تحميل إغلاق

الكويت

«كن ابن من شئت واكتسب أدباً» *

لا شك أن أسلوب السخرية هو من أهم أساليب النقد الفاعل، وبلا شك أيضاً فإن انحدار الأوضاع يدفع أحياناً إلى النقد الحانق الذي يجب أن يرقى في قسوته إلى قسوة الأوضاع وأن يهبط إلى مستوى ترديها، لكن في المجتمع الصحي يكون هناك شيء من التوازن.

شيء مهم ضاع منا في هذه الأيام، إنه الحلم والرأفة …

فوق الغيمة

مثلما يبني الناس المعابد، يضعون فيها الكتب المقدسة وتفاسيرهم لها ثم يختبئون بين وريقاتها متى ما أمعنوا في الناس قمعاً وتخويفاً واستغلالاً وإهانة، كذلك يبني الناس المحاكم، يضعون فيها كتب القوانين وتفاسيرهم لها، ثم يقفزون بين ثغراتها بعد أن يمعنوا في الناس ذات الإمعان. بالعموم، نحن مخلوقات غريبة بدائية التطور، لا تتعلم من تاريخها …

مبارك

شكراً للزميل الوشيحي توضيحه لما لا يحتاج توضيحاً حسب رأيه، أبادله الاحترام والاعتزاز بالصداقة، ولربما أوضح أنا كذلك بعض النقاط التي لا تحتاج توضيحا كذلك، وأصحح بعض المعلومات المتوافرة حقيقة لمن شاء تقصيها. أولاً، لا تقديس ولا تنزيه لأعضاء هيئة التدريس في الجامعة أو غيرها من المؤسسات التعليمية، كلنا بشر والشهادة لا تصنع إنساناً …

تعلونا السماء فقط

«وعندما كل هؤلاء المكسورة قلوبهموالذين يعيشون في العالم يتفقونستكون هناك إجابة، دعها تكونفعلى الرغم من أنهم قد يتفرقونلا تزال هناك فرصة أن يروونستكون هناك إجابة، دعها تكون».هكذا كتب بول مكارتني في رائعته الغنائية Let It Be والتي خط كلماتها في وقت عصيب من شباب حياته، حيث تراكمت عليه المشاكل، وانغلقت نفسه على المخدرات والسكر …

معلبات

كتب أحدهم على تويتر يقول «أنا لا أريد فرض ديني على أحد، لكن من يعيش في بلد إسلامي عليه احترام مبادئنا وآدابنا». أعتقد أن هناك خلط في مفاهيم عدة ها هنا، مفهوم الفرض، مفهوم الدين، مفهوم البلد الإسلامي، مفهوم الاحترام، ومفهوم المبادئ والآداب. من يطالب بالدولة الدينية، أياً كانت ملتها، هو يفرض هذا الدين …

«كل واحد يشوف نفسه»

ربما الحسنة الوحيدة البغيضة للإرهاب هي أنه فتح أبواب حوار موصدة، وعرى تابوهات ملتحفة بالعيب والحرام، وحسنته تلك بغيضة، لا تتأتى في مجتمعاتنا إلا بعد أن ينسكب لها الدم مدرارا، حسنة وقحة عنيفة متعطشة للدماء، إلا أنها وحدها الناجية من حفل المذابح القائم على قدم وساق، ولذا سنأخذها على علاتها.

إن قيام ثورات الربيع العربي، …

إلى كوثر الأربش

آه يا كوثر، رحيل الشباب يحرق القلوب، لن يفهم أحد هذه الجملة مثلما نفهمها نحن، لن يشعر أحد بعصرة قلبك، لن يفهم أحد الطنين في أذنيك، لن يتصور أحد الغمامة المستمرة أمام عينيك، لن يتخيل أحد تقطع أنفاسك العصية على الشهيق، المتلاحقة إلى الزفير، لن يتواصل أحد وأنينك، وهذا الوجع يمسك بكل عظامك، وهذا …

استعجلت يا عبدالله

نحن بلد شائعاته كثيرة وشفافيته قليلة، تطل علينا الكثير من الأخبار لتختبرنا، لتدرس ردود أفعالنا قبل أن تصبح حقيقة واقعة، ولأن هذا الأسلوب أصبح هو السائد، أي نشر الشائعات لدراسة ردود الأفعال، أصبحنا لا نصدق أي شيء، ونصدق كل شيء في الوقت ذاته، اتخذت الإشاعة مكانها الأقوى في حياتنا وأصبحت تسير أمورنا وتنصبغ بها …

نقتل القتيل ونمشي في جنازته

كما ان هناك تفجيرا لمساجد في السعودية، هناك تفجير لمساجد في العراق. يا لها من جملة حزينة مقيتة، أصبح من يريد دفع تهمة الطائفية عنه يستحضرها لتحل كاللعنة، أصبحنا نثبت محايدتنا بتوجيه إصبع الاتهام بالتساوي، مرة شرقا، مرة غربا، غير مستوعبين ان الدموية هذه، شرقية أو غربية، سنية أو شيعية، هي ذنبنا جميعا، هي …

الكويتيون الرومان

كانت المجتمعات الإغريقية والرومانية، وتحديداً الأخيرة، غير ذات رحمة بساستها، فإذا ما أحب الناس هؤلاء الساسة كانوا يجعلونهم أبطالاً وآلهة، وإذا ما غضبوا عليهم نزلوا عليهم بسكاكينهم رمزياً وفعلياً؛ حتى يفتكوا بهم فتكة مريعة. هذا التطرف الساحق هو أحد الأشياء النادرة التي نشترك فيها ككويتيين مع الإغريق والرومان، فإذا ما أحببنا سياسيا أصبح بطلاً …