عندما تكندل الشعب
أدعوكم جميعاً سيداتي سادتي ومن منبر «الجريدة» الحر إلى «الكندلة»، نعم… الكويت بأكملها تحتاج إلى أن «تتكندل» في هذه الأيام السوداء التي لا يظهر لها آخر، وقبل أن تشرع الخناجر، أخبركم أن «الكندلة» هي فعل شراء جهاز «كندل» الرائع الذي، بالرغم من أنه ليس بجهاز جديد، فإنه أصبح حاجة حيوية ماسة اليوم لكل كويتي يعيش على أرض الكويت الطيبة. وفعل «كندل» يعني «يتوهج أو يضيء»، وفي أبعاده الأخرى يعني …
رصاصة شرعية
ها هو قرع الطبول، يتسارع بفزع، يتواتر برعب، قرع يخلع القلب لم نحسب ليومه حساباً، تجاهلناه على أنه دبيب نمل، ومع اقترابه اكتشفنا أنه دبك فيلة سيسحقنا جميعاً، تلك هي الدولة الدينية التي توعدون من الساسة الإسلاميين، والتي بطبيعتها «زي الفريك ما تحبش شريك»، فيها نوع واحد يسود والباقي يطيع بانكسار وذل.
وها نحن نصطف صفين، ننتظر إشارة من أي أرعن حتى نبدأ مسابقة «شد الحبل»، بينما تقف الحكومة حكماً، …
ديفيد
محدثتكم من فلورنسا… أكتب لكم الآن من ساحة «دوومو» وسط المدينة التاريخية، ومثل الأفلام القديمة والأيام الآفلة، أكتب بالورقة والقلم رسالة لأحبة غائبين أكثر منها مقالة لقراء مجهولين. لا يمكن أن أكتب من فلورنسا سوى بأسلوب المحبين القدماء، ورقة وقلم وفنجان قهوة، مقهى ونادل وأرض حجرية ومبنى عريق، قلب يرتجف بالأشواق وحلق يغص بألم الفراق وحواس متطايرة بمتعة اللحظة الآنية بكل ما فيها من جمال وعراقة وحرية.
تواجهني الآن الكنيسة …
كفَارين
أتذكر أنني في بداية متابعتي للإعلام الأميركي، بهرتني ملكة توظيف الكلمات فيه لدس رسالة محددة في اللاوعي الشعبي، ليأتي أثرها لاحقاً في تصرف وتأييد «واع» من العامة. مثلاً، كانت أخبار الحرب الإسرائيلية الفلسطينية تصاغ على النحو التالي: «قُتل عشرة جنود إسرائيليين على أيدي الفصائل الفلسطينية، ومئة فلسطيني ماتوا»، وكأن الأخيرين ماتوا بسبب سكتة مفاجئة أو ارتفاع في ضغط الدم. هذه الصياغة السياسية «الحصيفة» تتجاهل الحقائق تماماً وتظل تدس فكرة …
نخاسة القرن الجديد
تهم صارخة تتلبسنا كلما انطلقت تصريحات وانكشفت توجهات وتحركات أغلبية «مريحة» من نوابنا، إدانة لنا كشعب كامل هي نوعية هؤلاء النواب، فطرحهم وحلولهم تحكي عنا حكاية محرجة كيفما نظرنا إليها، فالشعب الذي يرفع هؤلاء النواب إلى المنصات هو إما شعب سطحي، خالي الوفاض، جل اهتمامه في استهلاكه الذي يتباعد وآدميته، وإما هو شعب «شروة»، دُفعت فيه أبخس الأثمان، وإما هو شعب مرعوب، مهدد بالويل والثبور وأبدية عذاب تزهق الروح …
كورن فليكس
تمر كل لحظة من حياتنا محملةً آلاف الخبرات التي تفوتنا تماماً، تُقبِل الثواني متخمةً حد الافتتان بلقطات إنسانية متسارعة تنزلق فوق حواسنا من دون أثر، فتتعاظم خسارتنا ويمضي العمر من دون أن نعيش كل تفاصيله الحقيقية، من دون أن نتمرغ في كل تجاربه، من دون أن نستنشق لحظاته كافة.
أعي أنا هذه الحقيقة، لكن يبقى تلقّف كل تفصيل يدور حولي عملية شاقة حد الإعجاز، لكن هذه الاستحالة لا تمنعني من …