تحميل إغلاق

المقالات

أمي

من ذاك الذي يمكن أن يحبك وأنت مجرد فكرة؟ من ذاك الذي يحلم بك قبل أن يراك، ويعشقك وأنت كينونة غير مرئية؟ مخلوق فريد هي الأم، تحب بغير شروط، تضحي بكل رضا، وحدها تتجرد من كل مصلحة، وحدها تتجرد نواياها إلا من تلك المحبة النقية الخالصة، محبة نادرة لا تحدث إلا مع انتفاخة بطن، ومع نقطة الدم تلك التي تستقر في الرحم، سيل جارف من الحب النادر النقي يستقر …

زهرة

اعترفت صغيرتي أنها غاضبة على الدنيا واعترفت أنا أنني عاجزة عن التفسير، واتفقنا على أن نبحث عن زهرة في كل شجرة وكل وردة، في كل زجاجة عطر وخيط حرير، في كل لون في لوحة ونغمة في أنشودة، أن نحبها ونبقى نحبها، وأن نذوب في جلال فقدها بألا نسأل ولا نبرر ولا نفسر.

حان وقت وداعها، يانعة عبقة، اسم على مسمى… زهرة الصغيرة الرقيقة، تكافح مرضاً عضالاً ما عرف الرحمة بسني …

جروح

بشللي وعجزي ودموع الذل أكتب مقال اليوم، من بين الأحداث أكتبه علّه يخفف من اللوعة… ليست السياسة أو المواطنة أو المعاهدات الدولية، ولكنها الغرائزية البشرية تفيض بقلبي فتجعل من ضرب بشر من بني جنسي والاعتداء على كراماتهم وتكميم أفواههم والتنكيل بأجسادهم أمراً يخرج عن نطاق القبول الإنساني، أمراً حارقاً ينهش القلب أياً كانت الظروف المحيطة به أو الدافعة إليه… لا يهم، كويتي أم غير كويتي، مستحق الجنسية أم غير …

دمامة

«هل من المعقول أن يكون موضوع يتعلق بالأجانب يُفضّل على الكويتيين؟ الأجنبي القادم من العراق يطلب الجنسية ويصبح موضوعه أهم من الكويتيين؟» تلك كلمة لا يمكن لإنسان أن يقولها إلا إذا عميت بصيرته وغام المنظر السياسي والاجتماعي أمامه، والأهم والأخطر، إذا فقد جزءاً من إنسانيته.

ما الذي دهى نواب مجلس الأمة؟ ما هذا السجود المهين للمصالح والمطامع؟ ما هذا التعبد المذل للكرسي الذي انقلب صنماً يُخدم عوضاً عن كونه موقعاً …

رائحة الأيام

لماذا تقف أجمل المنجزات المعمارية شواهد على أقبح الممارسات؟ ولماذا تنطوي أعظمها على أفظع أشكال قمع الحريات؟ قصور فخمة مورست فيها أبشع أشكال الظلم، دور عبادة مهيبة أتى أصحابها أقسى درجات القمع، منجزات عجائبية تقف مدللة على دماء سفكت لتشهد للإنسان على أنه أقسى الخلق على هذه الأرض، فمن الأهرامات إلى سور الصين العظيم، من قصر فرساي إلى قصر الحمراء، تستلقي هذه المنجزات العظيمة على الأرض مشيرة باسترخاء إلى …

انشاد الملائكة

إلى أن يصل الخامس من يناير، نحتاج إلى هدنة…

لابد أن الخير لايزال موجوداً، في صقيع الندوات والجلسات والاستجوابات التي جمدت حياتنا، في ظلمة العنف وظل العسكر وهوج الغضب، في محيط القسوة الناتجة عن هذا التخلخل المجتمعي، تقاذف النقد المؤلم وتراشق الاتهامات المفزعة وتسيد لغة قاسية تقرص النفس وتعصرها، ننسى الخير والجمال، نيأس منهما. ننسى أن هناك أناساً لايزالون يرسمون ويألفون الألحان، أناساً لايزالون يعشقون ويتغازلون، أطفالاً يولدون، خضاراً يمرق …

حتى لا نخسر أنفسنا

يتحدث ريتشارد شيكنر في كتابه Performance Studies حول مفهوم «القيم» فيقول (الترجمة لي): «إن القيم التي تقود البشر ليست «طبيعية»، فوق الوجود المادي، معطاة من الله، أو غير قابلة للتغيير… تنتمي القيم للإيديولوجية، للمجتمع، للعلوم، للفنون، للدين، ولغيرها من مجالات المساعي الإنسانية… القيم صعبة المنال ومشروطة، تتغير مع الوقت طبقاً للظروف الاجتماعية والتاريخية. القيم هي أداء المجتمعات، الجماعات، والأفراد. يمكن أن تستخدم القيم لتحمي وتحرر أو لتتحكم وتضطهد». طبقاً …

<iframe width=”560″ height=”315″ src=”https://www.youtube.com/embed/WFidjCSvdn0″ frameborder=”0″ allow=”accelerometer; autoplay; encrypted-media; gyroscope; picture-in-picture” allowfullscreen></iframe>