حلوة يا كويت
حلوة يا كويت، حبي وعذابي أنت، حبك يعذبني حيثما أكون، تلاحقني سنوات عمري، تضعف من عزيمتي وقدرتي على التحمل، فلا أكاد أبتعد حتى يثور قلبي، أصعد الطائرة فيهبط ضغطي ويضعف نبضي وأشتاقك قبل أن أغادرك.
في صغري قررت ألا أحب أحداً أو شيئاً أو مكاناً يضعفونني بحبهم، يربطونني بحاجتي إلى قربهم، فإذا بي أكبر لأحب كل من حولي، حتى لأني أحب جماداتي التي تحوطني، محبة تزدهر في أرضك، يغذيها هواؤك، يعطيها معناها خليجك، أنت قبل كل شيء، أنت فوق كل شيء، أنت موطني، قدري، حياتي وترابي الأبدي. حلوة يا كويت، كل زاوية فيك، كل نسمة تخلد في سحبك، كل طير يمر في سماك، كل نبتة تخلق في أرضك، أميز رائحتك من بعيد، يحملها كل ما يأتي من أحضانك.
كنت إذا صعدت طائرتك في غربتي أميز رائحتك، رائحة فيها بحر وبخور، فيفر قلبي شوقاً وحناناً.
وكنت ومازلت إذا غادرتك لا أترجى شيئاً مثل لقائك، أمارس طقوساً لا أؤمن بها حتى أعود لك، أبخر وأحوقل، ألمس الأرض وأشتم التراب، حتى أعود.
“الهناء والرجاء في هواك” يا كويت، مواقيتك نبض قلبي، ساعاتك وأيامك هي عمري، أنا منك وأنت مني، أنت التاريخ، أنت ما مضى وما سيأتي، أنت ما أعرف ما أسكن وما يسكنني.
أنت اتساع الدنيا، أنت عمق المحيط، أنت قلب المحب، أنت ضمير طفل صغير، أنت الدنيا والآخرة، فإن كتبت لي الجنة أريدها أنت ولا مكان غيرك.
حلوة يا كويت، كالدشداشة البيضاء، كالثوب المطرز، كقطعة درابيل وقضمة رهش.
رقيقة يا كويت كزهرة محب ودبلة خطوبة وأغنية دافئة ورسالة عاشقة.
طاهرة يا كويت كعتبة مسجد، وثوب صلاة، وملفع جدتي المبخر.
أنت الحب الأول وفي يوم ستكونين مسك ختام قلبي.
أعيادك سعيدة يا كويت.