تحميل إغلاق

المقالات

أرانب وأزهار

 في بحر عينيها المبحلقتين باستمرار، وكأنها تريد سبر أغوار الدنيا في كل لحظة من حياتها، غرقت طوال يومي، فلم أستطع سوى أن أكتب عن تلك الفكرة التي ألحت بها عيناها طوال اليوم، تأملتها وهي تجالسنا على الغداء، في التاسعة من زهر عمرها، قطعة من قلبي، تكونت في كياني وسرى دمها بعد أن جرى دورته في عروقي. ناظرتها طوال الوقت بطرف عيني، أظافرها الصغيرة غير المستوية ملونة بالوردي الفاقع الملطخ …

النوم من نعم السلام

خابرتني لولوة بصوت منطفئ، كلماتها رتيبة عبر سلك الهاتف، معلقة بالأسلاك مثل غبار هذه الأيام الذي لا يرحم، “خبر زين يا لولوة أرجوك؟”، تمنيت عليها، وبلكنة بحرينية عميقة نعت “الدنيا داكنة هنا” توقفت كلماتي حصى في الحلق، فانطلق حديثها غير مقطوع بخواء المواساة المعتادة في هذه المناسبات.

 “القلوب مكسورة” شرعت تقول “أمام عيني، صداقات امتدت عشرين وثلاثين سنة، علاقات ود في الدوام، أسر بأكملها، تسلخت جميعاً بسياط الطائفية. تصدقين؟ أصدقاء …

جنتكم لا أريدها

كنت أرى هذا اليوم يأتي لاهثاً من بعيد، بالصهيل والسليل، كنت أرى غبرته قائمة وظلمته مقبلة لتحول نهاراتنا سواداً قاتماً، كنت بانتظار هذا «البف»، يوم نرتطم بالقاع بذلّ فلا نصعد، تركن كرامتنا جثة هامدة على ذلك السطح البارد العميق. كل يوم أرى «العتمة الباهرة»* حثيثة الخطى، ترتفع كموجة تسونامي قاتلة، أفزع بكل ضعفي الإنساني، أصرخ بكل حبي للحياة، فيقولون العيب في صرختك، فالموجة خير وستغسلنا طهوراً، وها هي بوادرها …

مطلوب جراحة عاجلة

دلالات عدة غاية في الخطورة يشير إليها تأييد وتعاطف نسبة لا بأس بها من الشارع الكويتي مع أسامة بن لادن، فالظهور الإعلامي ترحماً عليه والنشر الإلكتروني تعاطفاً معه وصولاً إلى محاولات تأبينه التي استدعت العنف بين أبناء البلد الواحد، كلها تشير إلى ظواهر تستدعي التعامل الفوري معها.

أولى هذه الظواهر هي المتعلقة بالتحالف الحكومي والأصولية الدينية، وهي حالة منتشرة في دول الشرق الأوسط ترمي منها الحكومات إلى تعزيز حكمها بفتاوى …

الكثير من الدماء


لم يكن الموت خبراً مفرحاً لي في يوم، خصوصاً إذا لم تدر به الطبيعة، إنما أتى على يدي بشر، فالحروب والإعدامات والاغتيالات السياسية وقوائم المطلوبين أمواتاً أعتبرها جميعاً الطرق «الأسهل» للتخلص من البشر «الأصعب»، من هؤلاء الذين زرعوا الشر والخراب والدمار، لنأتي نحن، معتقدين أننا بالقتل ننهي المشكلة، غير واعين لأننا في الواقع نحصد ما زرعوا، نؤكد استمرار الخراب ونلمّع فكرة الشر، وندمّر دماراً بدمار أكبر.

أدرك أن هذا الحديث …

هل نحتمل الأمل؟


المسرح، يا حلمي البعيد وعشقي القديم، أيتها الخشبة المقدسة التي من فوق سطحها العاري صرخ الملك أوديب «واحسرتاه، واحسرتاه، ويلاه من بؤسي وتعاستي، أين تأخذني خطاي؟»، من عليائها بكى الملك لير «عندما نولد نبكي قدومنا لمسرح البلهاء العظيم هذا»، وفي جنباتها ترددت صفقة باب «نورا» في مسرحية «بيت الدمية» للعظيم هينريك أبسن، وهي تغادر بيت الزوجية، الذي حولها إلى لعبة، في محاولة منها لتجد نفسها، صفقة باب يقال إنها …

رذيلة

في مدرسة ما، في مكان ما، تدرس مقررات ما، على أيادي مدرسين ما، لكل أفراد الأنظمة العربية الحاكمة. ذات الدرس البائد الفاشل يعاد تطبيقه وتدويره من أيدي هذا النظام إلى أيدي ذاك، ذات المنطق، ذات المنهجية، وذات الفشل. سبحان الله، «حافظين الدرس صم» تجاهل وتساهل، ترضية فتنحية، تهديد فوعيد، ردع فقمع، تخوين… فدماء.

أنظمة نسخة طبق الأصل، لا تصريح ساذجاً زائد ولا قرار قمعياً ناقص، ما شاء الله، توحيد منهجية …

<iframe width=”560″ height=”315″ src=”https://www.youtube.com/embed/WFidjCSvdn0″ frameborder=”0″ allow=”accelerometer; autoplay; encrypted-media; gyroscope; picture-in-picture” allowfullscreen></iframe>