تحميل إغلاق

ثقافة

تخصيب الكلينيكس

سؤالها كالجرح الغائر، كلما حاولت سبر أغوار عمقه، افترش ألمه الجسد بأكمله، تسأل الزميلة لمى العثمان في مقال الخميس 4 نوفمبر سؤالها البلاغي الذي لا تنتظر له إجابة، تبحث وهي تعرف، تتمنى أن تجد جواباً، أي جواب ما عدا الحقيقي، تتشظى الأسئلة كما الأشلاء، تتناثر الأجوبة كما بقع الدم الخاثرة، وبين ركامها تظل تبحث …

صلعة


يبقى الإعلام سوقاً، موجها أحياناً، ولكنه سوق، لا يقدم لزبائنه سوى السلعة التي يرغبونها ويتفاعلون معها. نحن، جماعياً، مسؤولون عن المزايدة والإسفاف والمنهجية الطائفية والقبلية الإعلامية، لأننا وبكل بساطة نستثار ونتوجع كمن على رأسه الأصلع الأملس بطحة حمراء يانعة، ونحن نستثار ونتوجع لأننا مغيبون وطائفيون وقبليون، فلو لم نكن قبليين لما أثارتنا إشارات تعيب …

في خبز في ملح في رضا

فرت دمعة ساخنة على خدي، هبطت «تهس» على كفي الباردة، فدفنتها بكفي الأخرى وأنا أقاوم أخريات مالحات يتدافعن خروجاً بحرارة وتهور. دموعي في العموم عزيزة، إلا أنها تذل في مواجهة النغمة واللون، فإذا ما استمعت لسمفونية «ضوء القمر» لبيتهوفن غص حلقي وإذا ما ناظرت لوحة «شابتين تجلسان الى البيانو» لرينوار اغرورقت عيناي. أجدها طبيعة …

تلوث بيئة

لا بأس من وجود برامج هابطة في وسائل الإعلام، فهذه طبيعة الإعلام الحر، يتنوع محتواه كما تتنوع آراء الناس حول قيمة المعروض فيه، نتحمل تسفيه عقولنا بطلته علينا في التلفزيون وهو يحكي كيف أنقذ العذارى وزوّج «البائرات» وما بقي سوى أن يقول لنا إنه مشى على الماء.

يتحمل المتصلون نتيجة اتصالهم «بالمعالج من السحر والعين»، …

نحلة زنديقة

من يتمنى الغضب والأذى لنفسه؟ أي عاقل يغوص في الأسى ويمكِّن شعور الغبن والذل من نفسه مختاراً؟ أريد أن أخرج من إطار هذا الموضوع، «ودفنة» الحريات في الكويت، أود أن أحرر عقلي وأخلص قلبي من الهم، أريد للمبلغ الذي دفعه زوجي في هدية المقال الماضي أن يؤتي أُكُله فيبرد قلبي ولو إلى حين، ولكن …

عندما تكندل الشعب

أدعوكم جميعاً سيداتي سادتي ومن منبر «الجريدة» الحر إلى «الكندلة»، نعم… الكويت بأكملها تحتاج إلى أن «تتكندل» في هذه الأيام السوداء التي لا يظهر لها آخر، وقبل أن تشرع الخناجر، أخبركم أن «الكندلة» هي فعل شراء جهاز «كندل» الرائع الذي، بالرغم من أنه ليس بجهاز جديد، فإنه أصبح حاجة حيوية ماسة اليوم لكل كويتي …

رصاصة شرعية

ها هو قرع الطبول، يتسارع بفزع، يتواتر برعب، قرع يخلع القلب لم نحسب ليومه حساباً، تجاهلناه على أنه دبيب نمل، ومع اقترابه اكتشفنا أنه دبك فيلة سيسحقنا جميعاً، تلك هي الدولة الدينية التي توعدون من الساسة الإسلاميين، والتي بطبيعتها «زي الفريك ما تحبش شريك»، فيها نوع واحد يسود والباقي يطيع بانكسار وذل.

وها نحن نصطف …

ديفيد

محدثتكم من فلورنسا… أكتب لكم الآن من ساحة «دوومو» وسط المدينة التاريخية، ومثل الأفلام القديمة والأيام الآفلة، أكتب بالورقة والقلم رسالة لأحبة غائبين أكثر منها مقالة لقراء مجهولين. لا يمكن أن أكتب من فلورنسا سوى بأسلوب المحبين القدماء، ورقة وقلم وفنجان قهوة، مقهى ونادل وأرض حجرية ومبنى عريق، قلب يرتجف بالأشواق وحلق يغص بألم …

كفَارين

أتذكر أنني في بداية متابعتي للإعلام الأميركي، بهرتني ملكة توظيف الكلمات فيه لدس رسالة محددة في اللاوعي الشعبي، ليأتي أثرها لاحقاً في تصرف وتأييد «واع» من العامة. مثلاً، كانت أخبار الحرب الإسرائيلية الفلسطينية تصاغ على النحو التالي: «قُتل عشرة جنود إسرائيليين على أيدي الفصائل الفلسطينية، ومئة فلسطيني ماتوا»، وكأن الأخيرين ماتوا بسبب سكتة مفاجئة …