تحميل إغلاق

المقالات

كفَارين

أتذكر أنني في بداية متابعتي للإعلام الأميركي، بهرتني ملكة توظيف الكلمات فيه لدس رسالة محددة في اللاوعي الشعبي، ليأتي أثرها لاحقاً في تصرف وتأييد «واع» من العامة. مثلاً، كانت أخبار الحرب الإسرائيلية الفلسطينية تصاغ على النحو التالي: «قُتل عشرة جنود إسرائيليين على أيدي الفصائل الفلسطينية، ومئة فلسطيني ماتوا»، وكأن الأخيرين ماتوا بسبب سكتة مفاجئة أو ارتفاع في ضغط الدم. هذه الصياغة السياسية «الحصيفة» تتجاهل الحقائق تماماً وتظل تدس فكرة …

نخاسة القرن الجديد

تهم صارخة تتلبسنا كلما انطلقت تصريحات وانكشفت توجهات وتحركات أغلبية «مريحة» من نوابنا، إدانة لنا كشعب كامل هي نوعية هؤلاء النواب، فطرحهم وحلولهم تحكي عنا حكاية محرجة كيفما نظرنا إليها، فالشعب الذي يرفع هؤلاء النواب إلى المنصات هو إما شعب سطحي، خالي الوفاض، جل اهتمامه في استهلاكه الذي يتباعد وآدميته، وإما هو شعب «شروة»، دُفعت فيه أبخس الأثمان، وإما هو شعب مرعوب، مهدد بالويل والثبور وأبدية عذاب تزهق الروح …

كورن فليكس

تمر كل لحظة من حياتنا محملةً آلاف الخبرات التي تفوتنا تماماً، تُقبِل الثواني متخمةً حد الافتتان بلقطات إنسانية متسارعة تنزلق فوق حواسنا من دون أثر، فتتعاظم خسارتنا ويمضي العمر من دون أن نعيش كل تفاصيله الحقيقية، من دون أن نتمرغ في كل تجاربه، من دون أن نستنشق لحظاته كافة.

أعي أنا هذه الحقيقة، لكن يبقى تلقّف كل تفصيل يدور حولي عملية شاقة حد الإعجاز، لكن هذه الاستحالة لا تمنعني من …

خلف الأسلاك الشائكة

يقف معتقل غوانتانامو بجدرانه وأسلاكه وأدوات تعذيبه والقائمين عليه كشاهد عار على توحشنا الإنساني، واننا كبشر مهما تقدمنا انتهت بنا مخاوفنا وأطماعنا إلى درجات حالكة مخيفة من العنف تجاه بعضنا لبعض. في عالم اليوم أحادي القوى العظمى، تنفرد الولايات المتحدة بسمعة فريدة بذات فردية قوتها، فهي في حين رمز للديمقراطية والحرية والعلمانية الحقة وفي حين آخر هي رمز للتعسف والاستفراد بالقوى والاستبداد المذل.

وللكويت وضعية غاية في الحساسية تجاه الموقف …

عكاز البغدادي

كيف تقيِّم خسارتك وتنعى فقدك يوم يخفت فانوسك الأوحد في شارعك الطويل المظلم؟ من سيرى حزنك ومن يقدّر هلعك في ظلمة حالكة نهارها بعيد؟ كيف ننعى إنساناً كانت رسالته التنوير فوافته المنية قبل أن يرى الضوء في آخر النفق؟ كيف نعتذر منه، وقد غادر، كما غادره زميله المرحوم د. نصر حامد أبوزيد، وفي القلب لوعة خذلان وفي النفس اشتياق لاعتذار قديم قِدم جرح أمة بأكملها لا شخص منفرد؟

عندما تخذلك …

هند

أيا هند، كتب لك الخالق دوراً آخر، كتب لك سعادة من نوع آخر. مثل أميرة حزينة محبوسة في قصرها أنت، نمر عليك، نتطهر بحزنك ثم نمضي ونحكي الحكاية، وتبقين أنت أبداً جميلة وحزينة. تعلميننا درساً، ثمنه كبير على روحك.

نتقاسم كل دقائق حياتنا. في عجالة أيامنا، تختلط التفاصيل وتتداخل الأنفاس، أمد يدي بلا وعي إلى فرشاة أسنانه، أمرغ وجهي في المنشفة التي تبللت بمياه يديه، أحياناً أغافله فأتعطر بدهن عوده …

مللت السياسة…

بخلفيات ناصعة في بهائها، تصلني صور الأحبّة المصطافين في مالطة، تراسلنا عالية برقتها المعهودة «مكانكم خالي»، فأذوب شوقاً لأوقات أجمل، أتذكّر أياماً أكثر حناناً وشفقة أخذتنا إلى ضفاف جزر المالديف، سفرة مضغوطة بين أيامنا المتسارعة وجيوبنا الضامرة، نصرخ أنا وعالية وجداً وفرحاً، يخلع القلب في ماء المالديف الصافي كأنه قطعة زجاج ضخمة تلمعها السماء يومياً، فتبرق صفاءً يوجع العين، يراقبنا من بعيد زوجانا بشيء من الإحراج، وفور خروجنا من …

<iframe width=”560″ height=”315″ src=”https://www.youtube.com/embed/WFidjCSvdn0″ frameborder=”0″ allow=”accelerometer; autoplay; encrypted-media; gyroscope; picture-in-picture” allowfullscreen></iframe>