الشعب يريد…
عندما تتحقق الإرادة تبدأ الحياة، فالحياة تتجلى في التغيير في حين أن السكون حليف الموت؛ ولنحيا فلابد أن نغير ولنغير فلابد أن «نريد» ولابد أن «نؤمن». تبدو عظمة الإرادة والإيمان في كل لحظات حياتنا وحتى في أصغر أحداثها تفصيلاً، فللعقل، موطن الإرادة والإيمان، تأثير جليل ليس في الإنسان بذاته فقط، بل كذلك في كل ما حوله، لحد التأثير المحسوس في الموجودات الجامدة كما الأفكار التجريدية، لذا يقال دوماً إن …
متى تكبر أحلامنا؟
بلا شك، قسّم الخطاب الأخير للرئيس حسني مبارك المقاومة المصرية إلى حد ما، وسبب التقسيم لا يعود إلى قناعة بما قاله الرئيس، فالأغلبية الساحقة، إن لم يكن الجميع بلا استثناء، تعلم أن نوايا الرئيس مبارك بعدم الترشح أو الدفع بنجله للترشح إنما هي نوايا تشكلت على وقع هدير الجماهير التي اكتسحت شوارع مصر بأنحائها في تسونامي بشري يحيي رومانسية تاريخية في القلب لشعوب ثارت وتوحدت، وما أصعب أن تتوحد …
صنع ايادينا
في معظم ما قرأت حول حادثة الإرهاب الداخلي الأخيرة لمقتل المواطن محمد الميموني تعذيباً في السجن، تراكم اللوم والغضب تجاه الحكومة بسبب نهجها العنيف، اللادستوري واللاحقوقي المتبع أخيراً، وقد لفتني تحديداً ما كتبه الزميل الكبير عبداللطيف الدعيج في «قبس» 16 يناير أن «الأجهزة الأمنية والمسؤولين عن الوفاة كانوا يريدون تحقير المواطن للتقليل من أهمية الجريمة وخلق ظروف وتهيئة الجو لتقبلها لدى أعضاء مجلس الأمة والرأي العام. المؤسف أن أحداً …
طائفية وأمري لله
نحن في مأزق كبير، مأزق خطير.
وبما أن هذا المقال موضوعه الدكتور حسن جوهر، فبودي أن أدعو الدكتور ليقرأ ليس المقال ولكن التعليقات التي ستذيل صفحته الإلكترونية، ليرى بنفسه، ولا يخفى عليه الوضع، كيف ستتحول الكاتبة «المنعوتة» ليبرالية إلى كاتبة طائفية، يحن دمها «لأصلها» كما يعبر البعض، وعلى الطرف الآخر ستصبح كاتبة مسترزقة، منشقَة عن الصف من أجل مصالح خاصة. هكذا تتشكل الذهنية السياسية في الدولة الدينية التي يتداخل فيها …
السكوت من ذهب
يعاني مسلمو العرب تحديداً أكثر من سكين في خواصرهم، فمن تاريخ دموي يثقل كواهلهم، إلى قراءات دينية متعصبة تعسر عليهم حيواتهم، إلى فقدان الهوية وأمان الانتماء في دول ليس لها كيان مؤسسي يشكل المواطن ويحميه، إلى «قلة الحيلة» أمام آخر حالة استعمارية فاحشة في وضوحها في العالم ألا وهي الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين. كل تلك سكاكين تجعل العربي المسلم أسيراً لغضبه وضياعه وانمحاء هويته، حتى لم يعد يتبقى له سوى …
ثورة على النفس
إن من يستنكر المقارنات الحالية القائمة لحالات الغليان السياسي في المنطقة العربية إنما هو قريب جداً من «المنظر» لدرجة العجز عن رؤيته كاملاً، أو بعيد جداً عنه لدرجة العجز عن رؤية تفاصيله الإيديولوجية ومسبباته الإنسانية. المقارنة حالة إنسانية طبيعية، وفي أحايين، ضرورية جداً لإثارة الوعي وتحفيز المشاعر والكرامة التي كثيراً ما تنام بفعل تتابع زمن يتعود الطغيان ويستمرئه، والمقارنة ضرورية من حيث إنها ليست «مطابقة» ولكن «مباينة» بين ما …
امراض سارية
بودي أن أفهم الهدف الحكومي من تغليظ عقوبات قانون المطبوعات والنشر، فالعادة الحكيمة جرت على أن يضع الإنسان هدفاً ثم يسدد له سهام خطة التنفيذ، وكلما تفكرت في الموضوع زاد تعجبي، فإما أن شيئاً كبيراً ومهماً يقع خارج نطاق حدود «نظري» وإما أن الحكومة تتصرف خارج حدود «النظر» المنطقي، فأول ما يزور الخاطر هو أن الحكومة «تغلظ» حتى تتحكم بالمادة المقدمة للشعب وتمنع عنهم الأخبار أو التحليلات المقالية التي …