كلمة د. آري جرينولد
ترجمة ابتهال الخطيب
د. آري جرينولد، طبيب من كندا. حسابه على تويتر @greenwaldEM
إخواني وأخواتي الأعزاء، آري جرينوولد يحدثكم، أنا طبيب طوارئ أعمل على الخطوط الأمامية لما يبدو أنه بداية التسونامي القادم علينا جميعاً اليهود وغير اليهود على حد سواء، على الخطوط الأمامية مشاهداً هذا الكوفيد فيروس مبادراًبضربنا. عملت في نوبتين ليليتين لآخر يومين بادئاً . . . (غير واضح) حيث بدأت أرى المرضي المصابين بهذا الوباء ومدى اتساع مدى هذا الوباء، وأستطيع أن أخبركم أن هذا الوباء، هذا الفايروس، هو أذكى بكثير منا جميعاً. كان هناك الكثير من الحديث خلال الأيام القليلة الماضية توجيهاً للأصابع وتساؤلاً حول خطأ من هو هذا الوضع وكيف يمكن لكل هذا أن يحدث، وكلنا نستشعر مقدار المعلومات المغلوطة دون أن نعرف ما هو الصح وما هو الخطأ، معتمدين على مصادر عدة للمعلومات لنصيغ قراراتنا ومواقفنا، وأنا مذنب بذلك مثل الجميع. كلنا قمنا بعمل أخطاء هنا وذلك ليس لأننا نسعى لعمل الشيئ الخطأ ولكن لأننا نعرف أقل القليل، كلنا نعرف أقل القليل حول حقيقة ما يحدث الآن.
أود أن أشارككم الواقع كما أراه، القليل من الواقع الذي أراه، الذي تعلمته. لقد تعلمت أن هذا الفيروس الذي ينتشر بين الناس هو عديم الأعراض تماماً، تعلمت أن هذا الفيروس يُظهر نفسه عند أناس لا يعانون من السعال، لا يعانون من ضيق التنفس ولا يعانون من ارتفاع الحرارة، لديهم أوجاع وآلام في العضلات أو إسهال أو التهاب في الحلق. وتعلمت كذلك، أن نظامنا الصحي، ليس بسبب أي خطأ من العاملين فيه، كان يطبق منهجية فحصسَربت معظم الحالات الموجودة في محيطنا اليهودي وخارج محيطنا اليهودي وفي كل العالم دون أن يعرف أحد. كنا نعتمد على إحصائيات لأعداد الحالات لانتشار الوباء المعبرة عن عدد الناس المصابين بهذا الفايروس وقد تم طمأنتنا كذباً أن هذا العدد آخذ في الإرتفاع حيث قلقنا من طريقة الإرتفاع الشديد المفاجئ له (الجملة غير واضحة هنا). إن طريقة فحصنا المفعًلة لآخر شهر أو أكثر عبر كندا والولايات المتحدة وكل مكان آخر تعتمد على تاريخ سفر الشخص وأعراض السعال وضيق التنفس وارتفاع الحرارة واحتكاكاتنا المعروفة بالآخرين، وقد سمحنا للفايروس وكل الناس الذين يحملونه بالمرور دون أن نعرف ذلك فعلياً. وكنتيجة، كنتيجة لذلك، نحن نرى في الطوارئ، على الخطوط الأمامية الآن، أشخاص يحملون الأعراض، أعراض واضحة، وهم ممن كان لديهم تواصل مع أشخاص نقلوا المرض اليهم بكل تأكيد وهؤلاء بحد ذاتهم ما كان لفحصهم أن يأتي إيجابياً من خلال أي أداة غربلة، وهؤلاء في الغالب لديهم اتصالات مع آخرين، مما جعل ذلك ينتشر في مجتمعنا وحول العالم دون أن يعرف بذلك أحد. لذلك لا يمكننا الاعتماد على البيانات، والمشكلة في هذه البيانات الصادرة، هي أن صناع سياساتنا وهم مسؤولين حكوميين، مسؤولين صحيين عامين كلهم يعتمدون على البيانات، ويصنعون القرارات حول ما يجب وما لا يجب علينا فعله طبقاً للأرقام التي يعتقدونها حقيقية للحالات الموجودة،
والواقع هو أن عدد الحالات الموجودة في المجتمع مما أراه على الخطوط الأمامية لآخر يومين الى ثلاثة هو على الأقل هو عشر مرات أعلى من الأرقام التي ترونها منشورة، إن لم تكن أكثر. وماذا يعني ذلك؟ هذا يعني أنه في الوقت الحالي لابد لنا جميعاً أن نتصرف على أساس وأن نفترض أن أي منا هو إما حامل ينقل الفايروس للآخرين أو معرض للإصابة بالفايروس من أي شخص يراه أو يتعامل معه ومن أي سطح يلمسه، إنه (الفايروس) آخذ في الإنتشار في العالم وفي مجتمعنا تحديداً مثل النار العاتية ونحن حتى لا نعرف ذلك. وخلال اسبوعين من الآن سوف ندرك كم هو آخذ في الانتشار لأنه وفجأة ستضرب هذه الموجة التسونامية الضخمة النظام الصحي، سيكون النظام مرهق تماماً، مرهق تماماً، وعندما يحدث ذلك، سيكون علينا عمل قرارات حول من يحصل على الجهاز التنفسي ومن سيعالَج في المستشفى وسيكون الوضع أسوء بكثير مما نراه واقعاً في أي مكان في العالم الآن. الولايات المتحدة ستصاب بشكل أسوء ونحن نرى بداية ذلك الآن من خلال العاملين في الصفوف الأمامية.
وعليه، أنا أشجع، أترجى، ألتمس من كل منكم ممن يستمع لهذه الرسالة، من كل قلبي، أن تبدؤا حالاً حالاً بعزل أنفسكم بشكل راديكالي جوهري وهذا يعني أن تحبسوا أنفسكم وعائلاتكم في منازلكم ولا تغادرون لأي سبب كان، لا يهم إن كان لديكم أعراض أو ليس لديكم أعراض، إن تواصلتم مع أحد أو لم تتواصلوا مع أحد، لن يشكل ذلك فرقاً، إنه في كل مكان، لربما جميعنا ننقله، لربما جميعنا نحمله، لربما جميعنا معرضين له أينما ذهبنا الآن، وإذا ما لم نفعل ذلك جميعنا فوراً لمدة على الأقل أربعة عشر يوماً، على الأقل أربعة عشر يوماً، فلن تتشكل لدينا فعلياً أي فكرة عما يحدث في الخارج. هذا أولاً، ولا بد أن يحدث ذلك في كل البلد، أي رحلة غير ضرورية خارج منزلكم أو تعامل مع أي أحد، لا يهم أي تباعد إجتماعي، أي تواصل مع أي أحد خارج عائلاتكم المباشرة ومنزلكم المباشر، الآن يجب يتوقف فوراً الآن، يتوقف فوراً. وثانياً، إذا كان هناك أشخاص فوق سن 65 أو لديهم حالات مرضية خطرة قد تهدد وضعهم، لابد لك أن تكون مضاعَف الحذر، هذا يعني ألا تخرج للتسوق، أن يكون لديك أحد يوصل لك الطعام خارج باب منزلك، ألا تزور أحفادك، ألا تفعل أي شيئ قد يجعلك عرضة للانكشاف على شيئ، لأن تتعرض لأي شيئ لم تتعرض له مقدماً، لأنه قد لا يكون قبل 14 يوم التي نقضيها في البيت أن ندرك ما تعرضنا له، حيث أنه يستغرق 14 يوم لأن تظهر علينا أعراض هذا الوباء. وعليه، أنا أترجاكم لأن تقوموا بذلك لأنني أعلم أنه ما إذا لم نقم بتفعيل ذلك في كل البلد وخاصة بين المجتمع اليهودي والذي لديه روابط قوية جداً ويعتمد كثيراً على التواصل الجسدي، ما إذا لم نبدأ بأن ننفصل راديكالياً وأن نعزل أنفسنا، أتخوف أنا أن هذا الفايروس سيستمر في الانتشار، ونحن سنرى تداعيات ذلك، وسنضطر للتعامل مع قرارات صعبة جداً وأن نقيم المآتم خلال الأسبوعين الى الأربعة القادمين بسبب القرارات التي سنتخذها اليوم. أنا أترجاكم أن تتخذوا كل اجراء ممكن حتى لا نجعل ذلك هو واقعنا.
الشيئ الثاني الذي يجب أن نفعله هو أن نتلاحم سوياً، يجب أن ندرك أننا جميعنا في هذه المشكلة، هذا ليس خطأ أحد، كلنا نرتكب الأخطاء، وكلنا نقدم أفضل ما لدينا، وكلما أسرعنا في فهم أن قوتنا تأتي أولاً من إدراك أننا كلنا نشترك بذات الدرجة من القلق ونختبر ذات الدرجة من التوتر وذات الدرجة من الضعف ومن القدرة الشعورية، كلنا في هذا سوياً، لا يهم من نكون، لا يهم من نكون، ويجب علينا أن نتكاتف، نجد طرقاً تجمعنا، فإننا سوياً سنستطيع التغلب على هذا الفايروس، سنتغلب على هذا الفايروس إذا ما تلاحمنا. ولكن لابد لنا من التكاتف ولابد لنا أن نبدأ بالموقف الهجومي، لابد أن نبدأ بمهاجمة هذا الفايروس، لايمكن أن نبقى جالسين وأن نسمح له بمهاجمتنا دون حتى أن ندرك أننا تحت الهجوم. لا يمكن أن نتخذ موقف دفاعي، لابد لنا أن نتخذ موقف هجومي والطريقة الوحيدة التي نعرفها حالياً لاتخاذ موقف هجومي ضد الفايروس هو البدأ باتخاذ خطوات راديكالية، خطوات راديكالية وصعبة، صعبة جداً والتي هي ضرورية تماماً وفوراً، ليس غداً، اليوم، في هذه اللحظة بذاتها. على الجميع أن يحبسوا عائلاتهم في بيوتهم، لا يخرجوا لأي شيئ، لأي شيئ غير ضروري، وخاصة… خاصة، أي شخص معرض لخطورة متزايدة، لا يجب أن يخرج لأي سبب كان، الا إذا احتجت لرعاية طبية طارئة، وعندها تتصل ب 911. لابد من عمل ذلك فوراً، أنا أترجي وأصلي لكل منا، وأتطلع للإنجاز العظيم الذي سنحققه سوياً، في تلاحمنا معاً، وفي إيجاد طرق لنستمر في الشعور بالتعاضد والروابط المجتمعية على الرغم من هذا التباعد. إن التباعد الجسدي لا يعني الإنفصال الإجتماعي أو الإنعزال الإجتماعي، يمكننا أن نستمر في كوننا مجتمع ومتصلين مجتمعياً بطرق قوية جداً، لدينا أسباب جيدة جداً وأهداف موجهة وعالية، وفي ذات الوقت نستطيع أن نحافظ على هذا التباعد الإجتماعي المهم جداً. أتمنى لنا جميعاً الصحة والنجاح في اتباع هذه القيود الصعبة جداً وأصلي أنه خلال أسبوعين الى أربعة من الآن سنستطيع أن نعود بنظرنا لهذا الوقت وندرك أننا اتخذنا القرار الصحيح.