تحميل إغلاق

الأرشيفات السنوية: 2022

«يا ريت تعود»

ليالي القاهرة ليست كأي ليال بالنسبة لي شخصياً، وأتصور كذلك بالنسبة لمعظم من اختبرها وعاش صخبها. قلب القاهرة كما أنه لا ينام ليله فعلياً، هو لا يهدأ درجة عن نهاراته لربما سوى من حيث حرارة الجو ولُزوجته. يصخب ليل القاهرة بالناس والسيارات والأحصنة والمراكب والسفن، يضج بأصوات المتحدثين، غالباً صراخاً، بنداءات الباعة، وبأبواق السيارات …

“العرس الديمقراطي”

تضج الكويت هذه الأيام بالاستعدادات “للعرس الديمقراطي،” التوصيف الذي يطلقه الكويتيون على فترة العملية الانتخابية، هذه الجملة التي اكتسبت معنى كليشيهياً لكثرة استخدامها ولضعف نتاجها. بعيدة أنا عن المشهد الانتخابي هذه الفترة لدواعي السفر، مما يتيح فرصة جيدة لمراقبة الصورة من بعيد.

أحداث تتكرر، خطابات رنانة تتجدد، استجداءات واستعطافات انتخابية تتبدى، ونفس المناورات والمداورات السياسية …

«يا مين يعيش»

شوارع القاهرة قصة أخرى أود أن أحكي لكم عنها. تركت إسطنبول قبل أيام متجهة للقاهرة في زيارة، السبب المعلن منها هو حضور حفل زفاف ابن أعز صديقاتي وأختي التي لم تلدها أمي، أما السبب غير المعلن فهو طبعاً أشواقي وحنيني للأصوات والروائح والحركات والإيقاعات، تلك الخاصة بالشارع المصري والتي لا مثيل لها في أي …

العائلة الكبيرة

أكتب هذا المقال من القاهرة الوضاءة، كنانتي التي أعشق ومرتع طفولتي وصباي. لكن الزمان غير الزمان والأحوال غير الأحوال، الكثير تغير إلا الأحزان، بقيت مثلما هي تلك الأحزان. لي أكثر من ثلاث سنوات لم أزر القاهرة، بعد كبير هذا بالنسبة لي، ورغم أن الأصوات في الشوارع والقهقهات على المقاهي والحوارات الصارخة عبر الشرفات بقيت …

هلوسات

كانت النية تتجه إلى مقال حول مقابلة شاهدتها لسيد القمني، المفكر المصري الكبير رحمه الله، والتي يتلعثم خلالها في آرائه حول نشأة الكون ومعنى الروح وتاريخية الكتب المقدسة وحقيقية ورمزية القصص الدينية، مواضيع أصبح الحديث عنها أقل صعوبة اليوم وإن لم تتحقق لها الحرية والأريحية الكاملتين. إلا أن نوايا الليل يمحوها النهار، نهار إسطنبولي …

حياة “بلا طعمة”

كتبت الأسبوع الماضي حول زهرات تدفنهن الدنيا، بعضهن وهن لا يزلن حيات يرزقن، حيث تدفنهن الحياة في مصير “طويل الأمد”، يعشن معظمه خارج أوطانهن التي لا يعدن إليها إلا مع نهاية حيواتهن.

كتبت أتحدث عن كراهيتي للكفن، “لليونيفورم” اللواتي تجبر عليه معظم العاملات المنزليات خصوصاً في دولنا العربية وتحديداً الخليجية، ليفصلهن عن بقية المجتمع وليحدد …

تحيا ميديا

كنت أشاهد قبل أيام فيلماً وثائقياً يدور حول مقتل الفنانة سعاد حسني، الذي ألح عليّ بفكرة طوال فترة عرضه بعيدة تماماً عن القصص المخابراتية التحقيقية، والتي كانت ولا تزال تحوز على انتباه الناس وشغفهم. إن موضوع تجنيدات الفنانات والفنانين مخابراتياً هو موضوع غاية في الأهمية والخطورة، ويستحق التحقيق التاريخي والتحقق الحالي، حيث لا يزال …

زهور رقيقة

أمر عليها منذ شهر ديسمبر الماضي وإلى يوم كتابة المقال، آخر أيام العمل في الفصل الدراسي الصيفي في جامعة الكويت، بشكل يومي. أجدها كل يوم في نفس المكان، جالسة على أحد الكراسي حمراء اللون الممتدة في صف مرتب في إحدى ردهات الجامعة والتي أمر فيها بعجلة في طريقي إلى فصلي الدراسي.

كل يوم في نفس …

كفاية

لن أبدأ بديباجة الخوف المتمكن، بمقدمة «رغم أنني لا أتفق مع الكاتب» أو «رغم أن كتاباته ضعيفه أو أنه غير مهم على الخارطة الأدبية» أو أي من هذه الكليشيهات التي أصبحت مصدراً للغثيان في الواقع، إنما سأبدأ بأن ما حدث هو جريمة، قولاً واحداً، وبأنها جريمة دنيئة، دناءتها تكمن في ضعف الحجة، والخسة في …

خير يا أُمَّة!

حين كتبت أستنكر محاولة قتل سلمان رشدي، تقاذفتني كلمات غريبة يفترض ألا محل لها جوارا مع فكرة القتل، كلمات مثل “احترام” و”حرية” وغيرها مما لا يمكن أن تكون مبررات لجريمة شنيعة إلا في عالمنا العربي الإسلامي غريب الأطوار. ولقد أتت الردود التويترية في معظمها لتشكل حالة عصابية يدمج فيها المغردون فكرة احترام الأديان والمعتقدات …