الدكتور مبروك
أتابع بين الحين والآخر فيديوهات لبرنامج الدكتور مبروك عطية، والذي عنوانه «الموعظة الحسنة»، تبثه قناة «دريم» على التلفزيون المصري، وأعتبره صوتاً يخطو بالمجتمع الإسلامي خطوة جيدة للأمام. وعلى الرغم من أن القراءة التنويرية للدكتور عطية ليست على درجة التطور التي يبديها الباحثون الإسلاميون التجديديون الثوريون أمثال دكتور نصر حامد أبو زيد، وفاطمة المرنيسي، والدكتور محمد أركون، فهو يبقى أزهرياً ملتزماً بتراث ديني فيه الكثير من المثالب، إلا أن الدكتور …
لا تكن داروينيا
هل يمكن أن تتحقق عدالة إنسانية كاملة وحقيقية تحت أنظمة الموروثات الدينية الحالية في العالم؟ هل يمكن لتغيير حقيقي للقيمة الإنسانية أن يتحقق دون تغيير حقيقي كذلك وتفكيكي عميق للمفاهيم الدينية وكل ما أسس لها من مفاهيم اجتماعية وتاريخية ونفسية؟ هل ستتحقق المساواة الحقيقية في يوم بين الرجل والمرأة، المسلم والمسيحي واللاديني، الأبيض والأسود، الغني والفقير، صاحب النسب وفقيره، دون أن تتغير البنية الأساسية الفكرية والاجتماعية للأديان عامة؟
لا أستثني …
الغمندة
اليوم لا يوجد في الكويت بدون، كما قال السيد صالح الفضالة، كل الموجودين وافدون، لا بل هم «مقيمون بصورة غير قانونية»، وهكذا فهمنا “الغمندة” من تسمية الجهاز بهذا الاسم الغريب الذي يدين الدولة في الواقع “الجهاز المركزي لمعالجة أوضاع المقيمين بصورة غير قانونية”.
هذه السيدة عليها مؤشر جنسية بلجيكية، بصورة أو بأخرى اشترت هي وعائلتها جوازا بلجيكيا منذ ما يزيد على خمس عشرة سنة، وأبقوه في حوزتهم مدة سنة واحدة، …
اضربوهم؟
أرسلت إحدى الصديقات رسالة تشرح فيها معنى كلمة «واضربوهن» المذكورة في القرآن الكريم، وذلك «للرد على الملحدين الذين يصورون للناس أن الإسلام يأمر أتباعه بضرب نسائهم» حسب ما جاء في الرسالة التلفونية. تقول الرسالة ما معناه، وهي طويلة بعض الشيء، إنه لا يمكن تصور أن الله يأمر بضرب شريكة الحياة، إذ يتبين من الآية الكريمة التي تحتوي هذه الكلمة أن «العقوبة للمرأة الناشز، أي المخالفة، نراها في هذه الآية …
أداء الزمن
لم تخطر لي، في مقتبل العمر، كما لا تزور الخاطرة غالبا معظم الشباب، فكرة تراكم الأحزان مع تراكم السنوات. لم أفكر قط كيف أن الأيام تمر حاملة تجاربها التي تضيف أحزانا إلى أحزان وتصنع فقدا فوق فقد، كيف أنه كلما امتد العمر وتكومت الأيام، امتدت معها جميعا احتمالية ارتفاع نسبة التجارب القاسية في الحياة وتراكمت معها الذكريات المؤلمة الحزينة.
في مقتبل العمر ننظر للسنوات القادمة بشوق كبير، ننتظر إنجازاتها وأفراحها …
بلاستيك
تكلمت في المقال الماضي عن طبيعة مجتمعاتنا الجمعية التي لا تزال تعمل بنظام أبوي يفضل الجماعة على الفرد ويعلي شأنها على حساب سعادة هذا الفرد وحريته، وعلى الرغم من أن التشابه والتكرار والتناسخ الفكري والتنميط الاجتماعي والحياتي كلها تؤدي لأمراض اجتماعية مستعصية، إلا أنها جميعاً من أهم مقومات قبول الجماعة للفرد في مجتمعاتنا، وهي إشارة عند الجماعة إلى أخلاقية هذا الفرد وبطاقة مرور له إلى الدرجات العليا فيها. في …
المعادلة الرابحة
كتبت في المقال السابق عن الضرورة الحتمية لاستبعاد تدريس العقيدة الدينية الموحدة للأطفال في المدارس واستبدالها بمقررات الأخلاق وحقوق الإنسان وكذلك مقررات تواريخ الأديان. تكلمت عن النتيجة السلبية لتعليم “حقيقة” عقائدية مطلقة للأطفال المنتمين لأسر وعقائد ومذاهب مختلفة وكيف أن هذا المنحى يخلق أجيالا تنتهج النفاق الاجتماعي والديني لتعايشها في المجتمع.
إلا أن الضرر في الواقع يفوق بكثير مجرد خلق جبهة نفاق قوية في المجتمع تقسمه وتفرق أفراده وتبعثر الولاءات، …