التدين الإجرائي
كتب علاء الأسواني في مقال له بعنوان «التدين الشكلي» حول إشكالية سبق لي أن تناولتها في هذه الزاوية وفي زوايا صحافية أخرى، تدور حول السؤال المهم الذي صاغه في مقاله: «كيف يمكن أن نكون الأكثر تدينا والأكثر انحرافا في الوقت ذاته؟» يرى الدكتور أن مجتمعاتنا تعاني من «انفصال العقيدة عن السلوك» أو «انفصال التدين عن الأخلاق» وهي الظاهرة التي أجدها الأكثر إبهارا وغموضا بين الظواهر الإنسانية العامة، حيث تستدعي …
قصة ضياع
مأساة الروهينغا التي يحاول البعض إظهارها على أنها مأساة اضطهاد ديني هي في الواقع أكبر وأعم وأخطر، هي مأساة غياب هوية، مأساة انعدام جنسية، والجريمة ليست جريمة تطرف ديني، بل هي جريمة تطهير عرقي واضحة حتى إن رفضت رئيسة وزراء ميانمار والحائزة على جائزة نوبل للسلام أونغ سان سو كي الاعتراف بها، والتي يتداعى العالم اليوم إلى المطالبة بسحب جائزتها نظراً لموقفها المتخاذل من القضية. قصة ضياع الروهينغا قصة …
في غياب الهُوية
ليست مأساة الروهينجا على ما تبدو هي مأساة اضطهاد ديني، بل هي مأساة اضطهاد عرقي، وهي محصلة الحرمان من هُوية البلد، كونهم عديمي الجنسية الميانمارية، التي تعاظمت بالاختلاف الديني واللغوي للروهينجيين. ما أود تأكيده هو أن مأساة الروهينجا ليست مأساة خاصة محصورة بين فئات دينية، بل هي مأساة بشرية عامة، تحتاج لتكاتف بشري، لا إسلامي فقط، لإنهائها بكل صورها الوحشية المفجعة. تجلت المأساة الروهينجية بوضوح أكبر في عام 2012 …
«بالمفتشر»
أيها الفنان إن كان ولا بد أن تصنع فناً مادحاً، فهذا له قواعده التي تبقي لك احترام جمهورك، إن أردت أن تغنيه لحناً يا حبيبي الفنان فافعل، ولكن غنّ لوطنك ووطنيتك، لا تغن لأشخاص ولا تشتم أشخاصا فالتملق والشتم ليس مكانهما الفن الذي سيدرجه التاريخ خالداً رفيعاً.
الأشخاص ماضون والبلدان ماضية، أما الفن فهو خالد، باق ما بقي وعي يحييه على سطح هذه الأرض. حضارات شامخة ذهبت، رجال ونساء كانوا …
بقعة ضوء
لم يكبر إيلان، ولن يكبر مطلقا بعد اليوم، لا يزال إيلان غافيا على شاطئ تركيا، تسري الموجة بهدوء تحت خده الناعم، تهدهد شعيرات رأسه المنسابة، تداعب قميصه الأحمر، باردا ملتصقا بجسده الصغير. كلنا كبرنا عامين منذ الثاني من سبتمبر /أيلول عام 2015، كلنا نمنا لياليَ سعيدة وحزينة، صحونا تحت شموس مشرقة وكئيبة، كلنا سرت الأيام بنا، بين حب واشتياق، لقاء وفراق، نزهة، رحلة، فرحة، وعكة، عزلة، حزن، كلنا نرسم …
سبحان الله
هات خلينا نشوف، البدون معضلة في الكويت لا أحد لديه وقت لها، لا أولوية لموضوعها، فلدينا مما يؤرقنا الكثير، أسعار البنزين وطوابير المستوصفات وزحمة المطار وأنت صاعد، لذا فمشكلة البدون من النوع الذي يجب أن يحل نفسه بنفسه، أو من النوع المفترض أن يختفي إذا ما توقفنا عن الحديث عنه أو الاعتراف به. دعونا جميعاً نتصرف كأن البدون غير موجودين يمكن أن يختفوا، أو، نتبع الأسلوب الحكومي “للتخلص منهم” …
صلاح وإصلاح
في كتاب الإسلام والعلمانية، موضوع المقال السابق، تحدث أوليفييه روا عن نقاط استشكالية في الحالة الفرنسية أجدها متقاربة جداً مع الوضع المصري، مع اختلاف الظروف والحيثيات.يعتقد روا أن الأصولية الدينية هي في الواقع «تطور ينبغي إدارته إذا ما أريد البقاء في إطار الديمقراطية وإحترام حقوق الإنسان» (136)، وهو المنظور الذي يلاقي مقاومة شديدة جداً في مصر من حيث الرفض الحالي التام لتوجه الإخوان المسلمين وتخوينهم وخلق أقلية معزولة ومكروهة …