في يوم الخميس التاسع من يونيو، تلطخت أرضية جامعة الكويت بكيفان بالدم وتعالى الصراخ وانتهكت حرمة الحرم العظيم. في هذا اليوم المشؤوم، حاول شاب الدخول إلى الجامعة مدعياً، ولا أدري مدى صحة أو كذب الادعاء، أنه يحاول أن يقل أخته التي تعاني شيئا من التعب.
شباب الأمن المصري على مدخل الجامعة، وحسب التعليمات المشددة لديهم، أخبروه بعدم إمكانية الدخول لأنه لا يحمل البطاقة الجامعية والتي وحدها تيسر الدخول للحرم، حسب الرواية المتناقلة، وكعادة أغلب الشباب الكويتي الذي هو “كويتي وكيفه”، دخل الشاب المذكور الحرم الجامعي عنوة متجاوزاً الأمن المصري الذي لا حول له ولا قوة كما هي العادة أمام الطغيان الفاحش للبعض الذي يستخدم كويتيته لكسر القوانين وإهانة غير الكويتيين.
لم يكتف الشاب بذلك، ولكنه عاد إلى الأمن حاملاً سكينا لا يعرفون كيف تحصل عليه ليطعن ثلاثة منهم ويصيبهم إصابات شبه بليغة. لطخ الدم الأرض وسال على ملابس شباب الأمن وتعالى الصراخ بينما الطلبة ينتهون من أداء امتحاناتهم النهائية، ليحول الجميع إلى مخفر الشامية، ومن هناك اختفت القضية تماماً.
ليس هناك من مصدر لتأكيد المعلومات، وقد حاولت الاتصال ببعض نواب الأمة للمساعدة للوصول إلى المعلومات دون نتيجة تذكر. وليس هناك أحد من شباب الأمن المصري في الجامعة يقبل الحديث في الموضوع، والسبب لا يخفى على أحد بالطبع، والآن، بصفتي موظفة في الجامعة، وبصفتي معلمة في صرح علمي مقدس يضم نخبة شبابنا في الكويت، أود أن أعرف مترتبات هذه الجريمة. القضية “تطمطمت” تماماً، وفي الأغلب، وقع شباب الأمن المصري تنازلاً حتى يتفادوا المشاكل، وإلا فأين القضية؟ وأين الإعلام عن مترتباتها؟ أين الجاني؟ وماذا كان جزاؤه؟ القضية ليست اعتداءً على شباب الأمن فقط، وتلك بحد ذاتها كارثة ضخمة، ولكنها قضية انتهاك الحرم الجامعي وتهديد أمن الموظفين والطلبة، ونقل وباءَي “البلطجة” و”العنف” إلى آخر الحصون المنيعة في الكويت، إلى الجامعة.
فإذا تنازل شباب الأمن المصري عن حقهم، فأين حقنا نحن كموظفين وطلبة تم ترويع أمننا وتلويث حرمنا؟ هل تمت معاقبة الجاني بأي صورة حتى يكون عبرة لمن تسول له نفسه التعدي على الحرم الجامعي؟ أم أن مصلحة الجاني كانت أكبر وأهم من أمننا وقدسية حرمنا؟ من غلب في هذه المعركة، القانون أم الواسطة؟ أتمنى على السيد وزير الداخلية الالتفات بذاته لهذه القضية المصيرية في تاريخ جامعتنا، وأن يوافينا مشكوراً بما تطمئن به قلوبنا أو أن يصحح الخطأ الجسيم في تجاوز القضية إن كان ذلك ما حصل.
لدي القليل من المعلومات الخاصة باسم الجاني وبعض التفاصيل القليلة الأخرى إن كانت تساعد في عملية “تقصي الحقائق” وبانتظار الرد الكريم.
“آخر شي”:
أسلوب المناورة وإطلاق الوعود الزائفة للبدون ثم الالتفاف حولها راح زمنها، انتهى الصبر وفاض الألم ووصل اليأس موصله، وقبل أن يدفع اليأس بالناس لأن يرموا بأنفسهم ونحن معهم في التهلكة، ومن أجل سمعة الكويت الخارجية، ولأجل الشعرة الرفيعة الأخيرة من إنسانية تاهت وسط مصالح ومطامع وأنانية وضيق الأفق، ليكن هناك جهد حقيقي لتفعيل الوعود والانتهاء من هذا الملف إلى الأبد، فالانتظار والمماطلة لن يزيدا المشكلة سوى عمق والحل سوى بعد وصعوبة.
نحن غرقى إلى رقابنا، وقبل أن يبدأ الماء الآسن في الصعود إلى الرؤوس لابد من إيقاف فيضان الظلم الفاحش في التو واللحظة، وقبل أن يتأخر الوقت، وقبل أن تضيع الفرصة.