موعد على العشاء»
ليست العلاقة بين الحكومات العربية ومواطنيها علاقة إدارية، علاقة إدارة ومنتظمين فيها، علاقة أشخاص متساوين في القيمة الإنسانية والاجتماعية، ذلك أننا لو كنا كذلك، هل كان يتجرأ وزير على طرد المعترضين في بلده، المواطنين أصحاب الأرض والتاريخ والثقافة، قائلاً “من يريد العيش بحرية، فليذهب إلى أوروبا؟”. الحرية أصبحت إثماً، خطراً داخلياً، عاراً يتطلب نفي صاحبه خارج أرضه؟
عاراً كانت الحرية أم حقاً إنسانياً، يبقى أن أمرها في يد ولي أمرنا، …
هكذا ستنتهي الحياة
لطالما اعتقدت أن البشرية ستفنى على يد الذكاء الاصطناعي، عندي إيمان حقيقي بنظرية الخيال العلمي هذه أنها ستتحول حقيقة واقعة، وأن الذكاء الذي صنعته البشرية بيدها وعقلها سيتحول عن قريب إلى نكبتها التي ستقضي عليها. في البداية، كنت أتخيل نهاية صاخبة، بشراً آليين ملتحفين أجساداً عضوية لا تفرق عن أجساد البشر شيئاً، يتمكنون من البشر ويحتلون أرضهم وكل مقدراتهم، تاركين إياهم عبيداً محكومين ممن ومما صنعوا بأياديهم.
كنت أتخيل الحدث …