«ديتول»
نعرف جميعاً أن شراء الأصوات يتم في كل موسم انتخابي، ونعلم جميعاً أسماء محددة تشتري، يرفعون صورهم بابتساماتهم الماسخة على بوسترات مغروسة في شوارعنا، يظهرون متحدثين عن الشرف والأمانة وحماية المال العام في البرامج التلفزيونية، حالة مرضية من انعدام الحياء، دع عنك المبادئ والأخلاق، يخرجون علينا بموجبها ونحن نعرف أنهم يشترون.
لا أدري لماذا، كلما قرأت خبراً عن شراء أصوات، تذكرت حادثة الغش وتسريب الامتحانات التي انفجرت بداية الصيف، لربما …
«تشرب شاي»؟
حالة من الترهل، إدارياً، وسياسياً، وتنموياً، بل حتى منطقياً، تجدها منعكسة ليس فقط على أساليب التعامل الحكومية بل حتى على لغتها الخطابية. من الضروري جداً للجهات الحكومية في دولنا “النامية” أن تعين كتبة محترفين وخبراء خطابة يساعدون أجهزتها في إصدار تصريحاتهم سواء المنطوق منها أو المكتوب و”الشور” عليهم بصحة وفائدة أو ضرر الخطاب المنتوى. خذ عندك مثلاً الرسالة الموجهة من الأستاذ صالح الفضالة رئيس الجهاز المركزي لمعالجة أوضاع البدون …
أم العريس
لطالما نظرت إلى المشاركة في العملية الانتخابية بشيء من القداسة، كانت لي أثناءها طقوس عدة، زيارات يومية للمرشحين، مراجعات حثيثة لمعلوماتي عنهم، محاولات صادقة للتأييد والحشد حتى لهؤلاء الذين ليسوا في دائرتي. كانت المسألة بالنسبة إلي بالفعل عرساً كما جرى “الكليشيه”، أتحضر له فأرتدي أجمل أفكاري وأتزين بكل مبادئي غير القابلة للتطبيق في الأيام العادية، لأتهادى بها أمام الناس في هذه الفترة الاحتفالية، إلا أن النظام بحكومته أبى عليّ …
«ولعوا النور»
ها هي سورية تعاني معلقة لأنها ممسوكة بين جيشين، إن صح التعبير، ولو أن العسكر في سورية ساندوا الشعب لانتهت المعضلة وحقنت بحوراً من الدماء، إن العسكر هم طرف في المعادلة لا يمكن عزله تماماً عن المشهد الثوري، والطرف الناجح هو ذاك الذي ينجح في جذب العسكر إلى جانبه.
كتب الزميل العزيز وملك العمود الصحافي، الأستاذ حسن العيسى، مقالاً بعنوان “خياراتنا محدودة” يتحدث فيه عن الثورة المصرية وتحديداً عن مخاوفه …
ولكم في الثورات دروس
في 1791 مع بداية النهاية للويس السادس عشر وزوجته ماري أنطوانيت، هذه النهاية التي ستتوج الثورة الفرنسية وتبدأ عهداً جديداً غير مسبوق من الديمقراطية في أوروبا، في هذه السنة أرسل بعض ملوك وحكام أوروبا قواتهم لحماية لويس وأسرته، ليس حباً فيه ولكن خوفاً من شعوبهم أن تتشجع فتثور ثورة الفرنسيين المرعبة. طبعاً أثار هذا التصرف حنق الفرنسيين، فأمعنوا تقتيلاً في مؤيدي الملك، وأصبح كل ما له علاقة بالملك وزمانه …
مشهد مرسي
يواجه المصريون في تظاهراتهم القادمة قبل الحاكم المستبد والأيديولوجية الدكتاتورية، يواجهون أنفسهم، اختياراتهم، مفاهيمهم حول سيادة الدين، أولوياتهم. لا أدعي أن وصول مرسي هو اختيار مصري حر بحت، إلا أنه أياً كانت العوامل، فإن وصوله اليوم اختبار حقيقي للشعب المصري الذي طالما عاش بمنطق الحرية والتعددية.
لماذا ينزل المصريون إلى الشارع مرة أخرى؟ لماذا يغامر الفقير المطحون؟ وكيف يثور الإنسان العادي البسيط المعجون بدينه ومخاوف وتهديدات سمعها عمره كله من …
«ريسايكل»
من ذاق الغربة لا بد أن يشعر بهول ما يحدث، من خبر البعد عن الأهل والأمان لا بد أن يتواصل وألم وافدينا ها هنا، والشرطة تدق عليهم أبوابهم دون سابق إنذار، يقحم أفرادها رؤوسهم من فتحة الباب، يطالبون بالأوراق أمام أعين قلقة وأياد راجفة ورعب محقق على الوجوه.
سيكون للفيديو الذي انتشر لشرطتنا «بالتريننغ» يمشطون المساكن الفقيرة، يقتحمون خصوصية أفراد لم تثبت إدانتهم، ولا يملكون أي حق قانوني في تفتيشهم، …