فايروس الكورونا: لماذا يجب أن نتحرك الآن
الكاتب: توماس بيو
ترجمة: ابتهال الخطيب، فهد راشد المطيري
3. ماذا يجب عليك فعله؟
تسوية المنحنى
إن هذا وباء. لا يمكن إنهاؤه. ولكن ما يمكننا عمله هو التقليل من تأثيره.
بعض الدول كانت نموذجية في ذلك. الأفضل هي تايوان، والتي هي مرتبطة جداً بالصين ومع ذلك تحتوي حتى هذا اليوم أقل من 50 حالة. هذه الورقة الحديثة تشرح كل الإجراءات التي اتخذوها مبكراً، والتي تركزت على الاحتواء.
https://jamanetwork.com/journals/jama/fullarticle/2762689
لقد استطاعوا احتواءه، الا أن معظم الدول افتقدت هذه الخبرة ولذا لم تستطع ذلك. الآن هم يلعبون لعبة مختلفة: التسكين (بمعنى الحد أو التخفيف أو التلطيف). هم يحتاجون لأن يجعلوا هذا الفايروس غير مؤذ قدر الإمكان.
لو خفضنا عدد الإصابات قدر الإمكان، فإن أنظمتنا الصحية ستكون قادرة على التعامل مع الحالات بطريقة أكثر فاعلية، مما يخفض من نسب الوفيات. و، إذا ما وزعنا الإصابات عبر الوقت، سنصل الى نقطة نتمكن عندها من تطعيم بقية أفراد المجتمع، منهين الخطر تماماً. هدفنا -إذن- ليس إنهاء عدوى فايروس الكورونا. إنما تأخير انتشارها.
كلما أخرنا انتشار حالات العدوى، زادت قدرة النظام الصحي على العمل بشكل أفضل، وازداد انخفاض نسبة الوفاة، وارتفع نصيب المجتمع من أفراده الذين سيتم تطعيمهم قبل أن يصابوا بالفايروس.
كيف نسوي المنحنى؟
المباعدة الاجتماعية
هناك شيئ غاية في البساطة نستطيع أن نقوم به وهو مؤثر وفاعل: المباعدة الاجتماعية.
إذا ما عدنا للمخطط البياني الخاص بووهان، سنتذكر أنه ما إن أصبح هناك حصار تام، انخفض عدد الحالات. ذلك أن الناس توقفوا عن التواصل فيما بينهم، فتوقف الفايروس عن الانتشار.
إن الرأي العلمي السائد حالياً هو أن هذا الفايروس يمكن أن ينتشر من خلال مسافة 2 متر (6 قدم) إذا ما سعل أحدهم. خلافاً لذلك، ستقع القطرات على الأرض ولن تصابوا بالعدوى.
أسوء أماكن الإصابة بالعدوى –إذن- تأتى من خلال الأسطح: يبقى الفايروس حياً على مدى ساعات أو أيام على الأسطح المختلفة. حين يتصرف مثل الإنفلونزا، سيتمكن من البقاء حياً على مدى أسابيع على المعدن، والسيراميك و البلاستيكيات. هذا يعني أن الأشياء مثل مقابض الأبواب، الطاولات، أو أزرار المصاعد يمكنها أن تكون ناقلات عدوى مريعة.
إن الطريقة الوحيدة للتخفيف من ذلك فعلياً هي عن طريق المباعدة الاجتماعية: إبقاء الناس في المنازل قدر الإمكان، ولأقصى مدة ممكنة الى أن تخف حدة الوباء.
لقد تم إثبات ذلك في الماضي، تحديداً، خلال وباء الإنفلونزا لسنة 1981.
التعلم من وباء إنفلونزا 1918
يمكننا رؤية كيف أن فيلادلفيا لم تتصرف بسرعة، فوصلت الى درجة ذروة هائلة في نسب الوفيات، نقارن ذلك بسانت لويس والتي تصرفت بسرعة.
ثم لننظر الى دينفر، والتي فعًلت إجراءات ثم خففت منها. لقد أصبحت لديهم ذروتان، حيث الثانية كانت أعلى من الأولى.
إذا ما عممنا ذلك، هذا ما سنجده:
يظهر هذا الرسم البياني، لإنفلونزا 1918 في الولايات المتحدة، كم بلغت أعداد الوفيات الإضافية في كل مدينة اعتماداً على مدى سرعة اتخاذ الإجراءات. على سبيل المثال، مدينة مثل سانت لويس اتخذت إجراءاتها 6 أيام قبل بطسبيرغ، وكان لديها أقل من نصف عدد الوفيات لكل مواطن. بالمعدل، اتخاذ الإجراءات 20 يوماً مبكراً قطع نسب الوفيات للمنتصف.
أخيراً اكتشفت إيطاليا ذلك. بداية قاموا بإغلاق لومباردي يوم الأحد، وبعد يوم، يوم الإثنين، انتبهوا لخطئهم وقرروا أنه يجب عليهم إغلاق البلد بأكلمه.
نأمل رؤية النتائج في الأيام القادمة. رغم ذلك، سيستغرق الأمر أسبوعاً الى أسبوعين لرؤية النتائج. نتذكر المخطط البياني لووهان: كان هناك تأخير لمدة 12 يوم بين لحظة إعلان إغلاق المدينة واللحظة التي بدأت فيها الحالات الرسمية (بالبرتقالي) بالانخفاض.