تحميل إغلاق

ثقافة

شيء ما

 أن تفقد

شيئاً ما يهرس قلبك، يترشرش الهواء ملحاً يغور في ثنايا جروحك، تصبح الدنيا بطيئة، كأن أحداثها مسجلة على شريط رديء مذبذب، يخترق الوجع عظامك، فتئن أنين من أمسكت الحمى بحناياه، تتعرق عرق من اشتعلت السخونة في جسده، تغور عيناك ويثقل لسانك وتتورد وجنتيك، فلطالما أضفى الفقد حسناً غريباً على الفاقد، مرتفعاً به عن …

الجدة العنيدة

لن يتطور وضع المرأة العربية بأي نسبة ملحوظة اذا لم تتغير اللغة العربية وبشكل جذري في تعاملها مع الجنسين. في الواقع، تحتاج اللغة العربية الى تطوير حقيقي في نواح مختلفة حتى يتحقق أي تغير ملموس في الأيديولوجيات العربية الاجتماعية والفكرية والدينية وغيرها. تبقى اللغة ثلاجة الفكر، الحافظ الأول والأفضل والممثل الأقدر لطبيعة ونوعية وعمق …

هيا بنا نتفاهم

لقد قرأت ما تيسر من مشروع ائتلاف المعارضة، فأُعجبت بالكثير من بعضه، وتعجبت من بعضه الآخر، ولا أخفيكم، ما فهمت البعض الثالث منه، ولقد طالت مقدمة المشروع حتى أفقدتني حماستي، إلا أنني ثابرت لأستكمل المشوار متشجعة بجمل مثل “ومن ضمن مسارات الإصلاح تطوير أدوار السلطة القضائية دستورياً وتشريعياً لتحقيق العدل الذي نادى به الدستور …

سرطان

أن تعمل في المجال الإنساني في العالم العربي والإسلامي يعني أن تنام وتصحو بدائرة حمراء على جبهتك، فأنت هدف للحكومات التي تراك مصدر إزعاج ولغط و (تلك هي التهمة المفضلة لدي) ناشر للفضائح، أنت لا تحب وطنك لأنك لا تتستر على ‘بلاياه’، كما وأنك هدف للشارع، للناس التي ترى أن ‘مشيك مائع’ لا أنت …

الفراغ الآمن

قبل أيام انتهت مدتي مع لجنة إجازة النصوص المسرحية، مدتها سنة، والتابعة للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، والتي هي لجنة فنية، معنية بإجازة النصوص المسرحية التي تعرض على مسارح الدولة، أي أنها لجنة معنية بالقطاع الحكومي، ولقد تشرفت بقبول الدعوة الكريمة للانضمام للجنة، وكعادتي، حاملة معي نفساً من التحدي. فعلى الرغم من أنها لجنة …

صلعة سياسية

وافق مجلس الوزراء العراقي على مشروع قانون الأحوال الشخصية الجعفرية بتاريخ 25 فبراير/ شباط 2014، في خطوة لا تشير فقط الى التراجع المدني والديمقراطي العظيمين في العراق، ولكن، والأكثر إيلاماً، الى عملية ‘التصليع’ في هذا التراجع، الى مرحلة أسقط فيها الساسة الستار واستغنوا خلالها عن كل مواربة. وقبل الخوض في القانون الحزين المقترح، لابد …

«يتبربر بالحرارة»

لا تثيرني قضايا الإثارة السياسية مطلقاً، تلك القصص ذات الحس النميمي والتي تطفح بين فينة وأخرى على سطح حياتنا لا أتتبعها ولا أحاول معرفة أي تفصيل من تفاصيلها السمجة، إلى أن يأتي اليوم، وهو قادم لا محالة، الذي تحظر فيه الحكومة تداول الموضوع، تلفت الحكومة نظري، تحرضني على “الدعبسة” و”النم”، تزين الموضوع في رأسي …

«الله حي»

لماذا نحن هكذا؟ نعظم القادة والحكام حتى لنوصلهم إلى مصاف الآلهة ونحولهم إلى طواغيت تلتهمنا فيما بعد بشراهة؟ طرقني هذا السؤال على قمة رأسي عند وصولي إلى جملة محددة في مقال الزميل صالح القلاب المعنون “عسكرية السيسي فخر له” (الجريدة، الاثنين 31 مارس)، حيث يقول: “أليس من حقه (أي السيسي) أن يذكر عائلته وأهله …

هيا نخرط البصل

نحن في الكويت اعتدنا على القمم الخليجية والعربية، ونرحب بها ونستقبل وفودها على العين والراس ونسعد بهم في بلدهم الثاني الكويت، لكن، بما أن الكويت قد تبنت دور الأخ الذي دائماً ما يجمع إخوته للتفاهم والتصالح، أليس من الأجدر أن تجهز نفسها لهذا الدور؟ من غير المعقول، أن تتكرر الاستضافات فيختنق البلد ويتكوم البشر …

معصومون؟

نحن الكويتيين لنا نوعان من ردود الأفعال تجاه أي أحداث على الساحة المحلية، أولاً نخترع عدداً غير محدود من النكت والتعليقات الساخرة على الحدث، وهذا قد يكون أسلوب “ما بعد حضاري” جيداً ليضعنا في مواجهة أنفسنا، نضحك على أخطائنا وننتقدها ونصححها، وثانياً نبحث عن “آخر” نلقي اللوم عليه، فنحن دائماً ضحية، ونحن أبداً مستهدفون …