تحميل إغلاق

ثقافة

«موعد على العشاء»

ليست العلاقة بين الحكومات العربية ومواطنيها علاقة إدارية، علاقة إدارة ومنتظمين فيها، علاقة أشخاص متساوين في القيمة الإنسانية والاجتماعية، ذلك أننا لو كنا كذلك، هل كان يتجرأ وزير على طرد المعترضين في بلده، المواطنين أصحاب الأرض والتاريخ والثقافة، قائلاً “من يريد العيش بحرية، فليذهب إلى أوروبا؟”. الحرية أصبحت إثماً، خطراً داخلياً، عاراً يتطلب نفي …

هكذا ستنتهي الحياة

لطالما اعتقدت أن البشرية ستفنى على يد الذكاء الاصطناعي، عندي إيمان حقيقي بنظرية الخيال العلمي هذه أنها ستتحول حقيقة واقعة، وأن الذكاء الذي صنعته البشرية بيدها وعقلها سيتحول عن قريب إلى نكبتها التي ستقضي عليها. في البداية، كنت أتخيل نهاية صاخبة، بشراً آليين ملتحفين أجساداً عضوية لا تفرق عن أجساد البشر شيئاً، يتمكنون من …

لماذا نحن أمهات؟

قبل يومين، وأنا خلف مقود سيارتي، محاطة بمئات البشر كل في همه مغروس معزول، وفي لحظة سرقها الزمن مني ليحطم كل قدراتي على ضبط النفس والانفعال، ارتفع صوتي بنحيب عال وبألم تجلى صراخاً هز جنبات السيارة ولربما لفت أنظار المحيطين بي بتحريكه لقسمات وجهي وتبليله لها بكل ما قد يخرج من فتحات الوجه. وجوه …

متلازمة استوكهولم

الاحتلال أنواع، وأسوأ أنواعه هو الاحتلال بفكرة، هو ذاك الذي يتم عن طريق تغيير المجتمع الذي يتم احتلاله من الداخل، تغيير قيمه ومواقفه المبدئية وتحويله، بعملية غسيل دماغ مادية أو معنوية أو سياسية، لينتقل إلى الإيمان بمحتله وتنفيذ أجندته بل ولربما للوقوع في حبه.
غزة تتعرض للإبادة، تعاني واحدة من أفظع صور الاحتلال المادية العسكرية، …

الحساب «على النوتة»

لم أعتقد في يوم بمبدأ تأجيل الحساب، بفكرة تسويف توجيه الاتهام المستحق وتحميل مسؤولية الخطأ لمن أتى وزره حتى لو كان المتهم أو المسؤول عن الخطأ يمر بمحنة أو يعاني من معضلة. لطالما اعتقدت بأن الحساب يجب أن يقع في حينه، عاجلاً غير آجل، وكذا كان موقفي تجاه بعض رموز المعارضة الكويتية الذين لم …

على رؤوس الأصنام

يردد الكثيرون أن حرب الإبادة على غزة أسقطت الحضارة الغربية بكل مثالياتها وكشفت عن الوجه الرأسمالي والإمبريالي البشع المختفي خلف أقنعة الحقوق والحريات، إلا أنني شخصياً، وسيكون هذا مقالاً شخصياً؛ ذلك أننا بأنانيتنا البشرية نقيس الأحداث بحسب انعكاساتها علينا وتأثيرها في أرواحنا وكأن كلاً منا مركز للحياة، أشعر أن حرب الإبادة هذه أسقطت الإنسانية …

أنا أُذَكِّركَ فقط

«وأنت تشهد الذبح والحرق والتفجيرات والأشلاء، لا تزال قادراً على قضم ساندويش مكدونالدز أو شرب قهوة ستاربكس؟ لا تزالين قادرة على شراء حقيبة ديور أو حذاء شانيل؟ ما تشعرون به كله مغمس بالدم؟»، هكذا تساءلت أنا في تغريدة على منصة إكس، لتتوالى الردود محملة، فيما بدا، بصراعات نفسية هائلة، وبمشاعر يأس ساحقة، وبالكثير الكثير …

أنا طائفية!

مع خالص اعتذاري، سيكون هذا المقال شخصياً وشخصانياً ودفاعياً وطويلاً
في مايو 2011 حين قُتل بن لادن على أيدي الأمريكان، لم أجد في الخبر ما يُفرح مطلقاً، وهو ما أشرت إليه في مقال وقتها، لم أجد في طريقة قتله وما أشيع عن رمي جثته لاحقاً في عرض البحر ما يبهج، خصوصاً إذا كان القاتل أسوأ …

صدق أو لا تصدق

لأن إسرائيل عصابة، بلطجية تمولها أكبر حكومات العالم، هي غير قادرة، رغم التمويل والمساندة والمحاولات المستمرة لتجميل القبح والتشوهات السياسية والأخلاقية، على اتباع أقل وسائل الحرب شرفاً، هذا لو كان للحروب شرف. يتّبع هذا الكيان المنحط أدنى وسائل الصراع وأشدها دمامة ودناءة، تيمناً بحليفته والكيان الأم له، فلا يتوانى عن قتل المدنيين وتفجير الأطفال …

«فات الميعاد وبقينا بعاد؟»

تأتي أعظم الاحتجاجات والاعتصامات الطلابية وأقواها وأكثرها إصراراً وعناداً من الجامعات العريقة المعروفة بتميز وكفاءة تعليمها، مثل هارفارد وستانفورد وجامعة كولومبيا وجامعة فلوريدا ثم جامعات أوكسفورد وكامبريدج وجامعة إدنبرة، وغيرها الكثير من الجامعات المميزة؛ لتقول تلك الظاهرة إن التعليم الحر المنفتح على كل المعلومات، التعليم الذي لا يكممه ممنوع أو عيب أو حرام، التعليم …