تحميل إغلاق

المقالات

فليسقط «النيش»

الثورات الحقيقية هي ثورات تغيير الأفكار لا الأشخاص، هكذا قلت لأحمد الشاب اللطيف الذي رافقني إبان رحلتي القاهرية، موضوع مقالاتي السابقة، حيث ألقيت جملتي تلك إبان أحد مشاويرنا الكثيرة بجدية وهيبة لا تلتقيان وحديثنا اللاحق المبني على تلك الجملة، والذي ضحكنا بسببه وحوله أنا وأحمد، حتى «بانت نواجذنا». كنا نتحدث أنا وأحمد حول السياسة، وكيف أن معظم الثورات العربية عادت لمربع الصفر بعد مرور زمن عليها ونظراً لعدم مواكبة …

البطحة الكبيرة

كتبت قبل أيام، بمناسبة حلول موعد انتخابات مجلس الأمة الكويتي، تغريدة “أحرض” فيها أن “لا تصوتوا لامرأة ذات نفس عنصري وصاحبة تصريحات متعالية تمييزية، فقط بهدف إيصال امرأة للمجلس. النسوية ليست امرأة، النسوية فكرة حقوقية إنسانية نظيفة عادلة، من لا تطرحها بوضوح، لا تستحق تصويتكم. من تتعنصر ضد فئة اليوم، هي خطر على مصالح الجميع، فما يحركها هو فكرة غابرة ومصلحة أنانية.” غضب عدد لا بأس به، من أصدقاء …

«يا ريت تعود»

ليالي القاهرة ليست كأي ليال بالنسبة لي شخصياً، وأتصور كذلك بالنسبة لمعظم من اختبرها وعاش صخبها. قلب القاهرة كما أنه لا ينام ليله فعلياً، هو لا يهدأ درجة عن نهاراته لربما سوى من حيث حرارة الجو ولُزوجته. يصخب ليل القاهرة بالناس والسيارات والأحصنة والمراكب والسفن، يضج بأصوات المتحدثين، غالباً صراخاً، بنداءات الباعة، وبأبواق السيارات التي لا تتوقف مطلقاً. من لا يختبر هذا الصخب الليلي والضجيج السمعي وما يصاحبهما من …

“العرس الديمقراطي”

تضج الكويت هذه الأيام بالاستعدادات “للعرس الديمقراطي،” التوصيف الذي يطلقه الكويتيون على فترة العملية الانتخابية، هذه الجملة التي اكتسبت معنى كليشيهياً لكثرة استخدامها ولضعف نتاجها. بعيدة أنا عن المشهد الانتخابي هذه الفترة لدواعي السفر، مما يتيح فرصة جيدة لمراقبة الصورة من بعيد.

أحداث تتكرر، خطابات رنانة تتجدد، استجداءات واستعطافات انتخابية تتبدى، ونفس المناورات والمداورات السياسية تستفيق من سباتها الذي نعرف كلنا أنه ليس فعلاً بسبات، إنما هو عمل مستمر مستتر …

«يا مين يعيش»

شوارع القاهرة قصة أخرى أود أن أحكي لكم عنها. تركت إسطنبول قبل أيام متجهة للقاهرة في زيارة، السبب المعلن منها هو حضور حفل زفاف ابن أعز صديقاتي وأختي التي لم تلدها أمي، أما السبب غير المعلن فهو طبعاً أشواقي وحنيني للأصوات والروائح والحركات والإيقاعات، تلك الخاصة بالشارع المصري والتي لا مثيل لها في أي مدينة أخرى في العالم.
ولقد كتبت في المقال السابق عن جولتي في شوارع إسطنبول وعن الحرب …

العائلة الكبيرة

أكتب هذا المقال من القاهرة الوضاءة، كنانتي التي أعشق ومرتع طفولتي وصباي. لكن الزمان غير الزمان والأحوال غير الأحوال، الكثير تغير إلا الأحزان، بقيت مثلما هي تلك الأحزان. لي أكثر من ثلاث سنوات لم أزر القاهرة، بعد كبير هذا بالنسبة لي، ورغم أن الأصوات في الشوارع والقهقهات على المقاهي والحوارات الصارخة عبر الشرفات بقيت هي ذاتها، إلا أن هناك قسوة ما تغطي وجه كل شيئ، قسوة معاناة وغياب الشعور …

هلوسات

كانت النية تتجه إلى مقال حول مقابلة شاهدتها لسيد القمني، المفكر المصري الكبير رحمه الله، والتي يتلعثم خلالها في آرائه حول نشأة الكون ومعنى الروح وتاريخية الكتب المقدسة وحقيقية ورمزية القصص الدينية، مواضيع أصبح الحديث عنها أقل صعوبة اليوم وإن لم تتحقق لها الحرية والأريحية الكاملتين. إلا أن نوايا الليل يمحوها النهار، نهار إسطنبولي ثقافي عاطفي بامتياز، حوّل موضوع هذا المقال من ذاك الجاد الجدلي إلى آخر «هلوساتي»، سأتأرجح …

<iframe width=”560″ height=”315″ src=”https://www.youtube.com/embed/WFidjCSvdn0″ frameborder=”0″ allow=”accelerometer; autoplay; encrypted-media; gyroscope; picture-in-picture” allowfullscreen></iframe>