تطبيع
هل نحن أحرار؟ بالنسبة لي، مؤرقة جداً «حقيقة» انعدام حريتنا كبشر، فأفضل ما نمتلك نحن هو وهم الحرية، أما في الواقع فالأجزاء الأعمق والأهم من حيواتنا تتشكل قبل حتى أن نولد، ليسد بعدها بقية الثغرات المجتمع والمحيط والبيئة والناس والتقاليد والدين خالقين بيئة نفسية واجتماعية وأخلاقية بل وبيولوجية لا فكاك منها.كل منا سجين جسده، سجين جيناته التي ولد بها ولا خلاص منها، حتى أن الكثير من النظريات الحديثة تميل …
أنت
أنت معضلة، أنت بلحيتك الطويلة ودشداشتك المرتفعة، أنت بلسانك المؤذي وتلميحاتك الكريهة، أنت كارثة على جماعتك قبل أي أحد آخر، أنت من يحتاج إلى فريق “إنقاذ ما يمكن إنقاذه” يمشي خلفك ويجري عمليات احتواء للضرر الذي تحيقه بجماعتك أينما رحلت وحيثما تكلمت. أنت أيها السيد الكريم، أنت تقول الشيء وتأتي نقيضه، تدعو لشيء وتنفذ عكسه على نفسك وبيتك. كيف يتبخر الحياء إلى هذا الحد؟ كيف تستطيع أن تصلب فتنفعل …
تعالوا
بمناسبة خبر مفجع عن جملة إعدامات حدثت في الكويت قبل أيام، ومثلها نسمع أخبارها بين وقت وآخر في بقية الدول العربية، وبشكل أقل في دول غربية، كتبت رداً على سيدة بعثت لي تمتدح القصاص وعدله، أن هذه العقوبة ليست من الإنسانية في شيء، وهي عقوبة نتمنى زوالها في العالم أجمع وإحلالها بعقوبات تأديبية أو حامية للمجتمع من المذنب تكون ذات طبيعة إنسانية لا يلعب فيها بشر دور إله. الحديث …
ثمار
وها نحن نجني ثمار سياساتنا، نجني ثمار سكوتنا، نجني ثمار دعوتنا بألا يغير الله علينا، نجني ثمار امتناننا الأبدي لحكومتنا وشيوخنا للرخاء والأمن الذي نعيش، وكأننا متسولو هذا الرخاء وذاك الأمن، وكأننا لسنا شركاء مستحقين في البلد. نحن أسسنا للخراب، ونحن نبني على أساسه الضعيف اليوم ونحن نصوت لنواب يثقلون الأساس الهَرِم أصلاً. أُحَملنا المسؤولية، وأحياناً أعطف علينا، لا أدري كيف أشعر، ولكنني بكل تأكيد لا أحقد على وافد …
تكافل
كنت وما زلت مؤمنة تماماً بضرورة تحييد الدين عن المحيط السياسي، وضرورة عزل التشريع الديني عن التشريع السياسي بشكل نهائي وصارم، ويتبع ذلك، على ما كنت أتصور، تحييد الإيمان والمعتقد لشخص السياسي وعدم الحكم عليه أو تقييمه من منطلق معتقده أو أفكاره الدينية، الا أن المفكر كريستوفر هيتشينز كان له رأي آخر. يقول هيتشنز انه من المهم معرفة معتقدات وأفكار السياسي قبل تنصيبه في موقع صنع قرار، فمن يؤمن …
بقعة الزيت
لا أعتقدها “كما تكونوا يولى عليكم” وإنما الصحيح هو “كما يولى عليكم تكونوا”. هكذا تتبدى مشكلتنا الحالية في أعمق وأخطر صورها. دع عنك الاختلاف في الرأي، ففي حين أن هذا الاختلاف في القضايا ذات الطابع الإنساني يفسد للود كل قضية، إلا أن الاختلاف مقدس في كل صوره والتنوع في الآراء رحمة مهما بلغت درجة طيش الاختلاف والمختلف ومهما تسبب من فقد للود، قضية اليوم ليست في الاختلاف ولكن في …
ربع صورة
لا شيء فضحنا كما فضحتنا مآسي سوريا والبحرين واليمن، لا شيء أظهر الطائفية المتجذرة عميقاً في نفوسنا كما مساطرنا المختلفة في قياس أحداث هذه الدول الثلاث تحديداً. فمن يبكي على ثوار سوريا يلعن «إرهابيي» البحرين واليمن، ومن يهتف بالنضال البحريني يصب جام غضبه على «إرهابيي» سوريا، هكذا يتحول الثائر الى إرهابي والإرهابي الى ثائر حسب موضع اليد، أترفعها أثناء الصلاة الى بطنك أم ترسلها على جنبيك.وهذه الأحداث أظهرت جانباً …