تحميل إغلاق

المقالات

صوفي

يقول جبران خليل جبران:

“أولادكم ليسوا لكم

أولادكم أبناء الحياة المشتاقة إلى نفسها، بكم يأتون إلى العالم، ولكن ليس منكم.

ومع أنهم يعيشون معكم، فهم ليسوا ملكاً لكم”.

هي ليست ملكي، أخبر بهذا قلبي يا جبران، أخبره أن صفاء الصغيرة، المنشغلة اليوم بأوراقها وحياتها الجامعية المقبلة وسفرها الدراسي لم تعد ملكي، أخبره أن الفراق قد حان، وأن المطلوب اليوم هو… أن أفلت يدي.

أجلستها في حضني، فتاة فارعة الطول مكتملة نصاب الشباب، لكنني أجلستها …

وداوها بالتي كانت هي الداء

إذا أردنا حقاً الوصول إلى نقطة ما في موضوع التراشق الطائفي الذي يؤرقنا منذ زمن عوضاً عن دوراننا في حلقة مفرغة، فإن علينا أن نتعامل مع الحدث بمنطقية توصلنا إلى استنتاجات وقرارات يمكن لها أن تخفف من حدة هذا الطرح، أو أن تخفف من وقعه على النفوس في أقل الأحوال. أولاً، لابد أن نبدأ من نقطة أن الخلاف أتى منذ ألف وأربعمئة ونيف سنة ليبقى، أي أن الاختلاف العقائدي …

سكريات فكرية

ونحن في لب الشهر الفضيل، نحتاج جميعاً لوقفة مع النفس، وقفة حقيقية شجاعة تشع في وجه الظلام الذي نعيش فيه منذ زمن. أكثر من ظاهرة حولنا، بعضها واضح والآخر مدسوس، تشير جميعها إلى عمق المشكلة التي نعيشها، لخطورتها وجدية تهديدها لكياننا المجتمعي، فمثلاً، عندما تتطارح النقاشات الدينية بيننا، تهيج الأنفس، وترتفع الغضبات، فقليلاً ما نجد من يقبل بيننا الرأي الآخر المختلف، والذي لا يقابل بالحجة ولكن بالتهديد والوعيد الدنيوي …

القرقيعان السحري

لصغيرتي ياسمينة كل سنة موضوع نضالي محدد، تتبناه وتنشط فيه على مدى أسابيع متواصلة، ثم تلهو، تأخذها دراستها ولعبها وبرامجها التلفزيونية والإنترنتية إلى عالم ناصع البياض، تسكن فيه في غيمة من البراءة والنقاء، ترى حولها بياضاً تلونه سنوات عمرها، يصفو قلبها ويبتهج وهي تذكرني بين الفينة والأخرى “ماما، الأطفال بخير، أنا رسمت الرسمة وتبرعت”، فأتركها حيث أمان غيمتها، حيث صفاء وبساطة الدنيا حولها لتعتقد أنها حلت المشكلة وأن الدنيا …

دموع الملائكة

وقفنا نحوطها، أعلى قامتها تصل إلى خواصرنا، شعرها أسود كالليل يتدلى إلى حيث كتفين رقيقين يتصلان بذراعين نحيلتين، تمتدان إلى كفين صغيرين تدعك بهما عينين، سبحان من سواهما، وقد غارتا بدموع، وقفنا جميعاً صامتين عند ضفاف نقائها. لم تتجرأ إحدانا بالحديث، لم نتفوه بأي كلمة طفولية منمنمة معتادة لتطييب الخواطر الصغيرة، أخذنا جلال الموقف فوقفنا بصمت، نحوطها، لم نجرؤ حتى على أن نربت على رأسها، وكأن الكلمة أو اللمسة …

الامتحان

يعيش الإنسان، منذ بداية وجوده، بين منظومتين عمليتين ترتبان حياته هما منظومتا الحقوق والواجبات، وقد شرع الإنسان منذ بداياته، حتى في العصور التي كان أقرب فيها لمخلوق بدائي، بتكوين جسد أخلاقي ينظم من خلاله حقوقه وواجباته، وقد جاءت الحاجة إلى هذا الجسد من باب المحافظة على الحياة واستمرار النوع، بمعنى أن الإنسان اكتشف وسريعاً أنه بحاجة إلى قانون حياتي و”شيفرة” أخلاقية يضمنان سلامته، وذلك عبر تنظيم علاقاته بغيره من …

بانتظاركم

أن تصحو يوماً من نومك فتكتشف أن وظيفتك مهددة، أن حسابك البنكي خال، أن ثلاجة بيتك يصفر فيها الريح، أن مشوارك متعذر لأنك لا تمتلك ثمن بنزين سيارتك، أن تضطر إلى “زُبَدِ الوعود”* تغسل به هموم أبنائك وتطفئ بها رغباتهم، تهرب إلى الزمن، تقول بعد يوم، بعد يومين، السنة القادمة، تجترّ الأيام لتخمد بها تطلعاتهم وشهواتهم الصغيرة. حقيقة لا أعرف طعم هذا الألم، أن تشتهي ابنتي لعبة أو يطلب …

<iframe width=”560″ height=”315″ src=”https://www.youtube.com/embed/WFidjCSvdn0″ frameborder=”0″ allow=”accelerometer; autoplay; encrypted-media; gyroscope; picture-in-picture” allowfullscreen></iframe>