تحميل إغلاق

الأرشيفات السنوية: 2012

هيلين

“هيلين كروسينج كيتل وطفلها الذي لم يولد بعد”

جملة محفورة على سطحة حديدية، اسم بين آلاف الأسماء مطبوع هكذا، يرقد بلامبالاة تحت سماء نيويورك، اسم حفر في ذاكرتي، لا أعرف صاحبته ولا أدرك شيئاً عن الحدث الذي كانت تستقبله، ولكنه هنا في ذاكرتي، أحمله معي ألماً ثقيلاً وذكرى مريرة وشعوراً مبهماً بالذنب.

في زيارة سريعة لنيويورك، …

مقصلة

مؤمنة أنا تماماً أن ردة الفعل الأولية دائماً ما تعبر عن مكنون النفس الحقيقي، أعتقد بصدق الغضب والألم، في عموم ردة فعل الشارع، عن كونهما مظهرا يفضي إلى مصلحة. لذا، فأنا أقدر وأتفهم الغضبة الحالية للمساس بالرمز الإسلامي الأول المتمثل بشخص الرسول الكريم وبشخوص أهل بيته. فألم الطعنة حقيقي، والشعور بالإهانة حقيقي، والشعور الطاحن …

… فالمصيبة أعظم

أنا لا أعرف البدون واحداً واحداً، ولا أضرب الودع وأقرأ ما في القلوب، لكنني أضرب الأحداث في بعضها وأقرأ الوقائع ونتائجها. من الذي يهمل ويماطل ويعرقل؟ من الذي يرفض تحويل ملفات البدون إلى القضاء ليبتّ فيها؟ من الذي يقدم الوعود لكي ينكثها؟ من الذي يصر على امتلاكه أوراقا ثبوتية للبدون ثم يتراجع عن إظهارها؟ …

إبادة

لا يقتل فكرة ما مثل التشدد في تطبيقها، فردة الفعل الإنسانية الطبيعية هي مقاومة الفرض والتشدد وإن أتيا ليتوافقا وتوجهاته. فالإنسان، مهما بلغ تدينه والتزامه، ما إن يشعر بأن الدين اتخذ وجه وجسد إنسان آخر يأمره وينهاه ويتسلط عليه، حتى يبدأ بالتململ الذي لا يلبث أن يتحول إلى مقاومة، ومن ثم إلى صراع دامٍ.

والمتشدد …

ليان

تتعلق الغصة في حلقك وكأنها حصاة محشورة، تفتح باب السيارة فتلفحك رائحة، لا ليست رائحة عفن وقاذورات فحسب، بل هي رائحة الفقر والأسى، خليط من روائح لنفوس هزمت، وقلوب كسرت وطفولة فقدت. تتقدم وأنت متردد، لا تريد أن تواجه عذاباً طالما شاهدته خلف شاشة التلفاز يحميك منه، يبعدك دهوراً عنه، والآن ها أنت تواجهه …

أنا باقية

هي تبحث عن وطن جديد، وأنا أبحث عن وطني من جديد، هي حزمت أمرها، وأنا بعثرت أمري على قارعة الطريق، هي تبحث عن مستقبل ما في مكان ما، وأنا أبحث عن الكويت في مستقبل ما. هي تعبس للنهايات وأنا أبتسم للبدايات. هي ترفع راية الاستسلام البيضاء وأنا ألوح بأصابعي علامة النصر، تضحك هي مني: …

أصنام في الكويت

وهل ننكر؟ موجودة هي الأصنام التي أتى على ذكرها النائب محمد هايف ومنتشرة في كل مكان، هذه الأصنام التي تقف شاهقة، تنتظر بطلاً قادماً على صهوة حصانه، هابطاً بفأسه الكبيرة على الرؤوس الصخرية الصغيرة، فيحطمها ومعها كل التابوهات والخرافات والتطرفات الفكرية.

طبعاً موجودة، وأثني على استغراب النائب هايف سكوت الحكومة بل الشعب الكويتي على وجودها. …

عليَّ وعلى أعدائي

الدكتور عبيد الوسمي يمثل نموذجاً غاية في الأهمية اليوم، نموذجاً يجب، أكثر ما يجب، على الحكومة أن تدرسه وتستوعبه. الدكتور الوسمي، عندما سمعت عنه في البداية، ثم عندما تبادلت معه الحديث مرة أو اثنتين، آخرها كان عندما اتصل بي ليطمئن بعد أحداث العنف في تيماء ضد «البدون»، عرفته رجلاً سمحاً طيب القلب، متواضعاً، وأكاد …

حتى لا نتسلّق

كل إنسان يدعو إلى الدولة الدينية، مع الاعتراض على التعبير بحد ذاته واستخدامه تجاوزاً، هو إنسان طائفي بحت. أولاً، لا وجود فعلياً للدولة الدينية، فالبشر لا الدول هم الذين يتدينون، لذا عندما نقول دولة دينية، فنحن في الواقع نصف إيديولوجية الحاكم أو المشرع ولا نصف الشعب بحد ذاته، كما أننا بكل تأكيد لا نصف …

زعلنا أخيراً؟ يا ألف نهار أبيض

كان يجب أن نصاب بالفزع مبكراً، منذ زمن بعيد، فالفزع الآني على حس المطالبات بتعديل المادة الثانية من الدستور كوميدي، فزع بأثر رجعي، مثلنا كمثل من حرق إصبعه وصرخ يتأوه بعدها بشهر.

ما الذي يخيف في تعديل المادة الثانية من الدستور؟ فبنصها كما هو الآن هي تبيح بل تشجع على التشريع الديني ما أمكن، فقطع …