علمانية منقبة
ما إن نشر خبر تطبيق منع النقاب في فرنسا، حتى انهالت الأسئلة الشامتة بالفكر العلماني: «أهذه هي الدولة العلمانية التي تدعون؟ ها هي تعتدي على حريات الآخرين في ممارسة عقائدهم الدينية». وقبل الحديث عن الحالة الفرنسية تحديداً، أود «التعريج» على مفهوم العلمانية الذي يتعرض كل يوم لتشويه فاضح من قبل الكهنوت الإسلامي المعاصر. يعرف الزميل والمفكر فاخر السلطان العلمانية على أنها «تعني فصل المؤسسة الدينية عن المؤسسة السياسية (وليس …
«في هامشك أو في سماك»
نفلسف الدنيا نحن كثيراً في مجالسنا النسائية، نبحث بلوعة عن كمال ما في رجل ما لم يولد بعد، نُنَظِّر حول الحب وأحواله ومقاييس صدقه. يتطور الحديث بحسب البرامج التلفزيونية في حينها، فمسلسل «نور» جلب الكثير من الآهات والحسرات، ومسلسل «الحاج متولي» استدعى أقسى اللعنات، أما مسلسل «زوارة خميس» فقد أتى بحملة تحسبات التي لولا رحمة من رب العالمين، لقضت على رجال الأرض كما طوفان النبي نوح. أضايق أنا الصديقات …
متى نطوي الخريطة؟
بينما أنا «أنتقي» أحداث حياتي وأحدد اختياراتي، تحضرني كثيراً كلمات والدي حول قفزة المبدأ وسذاجة المنطق، فأجدني أختار قفزات لا عقلانية في تحدٍّ سافر للمنطق الذي طالما عشقته وجادلت من أجله ونيابة عنه. أفهم الآن أكثر أن لكل زمان منطقاً، وأن لكل منطق زماناً، وأن أجمل الأزمان هي تلك التي بلا منطق. أكثر من يعلم بشقائي مع نفسي هما والداي، يعلمان أن حرباً شعواء تدور في ثنايا الروح، معركة …
«هل تريد شيئاً؟»
الكل هذه الأيام يبحث عن لب المشكلة، لمَ نحن كما نحن؟ من أين تسللت الطائفية والتطرف والانغلاق؟ كيف ومتى سيطرت الخرافة؟ ولأي الأسباب نعود نحن بسعي حثيث إلى العصور الوسطى والمظلمة عندما كان الناس يتقاتلون من أجل الطوائف ويحتمون بالتعويذات ويتداولون الخرافة كحقيقة واقعة؟ من لديه صغار في المراحل الابتدائية إلى الثانوية، سيتعرف حتماً على أحد أخطر منابع المشكلة، فهو مبتلى باختبار قاس في ضبط النفس بينما يمارس الكذب …
اعتذر لي
كل صباح أدلي ساعدي خارج نافذة غرفة نومي لأختبر الجو وأحدد ملبسي، يشغل زوجي الراديو وهو يرتدي دشداشة جديدة في بداية يومه، أبدي انزعاجي ولكنني أنصت باهتمام. يغادر هو الغرفة وأبقى أنا مع الـ»بي بي سي»، أعلق لوحدي بصوت مسموع، أتمادى في «ملافظي» محتمية بوحدتي، أتجه إلى «دولابي» لأنتقي قطعة ملابس وأبتسم وأنا أتذكر سخرية زوجي الصباحية وهو يقلدني أمام «دولابه» المحشو بدشاديش متطابقة: «شنو ألبس اليوم؟» أهرع لمكتبي، …
سكاكين
نعم، لم يبق سوى الإقرار بأن هناك، فعلاً، اختراقا إيرانيا في المنطقة، وبدعوة كريمة منا، ولم يبق سوى أن نحرق البخور ونهيل القهوة في انتظار حلول الضيوف، وكيف لا ومجرد تصريح من الحكومة الإيرانية يقلبنا على بعضنا ويجعلنا نتراشق الاتهامات؟ الحكومة الإيرانية لا تحتاج اليوم إلى جيوش وأسلحة أو حتى إلى اختراق مخابراتي لدولنا الخليجية، يكفيها تصريح صغير مثل استنكارها لعنف الحكومة البحرينية مع المتظاهرين لكي نرفع نحن الأسلحة …
كلنا ضحية
ليس التدخل الخارجي، ليست أميركا أو إسرائيل، ليست إيران أو العراق، ليس حزب الله أو القاعدة، بلاؤنا منا وفينا، وما تساهم تلك العوامل الخارجية سوى بالدفعة الأخيرة أسفل وادي الخراب السحيق… الطائفية والانقسامات إنما هي صنيعة سياسات البلد وتوجهات مسؤوليه، والاختراق لا يحدث إلا عندما تصنع السياسة فجوة بتخاذلها وتهاونها في حقوق مواطني البلد، وبلا شك لإيران تأثير إقليمي كبير كونها قوة عظمى في المنطقة ديموغرافياً وجغرافياً وعسكرياً، وبلا …