تحميل إغلاق

د.ابتهال الخطيب

جنتكم لا أريدها

كنت أرى هذا اليوم يأتي لاهثاً من بعيد، بالصهيل والسليل، كنت أرى غبرته قائمة وظلمته مقبلة لتحول نهاراتنا سواداً قاتماً، كنت بانتظار هذا «البف»، يوم نرتطم بالقاع بذلّ فلا نصعد، تركن كرامتنا جثة هامدة على ذلك السطح البارد العميق. كل يوم أرى «العتمة الباهرة»* حثيثة الخطى، ترتفع كموجة تسونامي قاتلة، أفزع بكل ضعفي الإنساني، …

مطلوب جراحة عاجلة

دلالات عدة غاية في الخطورة يشير إليها تأييد وتعاطف نسبة لا بأس بها من الشارع الكويتي مع أسامة بن لادن، فالظهور الإعلامي ترحماً عليه والنشر الإلكتروني تعاطفاً معه وصولاً إلى محاولات تأبينه التي استدعت العنف بين أبناء البلد الواحد، كلها تشير إلى ظواهر تستدعي التعامل الفوري معها.

أولى هذه الظواهر هي المتعلقة بالتحالف الحكومي والأصولية …

الكثير من الدماء


لم يكن الموت خبراً مفرحاً لي في يوم، خصوصاً إذا لم تدر به الطبيعة، إنما أتى على يدي بشر، فالحروب والإعدامات والاغتيالات السياسية وقوائم المطلوبين أمواتاً أعتبرها جميعاً الطرق «الأسهل» للتخلص من البشر «الأصعب»، من هؤلاء الذين زرعوا الشر والخراب والدمار، لنأتي نحن، معتقدين أننا بالقتل ننهي المشكلة، غير واعين لأننا في الواقع نحصد …

هل نحتمل الأمل؟


المسرح، يا حلمي البعيد وعشقي القديم، أيتها الخشبة المقدسة التي من فوق سطحها العاري صرخ الملك أوديب «واحسرتاه، واحسرتاه، ويلاه من بؤسي وتعاستي، أين تأخذني خطاي؟»، من عليائها بكى الملك لير «عندما نولد نبكي قدومنا لمسرح البلهاء العظيم هذا»، وفي جنباتها ترددت صفقة باب «نورا» في مسرحية «بيت الدمية» للعظيم هينريك أبسن، وهي تغادر …

رذيلة

في مدرسة ما، في مكان ما، تدرس مقررات ما، على أيادي مدرسين ما، لكل أفراد الأنظمة العربية الحاكمة. ذات الدرس البائد الفاشل يعاد تطبيقه وتدويره من أيدي هذا النظام إلى أيدي ذاك، ذات المنطق، ذات المنهجية، وذات الفشل. سبحان الله، «حافظين الدرس صم» تجاهل وتساهل، ترضية فتنحية، تهديد فوعيد، ردع فقمع، تخوين… فدماء.

أنظمة نسخة …

علمانية منقبة


ما إن نشر خبر تطبيق منع النقاب في فرنسا، حتى انهالت الأسئلة الشامتة بالفكر العلماني: «أهذه هي الدولة العلمانية التي تدعون؟ ها هي تعتدي على حريات الآخرين في ممارسة عقائدهم الدينية». وقبل الحديث عن الحالة الفرنسية تحديداً، أود «التعريج» على مفهوم العلمانية الذي يتعرض كل يوم لتشويه فاضح من قبل الكهنوت الإسلامي المعاصر. يعرف …

«في هامشك أو في سماك»


نفلسف الدنيا نحن كثيراً في مجالسنا النسائية، نبحث بلوعة عن كمال ما في رجل ما لم يولد بعد، نُنَظِّر حول الحب وأحواله ومقاييس صدقه. يتطور الحديث بحسب البرامج التلفزيونية في حينها، فمسلسل «نور» جلب الكثير من الآهات والحسرات، ومسلسل «الحاج متولي» استدعى أقسى اللعنات، أما مسلسل «زوارة خميس» فقد أتى بحملة تحسبات التي لولا …

متى نطوي الخريطة؟

بينما أنا «أنتقي» أحداث حياتي وأحدد اختياراتي، تحضرني كثيراً كلمات والدي حول قفزة المبدأ وسذاجة المنطق، فأجدني أختار قفزات لا عقلانية في تحدٍّ سافر للمنطق الذي طالما عشقته وجادلت من أجله ونيابة عنه. أفهم الآن أكثر أن لكل زمان منطقاً، وأن لكل منطق زماناً، وأن أجمل الأزمان هي تلك التي بلا منطق. أكثر من …

«هل تريد شيئاً؟»

الكل هذه الأيام يبحث عن لب المشكلة، لمَ نحن كما نحن؟ من أين تسللت الطائفية والتطرف والانغلاق؟ كيف ومتى سيطرت الخرافة؟ ولأي الأسباب نعود نحن بسعي حثيث إلى العصور الوسطى والمظلمة عندما كان الناس يتقاتلون من أجل الطوائف ويحتمون بالتعويذات ويتداولون الخرافة كحقيقة واقعة؟ من لديه صغار في المراحل الابتدائية إلى الثانوية، سيتعرف حتماً …

اعتذر لي

كل صباح أدلي ساعدي خارج نافذة غرفة نومي لأختبر الجو وأحدد ملبسي، يشغل زوجي الراديو وهو يرتدي دشداشة جديدة في بداية يومه، أبدي انزعاجي ولكنني أنصت باهتمام. يغادر هو الغرفة وأبقى أنا مع الـ»بي بي سي»، أعلق لوحدي بصوت مسموع، أتمادى في «ملافظي» محتمية بوحدتي، أتجه إلى «دولابي» لأنتقي قطعة ملابس وأبتسم وأنا أتذكر …