تحميل إغلاق

المقالات

حتى يحلو الإيمان

 تقول فاطمة المرنيسي في كتابها «الحريم السياسي»: «لقد كان الإسلام، على الأقل في قرونه الأولى، دين الفرد العاقل، المسؤول والقادر على تبين الخطأ من الصواب بما امتلك من أدوات عمل علمية وعلى وجه التحديد كتب الحديث. وإذا كنا شهدنا عبر قرون عدة، إخفاق المؤمن الناقد الذي يحاكم الأمور، وإذا كنا شهدنا استبداله بمسلم مراقَب كُمّ فوه، مسلم يعيش الحياة طاعة وشكراً، فإن ذلك لا يضير هذا البعد الأساسي لعلم …

تحت السجادة

قرأت مرة تلك النظرية الغريبة عن علاقة التحديد الجغرافي الأرضي شمالاً وجنوباً بعقول الناس ونفسياتهم بل ومصائرهم. ما الذي جعل العلماء يحددون المتعارف عليه حالياً شمالاً على أنه في الواقع كذلك؟ وما الذي عرف الجنوب وحدده؟ فالواقع العلمي يقول إن الكرة الأرضية هي كذلك، كرة، تطفو هائمة في فضاء لا متناه مضبب الملامح ليس له رأس من قدمين، فكيف تقسمت هذه الكرة إلى «فوق وتحت» وعلى أي أساس أصبحت …

أثقال

بالتأكيد هناك أمل، ولكنه أمل مترهل، يحتاج إلى رياضة حتى يقوى ويعود إلى شبابه، هناك أمل في أن تتفهم الشعوب العربية في يوم المعنى الحقيقي للحرية، أن تستوعب أن مطالبها الأساسية من عيش كريم وضرورات حياتية رئيسة وأمن وأمان كلها تأتي في سلة واحدة مع الحريات، وأن المجتمع المحروم من الحرية محروم كذلك من الأساسيات الحياتية.

والقبول بمنطق الحرية، اسم الدلع للفكر الفلسفي الليبرالي، هو فعل صعيب، يحتاج إلى جهد …

حلالاً بلالاً

تلك الأسباب التي تدفع بالأحزاب الدينية إلى علياء السلطة والقوة، هي ذاتها التي تهبط بها إلى حضيض الفشل وتقودها للتدمير الذاتي، فاستخدام المعتقد الديني سياسياً لافتراش السلطة يتطلب تقمصاً لصوت الإله وتوكيل النفس نيابة عن الخالق على الأرض مما يترتب عليه إباحة كل المحظورات من باب أن الغاية النبيلة، وأي غاية أعظم من غاية الإله التي، وبقدرة قادر، يعرفها الحزب الديني وكأنه موحى إليه، تبرر كل الوسائل القميئة التي …

قبل أن نغرق

في يوم الخميس التاسع من يونيو، تلطخت أرضية جامعة الكويت بكيفان بالدم وتعالى الصراخ وانتهكت حرمة الحرم العظيم. في هذا اليوم المشؤوم، حاول شاب الدخول إلى الجامعة مدعياً، ولا أدري مدى صحة أو كذب الادعاء، أنه يحاول أن يقل أخته التي تعاني شيئا من التعب.

شباب الأمن المصري على مدخل الجامعة، وحسب التعليمات المشددة لديهم، أخبروه بعدم إمكانية الدخول لأنه لا يحمل البطاقة الجامعية والتي وحدها تيسر الدخول للحرم، حسب …

أنا الضحية والجلاد أنا

لا يمكن أن يكون التوجه طبيعياً ونوايا أصحابه صادقة إذا ما أظهر أي صورة من صور التطرف، فعندما يغرق نائب الأمة في عدائه للحكومة فهناك مؤامرة، وعندما تغرق الحكومة في لا مبالاتها وتسيبها فهناك مؤامرة، وعندما يغرق الإعلام في ابتذاله والنيابي في علو صوته وشتائمه فهناك خطة رخيصة محكمة، وعندما يغرق المتدينون في تطرفهم فهناك نية مبيّتة وعندما تغرق السياسة في تدليل المتطرفين المتدينين فهناك قنبلة موقوتة.

هكذا هو الإغراق …

متى نخبز كيكتنا؟

من أكثر ما يثير الانتباه عند الحديث عن العلمانية، الاسم الفلسفي لمفهوم المدنية، هو إصرار الفئة المعارضة على أنها استيراد غربي يراد به غزونا فكرياً في محاولة لفصلنا عن تقاليدنا الخاصة الضاربة في الأعماق.

أولاً، أتساءل: ما المشكلة في استيراد فكر من صنع بشر آخرين إذا كان طيباً ومفيداً لمجتمعنا؟ وثانياً، هل تستحق تقاليدنا العريقة هذا الدفاع المستميت لإبقائها في حالتها «الستاتيكية» الميتة سريرياً؟ عوضاً عن الدفع «بتطبيعها» مع الزمن؟ …

<iframe width=”560″ height=”315″ src=”https://www.youtube.com/embed/WFidjCSvdn0″ frameborder=”0″ allow=”accelerometer; autoplay; encrypted-media; gyroscope; picture-in-picture” allowfullscreen></iframe>