في انتظار فايز وفوزي
أن تعمل في قضية إنسانية لإيمانك بها هو إشباع للروح واستجابة لغريزة البقاء، ولكن أن تعمل في قضية إنسانية لإحساسك المباشر بأصحابها بالإضافة إلى إيمانك بها، ذاك بعد آخر للعمل مشبع بعاطفة هي أشد ما يحتاجه العمل الإنساني. ولقضية معتقلي غوانتنامو بعد مبدئي واضح يستلزم إغلاق هذا السجن المتوحش الذي يفرض سلطته الفاحشة ليس بقوة القانون، إنما بقوة «الذراع» التي تهبط بالبشر من الدرجة الإنسانية الرفيعة إلى تلك المتوحشة …
في انتظارك يا حبيبة
أنا، أنا من لا يملك شيئاً
أنا، أنا من ليس له أحد
أهيم بك، وأريدك جداً
إنني مجرد لا أحد
لا شيء أملك كي أعطيك…
سوى «أنا أحبك»
تلك الكلمات التي تخترق القلب غنتها الرائعة شيرلي بيسي في الزمان الجميل في عتب يصرخ حباً ويستصرخ عطفاً من حبيب تائه في حب آخر، حبيب قاس في لا مبالاته غير المقصودة، حبيب يأخذ عينيه بريق الأشياء الثمينة التي لا تمتلك المحبة منها شيئاً، فلا تستطيع، كما تقول …
تخصيب الكلينيكس
سؤالها كالجرح الغائر، كلما حاولت سبر أغوار عمقه، افترش ألمه الجسد بأكمله، تسأل الزميلة لمى العثمان في مقال الخميس 4 نوفمبر سؤالها البلاغي الذي لا تنتظر له إجابة، تبحث وهي تعرف، تتمنى أن تجد جواباً، أي جواب ما عدا الحقيقي، تتشظى الأسئلة كما الأشلاء، تتناثر الأجوبة كما بقع الدم الخاثرة، وبين ركامها تظل تبحث لمى، وتبقى الحقيقة واحدة: هناك عداء فاحش بين مسلمي اليوم والديمقراطية وحرية الرأي والمعتقد.
الدين، أي …
صلعة
يبقى الإعلام سوقاً، موجها أحياناً، ولكنه سوق، لا يقدم لزبائنه سوى السلعة التي يرغبونها ويتفاعلون معها. نحن، جماعياً، مسؤولون عن المزايدة والإسفاف والمنهجية الطائفية والقبلية الإعلامية، لأننا وبكل بساطة نستثار ونتوجع كمن على رأسه الأصلع الأملس بطحة حمراء يانعة، ونحن نستثار ونتوجع لأننا مغيبون وطائفيون وقبليون، فلو لم نكن قبليين لما أثارتنا إشارات تعيب هذه القبيلة أو تلك، ولو أننا تخطينا المرحلة إلى المدنية الحقيقية لاستوعبنا أن كل أسرة …
في خبز في ملح في رضا
فرت دمعة ساخنة على خدي، هبطت «تهس» على كفي الباردة، فدفنتها بكفي الأخرى وأنا أقاوم أخريات مالحات يتدافعن خروجاً بحرارة وتهور. دموعي في العموم عزيزة، إلا أنها تذل في مواجهة النغمة واللون، فإذا ما استمعت لسمفونية «ضوء القمر» لبيتهوفن غص حلقي وإذا ما ناظرت لوحة «شابتين تجلسان الى البيانو» لرينوار اغرورقت عيناي. أجدها طبيعة الأشياء، أن تذكر اللحظات السعيدة بلحظات الحزن، أن تناظر أوقات الراحة أوقات التعب، أن يستدعي …
تلوث بيئة
لا بأس من وجود برامج هابطة في وسائل الإعلام، فهذه طبيعة الإعلام الحر، يتنوع محتواه كما تتنوع آراء الناس حول قيمة المعروض فيه، نتحمل تسفيه عقولنا بطلته علينا في التلفزيون وهو يحكي كيف أنقذ العذارى وزوّج «البائرات» وما بقي سوى أن يقول لنا إنه مشى على الماء.
يتحمل المتصلون نتيجة اتصالهم «بالمعالج من السحر والعين»، كما يصف نفسه على موقعه الإلكتروني، «مطفش الجن»، «مرعب الشياطين»، «عابر البحار»، «قاهر الأشرار»، وما …
نحلة زنديقة
من يتمنى الغضب والأذى لنفسه؟ أي عاقل يغوص في الأسى ويمكِّن شعور الغبن والذل من نفسه مختاراً؟ أريد أن أخرج من إطار هذا الموضوع، «ودفنة» الحريات في الكويت، أود أن أحرر عقلي وأخلص قلبي من الهم، أريد للمبلغ الذي دفعه زوجي في هدية المقال الماضي أن يؤتي أُكُله فيبرد قلبي ولو إلى حين، ولكن «ما كل ما يتمنى المرء يدركه» فما إن تفتح قبراً لحرية، حتى يتوالى تساقط القتلى …