تحميل إغلاق

المقالات

رغم أنف زوجي

في العموم، ليس دمي خفيفاً، آخذ معظم الأمور بجدية، ولا أعرف كيف لشر البلية أن يضحك، لكن حادثة بصق النائب الجويهل في جلسة الخميس الماضي خففت دمي الثقيل، فجلست أتداول النكت مع رفاق الأسى على “تويتر” بعد امتناع زوجي عن مبادلتي الضحك والمزحات. فكعادته، جلس بدشداشته المخططة على مكتبه واستمع إلى جلسة مجلس الأمة كاملة، قال شيئاً أو اثنين من تحت أسنانه، أعطاني ابتسامة مقابل كل ضحكي الصاخب، ثم …

تصفية

في الدولة المدنية الحديثة، تحرص الحكومة ومشرعوها على المحافظة على كل روح تمشي على أرضها، تتعامل مع كل جسد على أنه ثروة، مع كل حياة على أنها استثمار، تتمسك بالوجود الإنساني لأنه الوحيد الذي لا يفنى، فبعد ذهاب الجسد يبقى إرث إنساني يورث عبر الأجيال، فماذا سيورث المحكوم بالإعدام لأسرته أو أبنائه؟

إنها الدولة… تأكل أبناءها

هي الدولة التي تشرع لقتل مواطنيها على أساس المنطوق، حكومتها تساند مشرعيها في الجرم، في …

المقشة

في صفي الدراسي أجرب وسيلة، إثابة أو عقوبة تحفز طلبتي على تفادي الخطأ والاجتهاد في اتجاه التحصيل العلمي الصحيح. أعطي الوسيلة فرصة، إن ثبت نجاحها أستكمل تطبيقها وإن ثبت العكس أغيرها أو أعدل فيها. أفعل ذلك ليس لأنني عبقرية تدريسية ولكن لأن لدي منطقاً بسيطاً أقيس به الأمور، الناجح منها أستمر فيه والفاشل أتفاداه، ببساطة أدنى درجات المنطق. أذكر نفسي دوماً أنني لست وصية على هؤلاء الطلبة، يحكم بيني …

خطر الفناء

يبقى للعنف وجود وسمة في كل المجتمعات البشرية، فثنائية الخير والشر البشرية هي ليست صبغة مجتمعية عامة فحسب بل هي صبغة فردية خاصة كذلك، يصطبغ بها كل فرد منا على حدة، حاملاً بين ضلوعه خيره وشره، متساويين في القوة، متضادين في الاتجاه.

يؤمن الفكر الليبرالي أنه وفي حين قد تكون للخير والشر قوة متقاربة في النفس البشرية، إلا أن مقدارهما مختلف، فالخير مقداره أكبر في نفس الإنسان، مما يمكنه من …

هيلين

“هيلين كروسينج كيتل وطفلها الذي لم يولد بعد”

جملة محفورة على سطحة حديدية، اسم بين آلاف الأسماء مطبوع هكذا، يرقد بلامبالاة تحت سماء نيويورك، اسم حفر في ذاكرتي، لا أعرف صاحبته ولا أدرك شيئاً عن الحدث الذي كانت تستقبله، ولكنه هنا في ذاكرتي، أحمله معي ألماً ثقيلاً وذكرى مريرة وشعوراً مبهماً بالذنب.

في زيارة سريعة لنيويورك، على هامش رحلة لحضور مؤتمر في بوسطن ماساشوسيتس، طفت بمنطقة الصفر في قلب نيويورك، مانهاتن، …

مقصلة

مؤمنة أنا تماماً أن ردة الفعل الأولية دائماً ما تعبر عن مكنون النفس الحقيقي، أعتقد بصدق الغضب والألم، في عموم ردة فعل الشارع، عن كونهما مظهرا يفضي إلى مصلحة. لذا، فأنا أقدر وأتفهم الغضبة الحالية للمساس بالرمز الإسلامي الأول المتمثل بشخص الرسول الكريم وبشخوص أهل بيته. فألم الطعنة حقيقي، والشعور بالإهانة حقيقي، والشعور الطاحن بوجوب إعلاء الصوت اعتراضاً يجوب ثنايا النفس. لا أشكك في ألم المتألمين ولا في قسوة …

… فالمصيبة أعظم

أنا لا أعرف البدون واحداً واحداً، ولا أضرب الودع وأقرأ ما في القلوب، لكنني أضرب الأحداث في بعضها وأقرأ الوقائع ونتائجها. من الذي يهمل ويماطل ويعرقل؟ من الذي يرفض تحويل ملفات البدون إلى القضاء ليبتّ فيها؟ من الذي يقدم الوعود لكي ينكثها؟ من الذي يصر على امتلاكه أوراقا ثبوتية للبدون ثم يتراجع عن إظهارها؟ من الذي يتركنا جميعاً غرقى هذا التجاذب الاجتماعي والنفسي والإنساني؟

أنا لا أميز دهاليز السياسة ولا …

<iframe width=”560″ height=”315″ src=”https://www.youtube.com/embed/WFidjCSvdn0″ frameborder=”0″ allow=”accelerometer; autoplay; encrypted-media; gyroscope; picture-in-picture” allowfullscreen></iframe>