دعوا النساء تعيش
أكتب مقالي صبيحة اليوم الذي سنخرج وقت مسائه في الكويت في اعتصام من أجل حق المرأة في حرية الاختيار. نعم، ما زلنا في هذا النصف من العالم نخرج مطالبات بحق الاختيار فيما يخص أكبر وأهم قرارات حياتنا وحتى أصغرها وأبسطها، حيث لا يوجد أي بسيط أو سهل أو ميسر في حياة المرأة أو فيما يخص اختياراتها أو أسلوب معيشتها.
جسد المرأة ثورة، ملبسها اعتصام، ومظهرها بيان رقم واحد، يقلب الموازين …
لنَعْبر جميعاً
في أبسط فهم لنا كعامة الشعب للقانون ومهمته، هو أنه يصاغ ويُفَعَّل ليحمي الناس وليحقق ولو حداً أدنى من العدالة بينهم. والقانون هو القول الفصل، هو نص يختزن الدراسات التاريخية، العلم اجتماعية، البيولوجية، الفنية والثقافية، إلى غيرها من مناحي العلم الإنساني، لتنصهر، بعضها أو كلها، في جملة قانونية تحاول من خلال كل كلمة من كلماتها أن تحافظ على أمن وسلامة الناس جسدياً ونفسياً، وأن تقيم العدالة بلمسة من الرحمة …
البطحة التي على رؤوسكم
تضج الكويت منذ فترة بمواضيع الحريات الشخصية، هذه التي ينهبها بمساندة ديمقراطية عرجاء وبدافع من التدين والمحافظة رجال غرباء وغريبين في آن، رجال غرباء عن المكان والزمان وغريبين في الأفكار والتصرفات والتوجسات.
الحقيقة أننا فوق الإحراج الذي نعانيه أمام العالم الذي طالما نظر للكويت نظرة استثنائية بين دول الخليج، فإننا كذلك قد تعبنا، تعبنا محرومين الإنجاز لنعمل طوال الوقت بوظيفة “المصدات”، نحاول مقاومة بحر الرجعية الجارف ونصد صهد المحافظة الخانقة …
مد حريتك على قدر لحافك
أقام محام كويتي دعوى أمام المحاكم الكويتية لحجب «نتفليكس» في الكويت، وذلك امتداداً للغضبة العربية على إثر عرض فيلم «أصحاب ولا أعز» الذي ناقش عدداً من التابوهات التي لا يزال العالم العربي يدعي غيابها التام عن مجتمعاته المختلفة. الغضبة العربية وصولاً لدعوى الحجب، تستعرض بوضوح المنطق العربي في التعامل مع المعضلات الأخلاقية والأزمات الفكرية في عالمنا، الذي ينحصر في مفهوم «يا تطخه يا تكسر مخه» حيث دوماً ما تذهب …
Catch 22
لقد دهورت السياسة وأصحابها مجتمعاتَنا الخليجية كثيراً، حتى ما يبدو من هذه المجتمعات لامعاً مصقولاً متزيناً بأموال وحريات لا تعبر عنه ولا تعكس حقيقته.
لقد تدنى سقف الحريات بشكل فاحش، فالحريات الحقيقية هي حريات جمعية، لا تتلخص في حرية مظهر أو حرية سلوك فقط، هي تذهب لحرية رأي وتعبير وتفاعل سياسيين كذلك، وبلا هذه الحرية الأخيرة تحديداً، ومهما بلغ مدى الأوليتين منها، لن يكون هناك ممارسة حرياتية حقيقية ولا مجتمع …
الحياة…مذكر
واقع الحال أن الأنظمة المسيطرة على حياتنا كلها أنظمة أبوية ذكورية، يبدو ذلك واضحاً من أساليبها، أهدافها، ونتائج توجهاتها. نحن في عالم تفوح منه رائحة التستوستيرون، تقوده نزعات الذكر الألفا، وتسيطر عليه السلوكيات البدائية للتصارع والاستعراض الجسديين، الإغارة الحربية من أجل تأمين الحياة، والتنازع لامتلاك “رفيق” وظيفته الخدمة وتأمين الاستمرارية وبالتالي تأمين النوع.
السوق ذكوري بحت، تقوده أساليب شرسة، وحريات عشوائية عنيفة يأكل من خلالها القوي الضعيف. أقوى المؤسسات الاقتصادية …
«بياو، برو»
في معرض شرحه للتطور الديني السياسي بعد وفاة النبي، يقول سيد القمني في مقاله «الملجمون في الأرض» بأنه «قد ارتبط الإسلام بالخليفة، وتم تحويل الإسلام إلى مبرر للسلطان وقراراته، ومن بعده أصبح الدين ورجاله في خدمة السلاطين على اختلافهم، واستبعد المسلمون من طرح فهمهم لدينهم في ضوء المتغيرات، وتم ربط الفهم للدين بمعارضة السلطة أو موافقتها. وتوافقت السلطات الدينية والدنيوية على احتكار فهم نصوص الدين وتكفير وتبديع ومطاردة وتصفية …