الحساب «على النوتة»
لم أعتقد في يوم بمبدأ تأجيل الحساب، بفكرة تسويف توجيه الاتهام المستحق وتحميل مسؤولية الخطأ لمن أتى وزره حتى لو كان المتهم أو المسؤول عن الخطأ يمر بمحنة أو يعاني من معضلة. لطالما اعتقدت بأن الحساب يجب أن يقع في حينه، عاجلاً غير آجل، وكذا كان موقفي تجاه بعض رموز المعارضة الكويتية الذين لم يكن في حسباني مطلقاً أن ملاحقتهم أو تعرضهم للاعتقال أو وقوعهم تحت طائلة أحكام قضائية …
على رؤوس الأصنام
يردد الكثيرون أن حرب الإبادة على غزة أسقطت الحضارة الغربية بكل مثالياتها وكشفت عن الوجه الرأسمالي والإمبريالي البشع المختفي خلف أقنعة الحقوق والحريات، إلا أنني شخصياً، وسيكون هذا مقالاً شخصياً؛ ذلك أننا بأنانيتنا البشرية نقيس الأحداث بحسب انعكاساتها علينا وتأثيرها في أرواحنا وكأن كلاً منا مركز للحياة، أشعر أن حرب الإبادة هذه أسقطت الإنسانية بأكملها، أفرغتها من تاريخ معاناة طويل يفترض أنه تتوج بمرحلة حقوقية إنسانية تحمي البشرية من …
أنا أُذَكِّركَ فقط
«وأنت تشهد الذبح والحرق والتفجيرات والأشلاء، لا تزال قادراً على قضم ساندويش مكدونالدز أو شرب قهوة ستاربكس؟ لا تزالين قادرة على شراء حقيبة ديور أو حذاء شانيل؟ ما تشعرون به كله مغمس بالدم؟»، هكذا تساءلت أنا في تغريدة على منصة إكس، لتتوالى الردود محملة، فيما بدا، بصراعات نفسية هائلة، وبمشاعر يأس ساحقة، وبالكثير الكثير من الغضب الناتج، غالباً وهذا تحليلي الشخصي، عن الصراع بين الشعور بالولاء للأنظمة المطبعة والاضطرار، …
أنا طائفية!
مع خالص اعتذاري، سيكون هذا المقال شخصياً وشخصانياً ودفاعياً وطويلاً
في مايو 2011 حين قُتل بن لادن على أيدي الأمريكان، لم أجد في الخبر ما يُفرح مطلقاً، وهو ما أشرت إليه في مقال وقتها، لم أجد في طريقة قتله وما أشيع عن رمي جثته لاحقاً في عرض البحر ما يبهج، خصوصاً إذا كان القاتل أسوأ وأشد طغياناً، وتحديداً لأن هذه الحادثة كانت مؤشراً على قادم مفزع على يد الإدارة الأمريكية. …
صدق أو لا تصدق
لأن إسرائيل عصابة، بلطجية تمولها أكبر حكومات العالم، هي غير قادرة، رغم التمويل والمساندة والمحاولات المستمرة لتجميل القبح والتشوهات السياسية والأخلاقية، على اتباع أقل وسائل الحرب شرفاً، هذا لو كان للحروب شرف. يتّبع هذا الكيان المنحط أدنى وسائل الصراع وأشدها دمامة ودناءة، تيمناً بحليفته والكيان الأم له، فلا يتوانى عن قتل المدنيين وتفجير الأطفال وهم في مدارسهم وغرف نومهم بل وحتى خيام لجوئهم، ولا يتردد في تنفيذ عمليات اغتيال …
«فات الميعاد وبقينا بعاد؟»
تأتي أعظم الاحتجاجات والاعتصامات الطلابية وأقواها وأكثرها إصراراً وعناداً من الجامعات العريقة المعروفة بتميز وكفاءة تعليمها، مثل هارفارد وستانفورد وجامعة كولومبيا وجامعة فلوريدا ثم جامعات أوكسفورد وكامبريدج وجامعة إدنبرة، وغيرها الكثير من الجامعات المميزة؛ لتقول تلك الظاهرة إن التعليم الحر المنفتح على كل المعلومات، التعليم الذي لا يكممه ممنوع أو عيب أو حرام، التعليم الذي لا يخشى الحقيقة ولا يختبئ منها، هذا التعليم هو الذي يُنتج في النهاية أشخاصاً …
لا تحتاج ديناً لترى فلسطين
في نطاق تقديمها لكثير من الدروس الإنسانية والأخلاقية، قدمت غزة درساً مهماً وخطيراً حول التطرف الديني واستشكالية خلط الدين بالممارسة السياسية، وذلك حين تبين للعالم أجمع أن التضحيات التي يدفعها أهل غزة مقدمة من أصحاب مختلف الأديان ومختلف التوجهات، وقد تعزز ذلك تحديداً حين ضُربت الكنائس الغزاوية وتعرض مسيحيو غزة لمجازر لا تقل وحشية وترويعاً عما تعرض له مسلموها، ودفعوا الثمن غالياً، تماماً كما دفعه المسلمون، ذلك أن القنابل …