تحميل إغلاق

ثقافة

أليس الوقت مبكراً على النسيان؟

مخاطرة بالحديث عن مأساة إنسانية ضخمة من زاوية خاصة شخصية، إلا أنني حقيقة لا أعرف كيف أتجاوز مأساة غزة إلى حياة طبيعية مئة بالمئة، وهل يحق لي، أو لأي إنسان يرى ويسمع ويشعر ويفكر، أن يتجاوز إلى حياة طبيعية لا تشكل فيها مأساة غزة سوى هامشها؟ أعرف أن الحياة تستمر وأن الحكم على الآخرين …

“ليس هناك ما يبهج”

“ليس هناك ما يبهج”؛ هو عنوان رواية لأديب كنت أتصوره الأديب الأول في العالم العربي، وفي منطقة الخليج تحديدًا. كانت كتابات هذا الرجل تثير شغفي وخوفي، وتختبر أهم غرائزي الإنسانية من اشتياق ولوعة ورغبة وتأنيب ضمير.

كان هذا الكاتب يكتب عن دنيا مظلمة مرعبة خيالية، إلا أنني كنت أستشعر كم تسخر كتاباته من خلال الخيال …

أحزان شجرة الميلاد

تتردد أصداء حزن عميق حول العالم تزامناً مع احتفالات كريسماس ورأس السنة هذه الأيام. يشعر كثير من الناس، هؤلاء الذين لهم قلب وعقل وضمير ونسبة ذكاء عاطفي، بصعوبة كبيرة في الاحتفال وإشاعة مظاهر البهجة والسرور مع هذه الأعياد الغربية المسيحية، فيما المدنيون والأبرياء، وتحديداً الأطفال، يتساقطون في غزة والضفة دون أن يتمكن أحد في …

كل عام وأنت بشر

يا لأحزان الكنائس اليوم، يا لآلام المسيح وهو يشهد كل هذا الدم يسيل في فلسطين، مسقط رأسه، دون أن يتحرك البشر، الذين من أجلهم ضحى المسيح وتحمل آلاماً وعذابات فوق الوصف كما تقول العقيدة المسيحية، بشكل فاعل وحقيقي لإيقاف جريمة لا يمكن الاختلاف حول حجم بشاعتها: جريمة قتل أطفال ودفنهم تحت الأنقاض.

بأي وجه عدت …

هذه الدمى هي نحن

في مأساة غزة ثقافة واسعة، ويا للحسرة على بشر لا يتعلمون سوى بعد وقوع الوقائع واستقرار المآسي! لقد كشفت الجريمة الصهيونية عن رأس جبل الجليد المتوحش الذي طالما غطته أمواج إبهار الحياة وانشغالنا بتشعباتها وتعقيداتها وتراكم طبقات صانعيها حتى اختفى الجبل المتوحش بأكمله وضاعت قدرتنا على تمييز طبقات الموج التي تستر عليه.
ولربما الجانب السياسي …

كلنا لا نزال في الكهف

يرتجف أطفال غزة الناجين من القصف، يرتجون ارتجاجاً عنيفاً على أسرة المستشفيات الملطخة بدماء مختلطة المصادر أو على أرضياتها الباردة المفترَشة بالأجساد أو على أيادي غرباء يحملونهم بعد أن غاب كل من يعرفون تحت الأنقاض. يرتج أطفال غزة ومعهم ترتج الإنسانية بأكملها، وتلك ليست جملة تعبيرية كليشيهية، إنما هي جملة تعبر عن أزمة فكرية …

هلا غفرت لي وانتظرتني؟

نحن أمة لا تمتلك رفاهية الأخلاق، بهذه الكلمات أود أن أعتذر لصديقي الذي أوجعه حديثي، لذاكرته المحمومة بأذى واعتداءات الأطراف التي أعلنتُ قبولاً براغماتياً بها في عدد من مقالاتي السابقة. ماذا أقول لك يا صديقي، ماذا تقول لك إحدى أكثر «المتشدقات» بالمبادئ والمثل وبضرورة أخلاقية الصراع حين تقع هي، مثلها مثل الملايين غيرها، تحت …

صنم زارا

لا يمكن أن يكون هناك مشهد أكثر وجعاً من مشهد أم تزغرد خلف نعش ضناها، من مشهد ثكلى تودِّع وتودع صغيرها للفردوس الأعلى عصفوراً من عصافير الجنة كما قالت أم أيوب، هذه الغزاوية الشجاعة التي أكدت أنها أسمت إبنها أيوباً لتستحث من إسمه الصبر، وها هي صابرة، كما تؤكد، ومحتسبة عند الله كل آلامها …

فلتحيَ البراغماتية ولتسقط «مواقفكم المبدئية»

فلتذهب المواقف المبدئية السابقة للجحيم ولتحيَ التناقضات، ولتحيَ البرغماتية، لتحيَ مصلحة الشعب الحقيقي وأمن الصغار ونجاة الأرض، ولتكن جميعها فوق كل اعتبار.
لآلاف السنوات كانت «فارس» تشكل قوة عظمى، أحياناً تقدمية تحضرية وأحياناً وحشية استعمارية، وصولاً إلى الألف سنة الأخيرة التي تحولت فيها هذه البقعة إلى منبع ومستقر قراءة شرعية فقهية «استشكالية» متقابلة والسائد السني، …

من عدونا الحقيقي، اليوم وكل يوم؟

رغم كل ما تمر به المنطقة العربية من أزمة طاحنة، تحديداً من خلال الجرائم الوحشية التي ترتكب الآن في غزة، ورغم كل الويلات التي جلبها هذا الوجود الطفيلي الصهيوني في قلب الشرق الأوسط منذ أن حُقنت المنطقة به كفيروس مميت لا يزول، إلا أن الخطاب العربي، وتحديداً الخليجي، لا يزال يتعامل مع إيران على …