تحميل إغلاق

المقالات

“أنا المهتمة بالتفاصيل”

سألني شاب لطيف كان يجري معي مقابلة قبل فترة: “من هي ابتهال، عرفينا عليها”، هذا السؤال الكليشيهي الميلودرامي الذي كثيراً ما يتكرر في المقابلات، والذي يفترض أن تكون إجابته حاضرة في الذهن، لأتمتم أنا بكلمات مائعة لا طعم ولا معنى لها، ولأكتشف أنه ليس لدي فعلياً أي جواب لهكذا سؤال، وكأنني لأول مرة أفكر من أكون وفي القيمة (من عدمها) التي يفترض أن أصطبغ بها وأقدم نفسي من خلالها.

والليلة، …

نستقبل التعازي

اليوم، يوم كتابة المقال، مر عليّ الفيديو الدموي للشاب الأمريكي الذي فتح النار عشوائياً في «سوبرماركت» في بافالو، نيويورك، متصيّداً السود تحديداً، حيث قاد هذا الشاب سيارته مسافة طويلة مستهدفاً هذا الحي المعروف بالأغلبية الأمريكية الأفريقية، لينفذ فيهم حكم الإعدام بسبب لونهم.
لا أدري ما يفعله هذا الفيديو في اللحظة، داخل رأسي، في تلافيف مخي، حيث تختلط صوره بصور الجنازة المهيبة لشيرين أبو عاقلة، لتصطبغ الدنيا بالأحمر، ولتتعدد الأسباب، وتبقى …

التابوت الطائر

تعلقت عيناي به، شاب يرتدي قميصا قطنيا رماديا واضعاً كف يمينه على “ظهر” رأسه وسانداً بكف شماله التابوت المتأرجح بعنف كأنه صندوق لعبة ترفيهية في مدينة ملاهي صاخبة. أعيد الفيديو وأكرره، شيء ما كريه في بشريّتنا يتجلى في هذا الفيديو، شيء ما متوحش، بدائي، يأخذ رحلتنا التطورية آلاف السنوات للخلف.

إنها الحقيقة الوحيدة التي تتفق عليها البشرية كلها، الموت الذي لا يمكن لأحد نفيه أو الخلاص منه أو تجاوز هيبته، …

وداعاً شيرين

جسد شيرين المسجى تحت الشجرة، خوذتها التي تخفي رأسها، كلمة Press تومض على ظهرها، زميلتها شذى المرتجفة بجانبها، كلما مدت يد باتجاه جسد شيرين المسجى تقتفي أثر حياة فيه، انهالت الطلقات باتجاهها.
امرأتان ترتديان سترة الصحافة، مطوقتان على رصيف يبعد أمتاراً قليلة عن زملائهما، رصيف ضيق في شارع بسيط بدا في اللحظة جزيرة نائية، قطعة رملية على المريخ، تلة جليدية تسبح في مياه القطب الجنوبي، أكثر بقعة في العالم عزلة …

المشهد الأخير

أحد أبرز مشكلات العالم الإسلامي العربي تحديداً تكمن في حلمه العقائدي القديم المتجدد والذي فيه هو ليس مكون من مكونات العالم بل هو في صدارته، على أعلى القمة القيادية السياسية، وليس بالضرورة الحضارية أو العلمية، ذلك أن الفكرة العقائدية لسيادة المسلمين على الأرض يوما ما، لا تزال مسيطرة تماماً على العقلية الدينية العامة، وهي أداة رئيسية في يد الحكومات ومحرك رئيسي للشعوب كي تبقى الأخيرة متكتلة دوماً في تطلعاتها …

المشخصاتية

تهمني دوماً تعليقات قراء «القدس العربي» بمديحها ونقدها، حيث إن الثناء، بلا شك، يُدخل البهجة للقلب ويرسخ شيئاً من مشاعر الثقة والأمان، في حين أن النقد يدفع، وإن تألماً، إلى مراجعة النفس ومعاودة تقييم الأفكار ومحاولة ترتيب الحسابات. لكن هناك نوعاً ثالثاً من التعليقات الذي يأتي مفرغاً من الاثنين، وإن بقي مهماً جداً كذلك، ظاهره محاولة إهانة وباطنه معجون بألم حقيقي نابع، في رأيي، عن خوف من الرأي الآخر …

عبد المأمور

غريبة هي علاقة الإنسان العربي بمؤسساته الحديثة، ذلك أنه لا يزال يتصرف مع مؤسسات القرن الحادي والعشرين بعقلية القرون الغابرة، القرون التي تسبق تشكيل المنظومات الحقوقية والمفاهيم الفردية والمبادئ الاستقلالية للفرد عن المجموعة وللمجموعة، في حكمها لذاتها، عن الأنظمة الشمولية الأبوية.

لا نزال نحيا بشعار عبد المأمور، بمفاهيم السمع والطاعة، بشعارات الأمان الزائفة للطاعة المطلقة لولي الأمر ولو عصى وفجر و”لرميها برأس عالم واطلع سالم”، بمعنى اتباع ما يقول “عالم …

<iframe width=”560″ height=”315″ src=”https://www.youtube.com/embed/WFidjCSvdn0″ frameborder=”0″ allow=”accelerometer; autoplay; encrypted-media; gyroscope; picture-in-picture” allowfullscreen></iframe>