حسـد
كيف لنا أن نحل مشكلة نحن لا نعترف بوجودها؟ هرست أقلامنا موضوع الوجود الداعشي وقبله الوجود القاعدي وغيرهما من «الوجودات» الإرهابية الطاغية تحليلا وتمحيصا وتدليلا واستنتاجا، فنجد أن الأقلام العربية الإسلامية دوما ما تدور حول ثلاثة محاور لا رابع لهم، المحور الاسرائيلي، المحور الإيراني والمحور الأمريكي، حيث أصبح أولهم، المحور الإسرائيلي، موضة قديمة حلت محلها موضة المحور الأوسط الإيراني الذي هو آخر صيحة في عالم الخطط التآمرية على الدول …
ذهب
نتوقع من العامة أن ينفثوا غضبهم، وأن يبثوا عنصرياتهم، وألا يتوانوا في التعبير عن تطرفاتهم بعد أي حدث جلل يصيب المجتمع، فبحكم الذوبان في بحر وسائل التواصل الاجتماعي يتشجع العامة على التعبير دون حذر، لكن الغريب هو عندما تطفح هذه العنصريات والتطرفات على ألسنة البارزين، هؤلاء الذين لربما تتضرر مصالحهم ومراكزهم من جراء تعابيرهم، إلا أن البغض في قلوبهم أقوى وأشد حتى من أقل درجات الدبلوماسية المطلوبة، فما تجد …
«ولو كره الكافرون»
ذات جمعة مريرة، ذهب الصغار والكبار لبيت من بيوت الله يقيمون صلاة الجمعة في منطقة الصوابر في دولة الكويت وما عادوا جميعاً منها. ذات جمعة مريرة سجد الصغار والكبار سجدة ما قام البعض منها فيما ترنح آخرون قياماً بدمائهم يرفعون رأساَ ذاهلاً سجد لله وارتفع على أشلاء وشظايا. ذات جمعة مريرة امتلأ المستشفى الأميري برجال يتراكضون وقد صبغت الحمرة دشاديشهم البيضاء، وبنساء مفجوعات افترشن أرضيته نائحات، بصغار يئنون بخفوت، …
الدشداشة البيضاء
ربما نتعلم درساً، ربما نقترب تلاحماً، ربما نصحو إفاقة، ربما ننقذ ما يمكن إنقاذه، ربما، ولكن كل هذه “الربمات” لن تعيد القتلى، لن تطبب الجرحى، لن تنسي أحمد الصغير ذا الأحد عشر عاماً رعب لحظة السجود التي تشظت في جسده تاركة إياه بجروح متناثرة وبقطع معدنية سابحة في حوضه الصغير.
في أمان بيتي، أجلس إلى مكتبي فجر سبت غريب، ليس كأي سبت سبقه، سبت لحق بالجمعة الدامية التي تركتنا على …
«فشة خلق»
يغير الفنانون والأدباء والفلاسفة مجرى التاريخ أكثر مما يفعل المحاربون والساسة والاقتصاديون بل حتى العلماء. الفنانون والأدباء والفلاسفة يخترعون الفكرة الأولى والتي منها ينطلق الآخرون، وهم أصحاب البصمات الخالدة في الحياة، هم من يشكلون العقل البشري الذي يقود الكرة الأرضية اليوم. ولطالما عمد الأذكياء من الساسة والمحاربين الذي يرغبون في تخليد ذكرى أنفسهم إلى ربط أنفسهم بأعمال فنية بصورة أو بأخرى، فقصص السيوف تختفي مع الزمن، وقصص الجمال هي …
«كن ابن من شئت واكتسب أدباً» *
لا شك أن أسلوب السخرية هو من أهم أساليب النقد الفاعل، وبلا شك أيضاً فإن انحدار الأوضاع يدفع أحياناً إلى النقد الحانق الذي يجب أن يرقى في قسوته إلى قسوة الأوضاع وأن يهبط إلى مستوى ترديها، لكن في المجتمع الصحي يكون هناك شيء من التوازن.
شيء مهم ضاع منا في هذه الأيام، إنه الحلم والرأفة وحسن الحوار ورقيق الكلام، لقد أصبح يعتقد أن الناشط هو ذاك الذي يتحدث ليلاً ونهاراً …
فوق الغيمة
مثلما يبني الناس المعابد، يضعون فيها الكتب المقدسة وتفاسيرهم لها ثم يختبئون بين وريقاتها متى ما أمعنوا في الناس قمعاً وتخويفاً واستغلالاً وإهانة، كذلك يبني الناس المحاكم، يضعون فيها كتب القوانين وتفاسيرهم لها، ثم يقفزون بين ثغراتها بعد أن يمعنوا في الناس ذات الإمعان. بالعموم، نحن مخلوقات غريبة بدائية التطور، لا تتعلم من تاريخها شيئاً، تعيد أخطاءها بتكرار مريب، وتغطي عورات أفكارها بورق شفاف لا يكاد يستر شيئاً.لا زلت …