القبعة البيضاء
مونديال قطر أظهر الكثير مما يرقد أسفل المظهر الخارجي، أتى إلى السطح بالكثير من المشاكل العلاقاتية بين المجتمعات الإنسانية، وبلا شك، وضع المجتمعات العربية أمام الكثير من القضايا التي تدخل في باب الحريات والحقوق والتي تشكل حلقة وصل (أو فصل) بينهم وبين المجتمعات الغربية، حلقة تحتاج للكثير من التفكير والتدبر لإحسان تشكيلها ورقرقة تدوريها وصقل لمعانها حتى تبقى دوماً قوية ولطيفة في إيصالها بين شعوب العالم المختلفة. نعم لربما …
ما عفريت إلا بني آدم
أحياناً يبدو أن عالمنا العربي قد توقف عند القرن الرابع عشر، تجمد عند أول خطوة تخطوها البشرية في عصر النهضة، ليقف حيث هو متباعداً تماماً والخطوات التالية الحثيثة التي أخذتها البشرية باتجاه تطوير العلوم العامة والطبيعية والفنون والأهم علوم الفلسفة والقياس والمنطق والعقلانية. لربما هو قدرنا، أن نحيا في القرن الواحد والعشرين بعقلية القرن الرابع عشر غير قادرين على الفكاك من نقطة التجمد التي حبستنا، عاجزين عن أن نشعل …
“جونم”
يذكرنا الجزء الخامس من مسلسل The Handmaid’s Tale بالبداية المرعبة لهذه الدستوبيا القاتمة القابلة جداً للتحقق، حيث تقودنا أحداث هذا الجزء للانتباه إلى مراكز القوى، إلى أن من صنع هذا المجتمع العنيف الشمولي القمعي هم رؤوس علاقاتية ومالية مدببة لا يزال معظمهم، بعد مرور سنوات على تشكيل جلياد، يجلسون بثبات على مقاعدهم، لا يزالون يديرون هذه المنظومة الرهيبة بقبضة حديدية ونفوس سيكوباتية مريضة، ولا يزال أحد أهم هذه الرؤوس …
سروال الكيان الصهيوني
أن يسرق أحدهم فهذا فعل يجعله رذيلاً. أن يسرق فيتبجح بسرقته ويصر على أن يده التي شهد العالم أجمع تسللها في جيب آخر لم تمتد سوى إلى ما يملك، هذا فعل يجعله رذيلاً وقحاً خسيساً. أن يسرق ويتبجح ثم يقتل ويتباهى ويترفع عن تمييز أبسط متطلبات العدالة التي تكرم وتنصف، ولو شكلياً، المقتول، فهذا فعل يجعلنا نحن، بقية البشر الساكتين عن الحق، التاركين الحبل للسارق القاتل على الغارب، جنساً …
حرب بلا حدود
أصبح تويتر مساحة متعبة ومزعجة، كل يوم تأخذ من سماحة نفسي ورضاها أكثر. ليست المشكلة في الهجوم الشخصي أو الأساليب الموجَّهة القاذعة، تلك يتعرض لها الجميع لتتحول إلى تمرين يومي شخصي لكل منا على تحمل الرأي الآخر مهما بلغ عنفه وعلى التعامل مع الحق الإنساني الأصيل لحرية التعبير مهما تبدت من بشاعات تبعاتها.
لم يعد الهجوم الموجهة الشخصاني ذي ثقل كما كان سابقاً، أتصور بالنسبة لمعظمنا، ذلك أن تويتر دربنا …
أكره «شيبيل»
أشاهد هذه الأيام، بغصة كبيرة، كوميديا ديف شيبيل، الكوميديان الأمريكي المعروف بإثارته الشديدة للجدل بسبب المواضيع التي يطرحها والألفاظ والتعابير التي ينتقيها لهذه المواضيع. ليس شيبيل هو موضوع المقال، ولكن الموضوع هو هذا السؤال المحير الذي أحوم شخصياً حوله منذ زمن: عند أي نقطة يتحول الحديث من الصراحة إلى الوقاحة التي تستدعي الغضبة والاحتجاج؟ بالتأكيد، لم يخطر ببالي قط أن يشتمل السؤال على استدعاء المنع، فالمنع وتكميم الأفواه لا …
التائهون في الأرض
توفى قبل أيام مهران كريمي ناصري، عديم الجنسية إيراني الأصل والذي أقام في مطار شارل ديغول الفرنسي لمدة ثمانية عشر عاماً بعد أن تعقد وضعه كلاجئ عديم الجنسية وبعد أن رفضت سلطات كل البلدان المحيطة وبعض البعيدة إدخاله إلى أراضيها. ألهمت قصة ناصري، الذي أصبح يدعى لاحقاً بإسم السير ألفريد، عدداً من الأعمال الفنية أشهرها فيلم “ذي تيرمينال” للمخرج ستيفين سبيلبيرغ والممثل توم هانكس، حيث أتى هذا الفيلم بكارثة …