تحميل إغلاق

ثقافة

أحلام اليقظة

تمارس التيارات “المدنية” بتوجهاتها التحررية الليبرالية التقدمية التنويرية كافة، مع التحفظ عن استحقاق مثل هذه التسميات أساساً، رفاهية ليست من حقها ولا تدخل ضمن نطاق قدراتها أساساً. ففي غياب حزين عن الواقع وتغييب مريع للمشاكل الحقيقية، تتجادل هذه التيارات فيما بينها جدلاً حزيناً يغرس المزيد من السهام المسمومة في الجسد المدني المنتهك، جدلاً يعزل …

الحرملك

قد لا تكون هي المجازر الأرمنية أو الاختلاف الثقافي أو سعر العملة أو المواقف السياسة والدبلوماسية تلك التي تقف حائلاً بين تركيا والاتحاد الأوروبي على قدر ما هو المعنى المكتوم في هذا المسلسل البغيض: حريم السلطان. تركيا مصابة بلعنة الشرق، لعنة حتى كل ديكتاتورية أتاتورك لفرض العلمانية لم تنجح في محوها، فتركتها مترنحة، تقف …

رغم أنف زوجي

في العموم، ليس دمي خفيفاً، آخذ معظم الأمور بجدية، ولا أعرف كيف لشر البلية أن يضحك، لكن حادثة بصق النائب الجويهل في جلسة الخميس الماضي خففت دمي الثقيل، فجلست أتداول النكت مع رفاق الأسى على “تويتر” بعد امتناع زوجي عن مبادلتي الضحك والمزحات. فكعادته، جلس بدشداشته المخططة على مكتبه واستمع إلى جلسة مجلس الأمة …

تصفية

في الدولة المدنية الحديثة، تحرص الحكومة ومشرعوها على المحافظة على كل روح تمشي على أرضها، تتعامل مع كل جسد على أنه ثروة، مع كل حياة على أنها استثمار، تتمسك بالوجود الإنساني لأنه الوحيد الذي لا يفنى، فبعد ذهاب الجسد يبقى إرث إنساني يورث عبر الأجيال، فماذا سيورث المحكوم بالإعدام لأسرته أو أبنائه؟

إنها الدولة… تأكل …

المقشة

في صفي الدراسي أجرب وسيلة، إثابة أو عقوبة تحفز طلبتي على تفادي الخطأ والاجتهاد في اتجاه التحصيل العلمي الصحيح. أعطي الوسيلة فرصة، إن ثبت نجاحها أستكمل تطبيقها وإن ثبت العكس أغيرها أو أعدل فيها. أفعل ذلك ليس لأنني عبقرية تدريسية ولكن لأن لدي منطقاً بسيطاً أقيس به الأمور، الناجح منها أستمر فيه والفاشل أتفاداه، …

خطر الفناء

يبقى للعنف وجود وسمة في كل المجتمعات البشرية، فثنائية الخير والشر البشرية هي ليست صبغة مجتمعية عامة فحسب بل هي صبغة فردية خاصة كذلك، يصطبغ بها كل فرد منا على حدة، حاملاً بين ضلوعه خيره وشره، متساويين في القوة، متضادين في الاتجاه.

يؤمن الفكر الليبرالي أنه وفي حين قد تكون للخير والشر قوة متقاربة في …

هيلين

“هيلين كروسينج كيتل وطفلها الذي لم يولد بعد”

جملة محفورة على سطحة حديدية، اسم بين آلاف الأسماء مطبوع هكذا، يرقد بلامبالاة تحت سماء نيويورك، اسم حفر في ذاكرتي، لا أعرف صاحبته ولا أدرك شيئاً عن الحدث الذي كانت تستقبله، ولكنه هنا في ذاكرتي، أحمله معي ألماً ثقيلاً وذكرى مريرة وشعوراً مبهماً بالذنب.

في زيارة سريعة لنيويورك، …

مقصلة

مؤمنة أنا تماماً أن ردة الفعل الأولية دائماً ما تعبر عن مكنون النفس الحقيقي، أعتقد بصدق الغضب والألم، في عموم ردة فعل الشارع، عن كونهما مظهرا يفضي إلى مصلحة. لذا، فأنا أقدر وأتفهم الغضبة الحالية للمساس بالرمز الإسلامي الأول المتمثل بشخص الرسول الكريم وبشخوص أهل بيته. فألم الطعنة حقيقي، والشعور بالإهانة حقيقي، والشعور الطاحن …

… فالمصيبة أعظم

أنا لا أعرف البدون واحداً واحداً، ولا أضرب الودع وأقرأ ما في القلوب، لكنني أضرب الأحداث في بعضها وأقرأ الوقائع ونتائجها. من الذي يهمل ويماطل ويعرقل؟ من الذي يرفض تحويل ملفات البدون إلى القضاء ليبتّ فيها؟ من الذي يقدم الوعود لكي ينكثها؟ من الذي يصر على امتلاكه أوراقا ثبوتية للبدون ثم يتراجع عن إظهارها؟ …

إبادة

لا يقتل فكرة ما مثل التشدد في تطبيقها، فردة الفعل الإنسانية الطبيعية هي مقاومة الفرض والتشدد وإن أتيا ليتوافقا وتوجهاته. فالإنسان، مهما بلغ تدينه والتزامه، ما إن يشعر بأن الدين اتخذ وجه وجسد إنسان آخر يأمره وينهاه ويتسلط عليه، حتى يبدأ بالتململ الذي لا يلبث أن يتحول إلى مقاومة، ومن ثم إلى صراع دامٍ.

والمتشدد …