أكشن
هل من واجب الدولة أن تحمي سكانها من النار؟يلح السؤال بكوميدية كلما سمعنا عن محاولات جديدة في دول شرقنا الأوسط لبسط النفوذ الديني متلبساً ثوباً قانونياَ. لماذا تصر الدولة، ذات التقنين الديني، على تنظيم حياة أفرادها الأخروية وهي المنظومة التي يجب أن تكون معنية بالحياة الدنيوية؟ما هو الدور الأول المنوط بالدولة، أن توجه شعبها أخلاقياً، أن تقومه سلوكياً، أم أن تنظم حياته لوجستياً؟كل هذه أسئلة ملحة نقف أمامها ونحن …
فضة وذهب
هل نحن شعب نصاب؟ أعتذر والله، أعلم أن الكلمة ثقيلة، وأسلوبها ليس مما أتبعه أو أؤمن به، ولكن السؤال مستحق بلا شك، لا يتقبل صياغة غير تلك ولا يتحمل تخفيفاً أكثر من ذاك. لماذا نحن صامتون إن لم نكن جميعنا مستفيدين؟ لماذا لا تطفو الفضائح ببطنها مقلوباً فوق مياه حياتنا ونحن نعلم يقيناً بوجودها، إلا إذا كان كل منا رابضاً فوق فضيحة حامياً لها من الصعود، ساتراً عليها من …
«تشربوا شاي؟»
تزامناً مع مقال الأسبوع الماضي، كان هناك حوار دائر على حسابي وحسابات أخرى في تويتر حول العلمانية ومدنية الدولة والديمقـــــراطية الحقة وتعليم التربية الإسلامية في المدارس وغيرها من المواضيع الملحة. وما لفت نظري ليس الحجج المساقة ولا الناتج عنها، فتلك ذاتها تتكـــــرر ومن الطرفين دون إمكانية الوصول إلى قاعدة صلبة مشتركة والتي هي عصية لأسباب عدة ليست هي موضوع مقال اليوم.ما لفتني فعلاً هو الأسلوب المتشابه، في معظمه وليس …
«خلينا قاعدين»
في يوم خروج مسلم البراك من السجن أتى في خطابه إلى مدح قبيلة معينة، شاكراً إياها رافعاً مقام المنتمين إليها، وحين أدليت بهذه الملاحظة لأحد الأصدقاء لفت إلى أن البراك ملزم بخطاب كهذا ليحاكي به مشاعر قواعده، فإذا كان هذا التفسير حقيقياً، فأي تغيير نستهدف وأي إصلاح نترجى؟
هل يمكن لمعارضتنا الكويتية، بكل أطيافها ومشاربها أن تكون مؤثرة فعلياً بلا تغيير فكري ثوري؟ هل ستتمكن المعارضة، بتركيبتها الحالية وبخطابها الحالي …
موسى وعيسى
قدمت قبل أيام حديثاً قصيراً في حلقة نقاشية حول العلمانية، وعلى الرغم من أن الغرب قد تجاوز الفكرة بحثاً وتنفيذاً متطلعاً الآن لمنظومة فلسفية سياسية أبعد وأكثر عمقاً وفعالية وعدلاً، الا أننا لا نزال ندور في ذات الحلقة المفرغة، متصلبين عند مفهوم لربما بدأ الحديث عنه منذ القرن الثاني عشر الميلادي. كان الشعور غريباً ونحن نتناقش (وإن كان نقاشاً إيجابياً) في ما يبدو بديهياً، وفي ما تجاوزه الفكر وعفّ …
قسوة
في عمر أولادي هي، جلست بوجهها الدائري الطفولي، شعرها المعقوص برقة وعيناها الصافيتان، عيناها اللتان تتسعان بعفوية محببة كلما استرسلت أنا في الحديث. بعد أن انتهيت من الرد على سؤال لها حول الانتماء والجنسية والمواطنة والتقسيمات الجغرافية من حيث واقعية كل هذه المفاهيم وأسطوريتها، شبكت يديها وبحلقت فيّ بعينيها الشغوفتين قائلة، أنا من مواليد الكويت، لم أعرف غيرها موطناً، أحبها كما لم أحب أرضاً أخرى لكنني لم أشعر بيوم …
لسان
في مؤتمر نهاية أسبوع سريع في دولة عربية، وعندما دخل علينا في نهاية فعاليته أحد المسؤولين الرفيعين في الدولة وعضو أسرتها الحاكمة، فار غضبي لمقاطعته فعاليات المؤتمر، حاولت الإبقاء على دبلوماسيتي ما أمكن إلا أنني ما استطعت التفاعل مع الحوار .
يجب أن أعترف أن لدي نفوراً طبيعياً من السلطة وكل ما يتعلق بها، مظاهرها، مواكبها، ألقابها، المتزلفين الذين يتحلقون حولها، كل شيء لها وبها وحولها يشير إلى بقاع مخجلة …