تحميل إغلاق

د.ابتهال الخطيب

كسر لا يجبر


ماذا نتوقع، عندما تأكل الغربة القلوب والنفوس، عندما نصنع «غاتو» نحشر فيه دمنا ولحمنا، نعزلهم صغاراً وكباراً، وبينما نحن نرتاد المولات ونستمتع بالسينمات ونتنقل بين المطاعم، يجاهدون هم للحصول على ورقة تثبت مجيئهم للحياة وأخرى تثبت خروجهم منها، للحصول على كرسي في المدرسة للصغير، على دواء خافض لحرارة جسده، على عمل لهذا اليافع الذي …

مصر يمة يا سفينة

في ظل «الثورة على الاحتقار» كما يسميها د. يوسف زيدان، تلازم بروعة حزينة صوت إطلاق الرصاص والغناء، الدموع والضحكات، الهتافات والدعابات، جدية الموت وهزلية القفشات والنكت، والتي جميعها أعطت هذه الثورة بعداً إنسانياً مهيباً سمح لنا أن نتعامل معها على أكثر من مستوى، فمن ناحية هي ثورة عربية قومية شرق أوسطية لا تغير فقط …

الشعب يريد…

عندما تتحقق الإرادة تبدأ الحياة، فالحياة تتجلى في التغيير في حين أن السكون حليف الموت؛ ولنحيا فلابد أن نغير ولنغير فلابد أن «نريد» ولابد أن «نؤمن». تبدو عظمة الإرادة والإيمان في كل لحظات حياتنا وحتى في أصغر أحداثها تفصيلاً، فللعقل، موطن الإرادة والإيمان، تأثير جليل ليس في الإنسان بذاته فقط، بل كذلك في كل …

متى تكبر أحلامنا؟

بلا شك، قسّم الخطاب الأخير للرئيس حسني مبارك المقاومة المصرية إلى حد ما، وسبب التقسيم لا يعود إلى قناعة بما قاله الرئيس، فالأغلبية الساحقة، إن لم يكن الجميع بلا استثناء، تعلم أن نوايا الرئيس مبارك بعدم الترشح أو الدفع بنجله للترشح إنما هي نوايا تشكلت على وقع هدير الجماهير التي اكتسحت شوارع مصر بأنحائها …

صنع ايادينا

في معظم ما قرأت حول حادثة الإرهاب الداخلي الأخيرة لمقتل المواطن محمد الميموني تعذيباً في السجن، تراكم اللوم والغضب تجاه الحكومة بسبب نهجها العنيف، اللادستوري واللاحقوقي المتبع أخيراً، وقد لفتني تحديداً ما كتبه الزميل الكبير عبداللطيف الدعيج في «قبس» 16 يناير أن «الأجهزة الأمنية والمسؤولين عن الوفاة كانوا يريدون تحقير المواطن للتقليل من أهمية …

طائفية وأمري لله

نحن في مأزق كبير، مأزق خطير.

وبما أن هذا المقال موضوعه الدكتور حسن جوهر، فبودي أن أدعو الدكتور ليقرأ ليس المقال ولكن التعليقات التي ستذيل صفحته الإلكترونية، ليرى بنفسه، ولا يخفى عليه الوضع، كيف ستتحول الكاتبة «المنعوتة» ليبرالية إلى كاتبة طائفية، يحن دمها «لأصلها» كما يعبر البعض، وعلى الطرف الآخر ستصبح كاتبة مسترزقة، منشقَة عن …

السكوت من ذهب


يعاني مسلمو العرب تحديداً أكثر من سكين في خواصرهم، فمن تاريخ دموي يثقل كواهلهم، إلى قراءات دينية متعصبة تعسر عليهم حيواتهم، إلى فقدان الهوية وأمان الانتماء في دول ليس لها كيان مؤسسي يشكل المواطن ويحميه، إلى «قلة الحيلة» أمام آخر حالة استعمارية فاحشة في وضوحها في العالم ألا وهي الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين. كل تلك …

ثورة على النفس

إن من يستنكر المقارنات الحالية القائمة لحالات الغليان السياسي في المنطقة العربية إنما هو قريب جداً من «المنظر» لدرجة العجز عن رؤيته كاملاً، أو بعيد جداً عنه لدرجة العجز عن رؤية تفاصيله الإيديولوجية ومسبباته الإنسانية. المقارنة حالة إنسانية طبيعية، وفي أحايين، ضرورية جداً لإثارة الوعي وتحفيز المشاعر والكرامة التي كثيراً ما تنام بفعل تتابع …

امراض سارية


بودي أن أفهم الهدف الحكومي من تغليظ عقوبات قانون المطبوعات والنشر، فالعادة الحكيمة جرت على أن يضع الإنسان هدفاً ثم يسدد له سهام خطة التنفيذ، وكلما تفكرت في الموضوع زاد تعجبي، فإما أن شيئاً كبيراً ومهماً يقع خارج نطاق حدود «نظري» وإما أن الحكومة تتصرف خارج حدود «النظر» المنطقي، فأول ما يزور الخاطر هو …

راسين بالحلال

ما الأهم، الأمن أم الحرية وحق التعبير؟ هذا السؤال «المتزحلق» كثيراً ما تستخدمه الحكومات، فتبثه «بعفوية» الناصح الصادق وتطرحه «بحنان» الأم المحبة، وهي في عارض قمع أبنائها وتدبيس ألسنتهم. سؤال «يبدو» مهماً هو ذاك: الأمن أم الحرية، السلامة أم الحق في التعبير؟ «يتزحلق» معظمنا نحو اختيار الأمن والسلامة، فما فائدة الحرية في حضرة خوف …