تحميل إغلاق

ثقافة

وداعا الحرة.. وشكرا

تخصصي هو الأدب الإنجليزي، تحديداً أدب المسرح، وعشقي الأول هو الأدب العربي، تحديداً مسرح توفيق الحكيم. كل ما أعرف وأحب وأتقن ينحكر في اللغة، في فن البلاغة والتعبير، في هذا الإعجاز التواصلي الذي عبر عنه جوزيف كونراد، روائي القرن التاسع عشر العظيم، الذي قال في الفنان، أو الكاتب في هذا الموقع، أنه يخاطب قدراتنا …

مرحلة إنجاز . . . لا شيء

تبتهج نفوسنا مع كل عيد وطني يُقبل في فبراير السعيد، تتزين الأسقف ومن فوقهم السماء بالأعلام والأضواء والألوان التي تتنقل بين الأحمر والأسود والأبيض والأخضر، لتبتهج الأرواح وتتكاتف النفوس تحت علم هوية معشوقة، تحددها البقعة الجغرافية والامتداد الزمني والوجود الحالي والعشق الروحاني لهذه البقعة من الأرض. ومع كل إقبال لهذا العيد البهيج تحضرني كلمات …

إلى أبنائي الثلاثة، مع المحبة والاعتذار

أنا أم وابنة، وهما موضعان حياتيان يتنازعانني بكل مشاعر تأنيب الضمير المستمرة. لست من الأبناء الذين يرمون حمول قسوة الحياة على الآباء والأمهات، فإخفاقاتي، كما هي نجاحاتي، هي نتيجة اختياراتي في هذه الحياة. ووالداي، وللحظ والقدر مساهمة ضخمة في الموضوع، هما مميزان كوالدين في طفولتي وكصديقين مع سيري الحثيث في هذه الحياة. كذلك فإن …

ماذا أفعل؟

لي فترة أشعر بغربة متزايدة عن محيطي وتوتر كبير في علاقاتي العائلية والصداقاتية، ليتسع محيط المشكلة مع شعوري بواجب رد وصد ما يوردني مشاعر الغربة هذه، مما يظهرني بمظهر المزايِدة أخلاقياً والمتمظهرة بمظهر مثالي غير وارد بالنسبة لي، أو لأي بشر في كل الأحوال.
ينتشر اليوم خطاب محشو بالكثير من التمييز والعنصرية القاسيين، واللذين كثيراً …

ملصقات كلامية

الفجوة كبيرة جداً بين ما يتكرر من حديث يبدو خطابياً وما نعيشه في الواقع، وهي فجوة تعمق المشكلة رغم أن صانعيها يعتقدون أنها تجمل الوضع وتضمد الجراح. في جلسة محفوفة قبل أيام طرقت أذنيّ الجملة ذاتها التي يعتقد أصحابها أنها تنصف الدين في حين أنها في الواقع ترفع من درجة التساؤلات وتزيد من عمق …

جنس يأكل صغاره

بدا المشهد سريالياً، لربما عدمياً، وهذا الرجل يقف على تلة من الأنقاض، يحمل في يديه حجراً من القطع الكبير ويطرق به على القطع الأسمنتية المتناثرة حوله. يصرخ الرجل بكلمات غير مفهومة، ثم يَطرق منصتاً لثوان، يلصق أذنه بقاعدة إسمنتية ضخمة أمامه، لربما كانت سقفاً قبل دقائق، متلهفاً لسماع صوت يعيد نداءه. لا يسمع شيئا، …

صغير إدلب

يجلس مسعود هانسر بجاكيته البرتقالي الفاقع ووجهه المحايد الشاحب بين أنقاض المبنى، يده ممدودة لجسد يبدو منه نصف الرأس واليد اليسرى، فيما بقيته مستلقياً على مَرْتَبة محشورة بين أتربة وصخور وحديد، وكأن المشهد يتنبأ بكفن. على المرتبة وبين الأتربة والصخور يتمدد جسد ابنته إرماك، يراها، يلمسها، لكنه لا يستطيع احتضانها، لا يستطيع إنقاذها، لا …

في النضال النسوي.. والنقد الذاتي (4)

كتبت غدير أحمد على موقع vicearabia مقالاً بعنوان “هل نكره الرجال حقاً؟” متناولة موضوعا غاية في الحساسية بشأن ما يطلق عليه “العنصرية أو التمييز الجنسي المعكوسين” أي حين تمارس النساء عنصرية على أساس الجنس ضد الرجال بإطلاق أحكام مطلقة عليهم على أنهم، تعميماً، عنيفون أشرار.

وعلى حين أننا كلنا نعرف مرمى التعميم، فندرك في وعينا …

العميلات المزدوجات

انتهيت في المقال الماضي لعدد من الأسئلة تحديداً حول معضلة نموذج ياسمين عز، سواء أكانت أنثى بعقل ذكوري أم مأجورة، كما يدعي كثيرون، ومجندة لخلق لغط في القناة كردّ فعل تجاه مذيعة أخرى لتحقيق مشاهدات أعلى، حيث تدور الأسئلة حول أن كيف يجب أن ننظر لامرأة مثل عز؟ كيف نتعامل مع حقيقة أنها تعيش …

في النضال النسوي والنقد الذاتي (3)

استكمالاً لما ناقشته في المقال السابق، أعود لموضوع النضال النسوي العربي تحديداً والمتفرع عن النضال الحقوقي الإنساني العام كأحد أهم قضاياه القديمة المتجددة.

مستجد على الساحة اليوم ما أشرت له في المقال السابق من تغير الصورة التقليدية للبطل، هذا الذي أصبحت أهم وسائل معركة المعاصر منه هو كلماته وأهم ساحاتها هي وسائل التواصل الإلكترونية، لتدور …