لماذا يجب أن نقلق؟
نحن في خطر، ولماذا نحن في خطر؟ ذلك لأن هناك من يحاول أن يغرس في تاريخنا تشوه عظيم مريع سيلاحقنا بلعنته لآخر الزمان. لندعها جانباً، تلك الأسباب والظروف التي خلقت المعضلة الإنسانية والتي أشبعناها شرحاً والتي، رغم ذلك، لا يزال الناس الى درجة كبيرة يجهلونها بسبب التعتيم الحكومي والتسويق القهري المنفرد، دون رأي آخر يقابله، لأفكار وجمل متكررة مصاغة بشكل موسيقي، كأنها أمثال وحكم يحفظها الناس ويكررونها فرحاً ومرحاً …
فلسطين قضيتك
أنت هناك، يا من تسكن أحد مدن الريف الفرنسي.. فلسطين قضيتك. وأنت هناك، يا من تتمشى في مكسيكو سيتي، حيث قامت لك حضارة الآزتك العظيمة.. فلسطين قضيتك. وأنت هناك، في كيوتو العاصمة القديمة لليابان وفي ووهاون المدينة المكلومة في الصين وفي موسكو قلب روسيا وفي ملبورن روح أستراليا.. فلسطين قضيتك، فلسطين قضية العالم أجمع.
وفلسطين قضية العالم أجمع، هي جملة قد تحسب عاطفياً عليّ، إلا أنها في الواقع منطقية وعقلانية …
في حساب الأرباح والخسائر
لياً لذراعي خلف ظهري، سأكتب حول الصداقة الجديدة التي تشكلت على سطح عالمنا العربي دون عواطف، دون هياج أو غضب. سأضع جانبا كل ما تغذت به روحي وقلبي وعقلي على مدى سنوات حول الأرض المفقودة في لحظة من الزمن والوعود المعقودة في ظلمات الليل، وسأحاول أن أكتب عما تشكله الصداقة الإماراتية الإسرائيلية اليوم من معنى وتبعات، علني أفهم، علني أستوعب كيف تدور الدوائر بهذه السرعة، كيف تنقلب الموازين وكيف …
متى ندفن الجثة؟
حين عدت منذ ما يقرب من السبع عشرة سنة من دراستي في الخارج، أصر والدي على اصطحابنا، أنا وأسرتي الصغيرة، إلى بيروت، أتذكر كلماته واضحة رنانة «أريدكم أن تحبوا هذه المدينة». لم أكن قد زرت بيروت قبل ذلك إلا وأنا طفلة صغيرة دون الثلاث سنوات، حيث انفجرت الحرب الأهلية مع سنتي الثالثة، وما عدنا لزيارة المدينة الساحرة كما يصفها والدي دوماً. ولوالدَيّ ذكريات معجونة بالحب والأشواق في بيروت، والدتي …
يا “قريب” كن أديب
مقابلة برنامج “حديث الخليج” التي بثتها قناة الحرة حول موضوع العنف ضد الوافدين في منطقة الخليج والتي استضافت ثلاثة متحدثين كويتيين ومتحدث مصري وهو باحث بمنظمة “هيومن رايتس واتش” قد أبرزت حقيقة عمق المشكلة وجذورها، وذلك ليس من خلال ما قيل ولكن من خلال المزاج العام الذي برز في المقابلة. هو منحى عربي، يمتاز بتفادي المشكلة والدفاع القوي عن البلد والذات وكأن المشكلة ما هي سوى ضغينة شخصية وليست …
جزرة
المصائب تقع في كل دول العالم ومجتمعاته، تلك سنة الحياة البشرية التي لا مفر منها. إلا أن المصائب التي تقع في شرقنا الأوسط لها تبعات أخرى لا تنحصر فقط في سوء التعامل اللاحق معها إدارياً وما ينتج عن ذلك من كوارث إضافية حتمية للشعوب، بل إن أهم هذه التبعات وأقساها هو أن هذه المصائب تكشف مكامن خلل وفساد يصعب علينا، حتى نحن سكان الشرق الأوسط، تخيلها، دون أن يظهر …
يوم أصبحت رقما
غريب شعور التحول إلى رقم، إلى جزء من إحصائية لطالما استشعرت بعدها عن واقعك وآمنت بتحصنك من الوقوع بين قوائمها. نحن البشر غريبون من حيث كيفية خداعنا لأنفسنا، من حيث قدرة عقولنا على تصوير الأمان والحماية الوهمية للذات.
هذه الأشياء لا تحدث لنا، هي دوما تحدث للآخر، الحروب دوما تقع عند “الآخرين”، التشرد دوما يضرب “الآخرين”، الأمراض العضال دوما تصيب “الآخرين”، الفقد دوما يحيق “بالآخرين”، فلا نستوعب أننا كلنا من …