مواطن «نصف لبة»
أستعد ليلة كتابة المقال تحضيراً لندوة في اليوم التالي حول الحقوق المنتقصة للمرأة الكويتية. يأخذ هذا الموضوع حيزاً كبيراً على ساحة النقاش الكويتية، كما أخذ مساحة نقاشية تاريخية بشرية ضخمة في العالم كله، الذي لم يستطع من بداية هذا التاريخ ورغم تحضر هذا العالم ثم تمدنه ثم تطوره الحقوقي، أن ينصف المرأة كبشر مكتمل الأهلية والحقوق. أفكر كثيراً فيما يجب أن أقوله يوم غد، وتسيطر عليّ فكرة محددة رغم …
خط على الرمال
كيف يمكن لخط على الرمال أو لحائط من صخر وجير أن يحدد هويتك ويقيم أصالتك ويحكم على مستقبلك وأجيالك من بعدك؟
يمكن لذلك أن يحدث مع فعل تخطيط الأرض الذي اخترعه البشر ليُسبغوا على الجغرافيا أيديولوجيا، وليصبح المقيمون في هذه البقعة الجغرافية في هذه الحقبة التاريخية أرفع شأناً وأفضل حظاً ممن تعثر بهم الزمن خارج حدود الخط، لتفصل أمتاراً قليلة من الأرض في حيواتهم لمئات من السنوات القادمة.
لربما هو قدرنا …
«لست أدري»
دار حوار ساخن قبل أيام بيني وبين موظف مصري يعمل بائعاً في أحد المتاجر في الكويت حول الوضع المصري الداخلي. تكلمت مع الشاب ناقدة الأوضاع السياسية المصرية، وقبل أن أتوغل بشكل أعمق إبداء لرأيي، بدا على وجه الشاب تعبير انزعاجي أعرفه جيداً، تعبير يود أن يبادرني بالعامية المصرية: “وانتِ مال أهلك؟” بادلته النظر مباشرة في عينيه وسألته “أزعجك رأيي؟”، رد محتداً وإن محاولاً بكل ما لديه من إرادة أن …
بلا احترام
أثارت فتوى صدرها عثمان الخميس، وهو شيخ إسلامي شهير في الكويت معروف بفتاواه المتشددة والمثيرة للغط دوما، الكثير من النقاش على تويتر بين الكويتيين تحديدا ما بين ليس فقط مؤيد ومعارض للفتوى بحد ذاتها، ولكن كذلك ما بين مشاركين في الحملة ضد الخميس وآخرين، وإن كانوا معارضين للفتوى، نافرين من الهجوم العشوائي الذي عادة ما يطفو وينتشر على وسائل التواصل والذي انطلق مستقصدا شخص الخميس وآرائه، حيث رآي الأخيرين …
هيا نناقش الكفر
كان لأفلاطون ومن بعده تلميذه سقراط موقف شديد التضاد مع الخطابية المشاعرية، إن صح التعبير، أو مع القدرة البلاغية التي كان يدعو لها الصوفيون (وهؤلاء كانوا مجموعة فلسفية سابقة لزمن أفلاطون، التي بدأت فن الخطابة كله كعلم مهم بالنسبة للإغريق) كوسيلة للوصول للناس وإقناعهم. وعلى الرغم من اعتراف الفيلسوفين العظيمين أفلاطون وأرسطو بأهمية فن الإقناع، فإن تمكين العواطف من هذا الفن تأثيراً على الناس بجمال اللغة وسحرها، لا من …
اعترافات مأجورة
لنسجله اعترافا فنستريح ونريح، نحن مأجورون من الغرب، يجندنا “كفاره” لهدم قيم المجتمع ولضرب الدين الإسلامي في عمقه، كأننا نستطيع ذلك. فليكن، وحتى لا نضيع الوقت والجهد كلما طُرح رأي جديد، فتضيع الفكرة في دهاليز تحليل الشخصية، والتي، في حالة صاحبة المقال، هي شخصية غير مهمة أو مؤثرة أصلاً، لنبدأ بالإقرار بأن كل من يكتب نقداً للداخل العربي هو خائن ينشر غسيل عشيرته، وكل من يكتب نقداً للممارسات الدينية …
لماذا كل هذا؟
لي مجموعة من الصديقات الفلبينيات اللطيفات، نجتمع كلما زرت صالون التجميل النسائي الذي اعتدت ارتياده منذ سنوات حتى تكونت صداقة عميقة حقيقية بيننا. تعمل هذه السيدات في أعمال التجميل المختلفة، يقضين أوقاتهن من صباحها لمسائها في الصالون، معملات أياديهن في شعر الزبونات، أظافرهن، وجوههن، إلى آخر أجزاء الجسم التي تحتاج إلى «صيانة» بالكاد تُصلح ما أفسد الدهر. ترتسم في عيون هذه السيدات أشواق وحنين لا يفهمها سوى من اغترب …