لماذا نحن أمهات؟
قبل يومين، وأنا خلف مقود سيارتي، محاطة بمئات البشر كل في همه مغروس معزول، وفي لحظة سرقها الزمن مني ليحطم كل قدراتي على ضبط النفس والانفعال، ارتفع صوتي بنحيب عال وبألم تجلى صراخاً هز جنبات السيارة ولربما لفت أنظار المحيطين بي بتحريكه لقسمات وجهي وتبليله لها بكل ما قد يخرج من فتحات الوجه. وجوه بعض الغرباء من حولي التفتت للحظة، اهتزت الرؤوس بتعاطف وانحازت تناظر الشارع غير مختارة حتى …
متلازمة استوكهولم
الاحتلال أنواع، وأسوأ أنواعه هو الاحتلال بفكرة، هو ذاك الذي يتم عن طريق تغيير المجتمع الذي يتم احتلاله من الداخل، تغيير قيمه ومواقفه المبدئية وتحويله، بعملية غسيل دماغ مادية أو معنوية أو سياسية، لينتقل إلى الإيمان بمحتله وتنفيذ أجندته بل ولربما للوقوع في حبه.
غزة تتعرض للإبادة، تعاني واحدة من أفظع صور الاحتلال المادية العسكرية، إلا أن غزة لن تنتهي والفلسطينيون لن يختفوا، ذلك أن الاحتلال لم يستطع أن يقنعهم …
الحساب «على النوتة»
لم أعتقد في يوم بمبدأ تأجيل الحساب، بفكرة تسويف توجيه الاتهام المستحق وتحميل مسؤولية الخطأ لمن أتى وزره حتى لو كان المتهم أو المسؤول عن الخطأ يمر بمحنة أو يعاني من معضلة. لطالما اعتقدت بأن الحساب يجب أن يقع في حينه، عاجلاً غير آجل، وكذا كان موقفي تجاه بعض رموز المعارضة الكويتية الذين لم يكن في حسباني مطلقاً أن ملاحقتهم أو تعرضهم للاعتقال أو وقوعهم تحت طائلة أحكام قضائية …
على رؤوس الأصنام
يردد الكثيرون أن حرب الإبادة على غزة أسقطت الحضارة الغربية بكل مثالياتها وكشفت عن الوجه الرأسمالي والإمبريالي البشع المختفي خلف أقنعة الحقوق والحريات، إلا أنني شخصياً، وسيكون هذا مقالاً شخصياً؛ ذلك أننا بأنانيتنا البشرية نقيس الأحداث بحسب انعكاساتها علينا وتأثيرها في أرواحنا وكأن كلاً منا مركز للحياة، أشعر أن حرب الإبادة هذه أسقطت الإنسانية بأكملها، أفرغتها من تاريخ معاناة طويل يفترض أنه تتوج بمرحلة حقوقية إنسانية تحمي البشرية من …
أنا أُذَكِّركَ فقط
«وأنت تشهد الذبح والحرق والتفجيرات والأشلاء، لا تزال قادراً على قضم ساندويش مكدونالدز أو شرب قهوة ستاربكس؟ لا تزالين قادرة على شراء حقيبة ديور أو حذاء شانيل؟ ما تشعرون به كله مغمس بالدم؟»، هكذا تساءلت أنا في تغريدة على منصة إكس، لتتوالى الردود محملة، فيما بدا، بصراعات نفسية هائلة، وبمشاعر يأس ساحقة، وبالكثير الكثير من الغضب الناتج، غالباً وهذا تحليلي الشخصي، عن الصراع بين الشعور بالولاء للأنظمة المطبعة والاضطرار، …
أنا طائفية!
مع خالص اعتذاري، سيكون هذا المقال شخصياً وشخصانياً ودفاعياً وطويلاً
في مايو 2011 حين قُتل بن لادن على أيدي الأمريكان، لم أجد في الخبر ما يُفرح مطلقاً، وهو ما أشرت إليه في مقال وقتها، لم أجد في طريقة قتله وما أشيع عن رمي جثته لاحقاً في عرض البحر ما يبهج، خصوصاً إذا كان القاتل أسوأ وأشد طغياناً، وتحديداً لأن هذه الحادثة كانت مؤشراً على قادم مفزع على يد الإدارة الأمريكية. …
صدق أو لا تصدق
لأن إسرائيل عصابة، بلطجية تمولها أكبر حكومات العالم، هي غير قادرة، رغم التمويل والمساندة والمحاولات المستمرة لتجميل القبح والتشوهات السياسية والأخلاقية، على اتباع أقل وسائل الحرب شرفاً، هذا لو كان للحروب شرف. يتّبع هذا الكيان المنحط أدنى وسائل الصراع وأشدها دمامة ودناءة، تيمناً بحليفته والكيان الأم له، فلا يتوانى عن قتل المدنيين وتفجير الأطفال وهم في مدارسهم وغرف نومهم بل وحتى خيام لجوئهم، ولا يتردد في تنفيذ عمليات اغتيال …