تحميل إغلاق

ثقافة

كيف سنحيا بعد الآن؟

ترى أي أثر لعملية الإبادة الجماعية سيبقى في نفوس أطفال فلسطين، غزة تحديداً؟ أي معاناة نفسية وأمراض جسدية وعصبية عنيفة ستصيب الجيلين أو الثلاثة المعاصرين للنكبة الجديدة بكل عنفها ودمويتها؟ كلما ظهرت صورة لصغير متداعي الأطراف يتم انتشاله من تحت الأنقاض فيشهق بنفس يدل على الحياة، يحضرني مباشرة السؤال، ليس عن والديه ما إذا …

فلسطين عالمية

في ظل الغضب والألم والعذاب الناتجين عن هول ما نرى ونسمع منذ سنوات طويلة، وصولاً إلى جرائم الإبادة غير المسبوقة السيريالية الوحشية الواقعة مؤخراً على غزة، قد يغيب أحياناً عن بعض جموع العرب والمسلمين أهمية نوعية وتشكيل الخطاب الذي يفترض أن يواجهوا به العالم خصوصاً في اعتصاماتهم الجماهيرية المعبرة. وعلى حين أن عذاب العين …

عار عليكم هذا السؤال!

لا يوجد غباء عاطفي وحقوقي يعادل غباء «الليبرالية اليمينية» المنتشرة في عالمنا العربي، ليبرالية غرائبية التوجه، محافظة أحياناً، ومتطرفة في مواقفها السياسية التحررية أحياناً وكأنه حراك يعاني من انفصام في الشخصية. وأما المذهل اليوم هو هذا الموقف المتطرف في تحرريته السياسية، التي لا يواكبها في الواقع تحرر حياتي أو اجتماعي، خصوصاً في تقييم الحراك …

لن ندين الضحية

غريب هو هذا العالم الذي يطلب من الضحية إدانة نفسها، غريب هو هذا الإعلام “الحر” الذي يحاصر الضحية في زاوية، تماماً مثلما يحدث باستمرار مع الدبلوماسيين الفلسطينيين في مقابلاتهم على القنوات العالمية حين يطلب منهم إدانة أنفسهم من خلال إدانة تحرك حماس بل ويراد وضعهم في موضع الحَرج بذكر مقتل مدنيين إسرائيليين دون الإتيان …

في منتصف الطريق: كيف سيتعامل التطبيع مع جرائم إسرائيل اليوم؟

يتساءل الإعلام الموالي كلما استضاف سياسيًا أو قابل دبلوماسيًا أو حتى من خلال عناوينه المنشورة، هذا الإعلام الإرهابي الذي يصنع الحقائق المزيفة بتغيير كلمة هنا وتعبير هناك، كأن يقول “مات 500 فلسطيني وقتل 700 إسرائيلي”، أو أن يقول “شنت “حماس” هجومًا، حاربت إسرائيل دفاعًا”، هنا “مات” هؤلاء وهناك “قتلوا”، هنا شُن “هجوم” وهناك تشكل “دفاع”.

كلمة بسيطة …

شاهت وجوه

مئة سنة من الاحتلال العسكري، مئة سنة من جرائم الحرب، مئة سنة من تشريد أهل البلاد طرداً من بيوتهم ثم تعذيباً وتنكيلاً وملاحقة لهم إلى خارج البلد كلها، ليس معهم سوى مفاتيح للبيوت القديمة معلقة على صدور امتلأت بآهات الفقد والفراق، مئة سنة من نقاط تفتيش مهينة على حدود لم تكن موجودة، حدود صنعها …

عَوْدُ على بدء: قراءة في عودة الصوت الأصولي الإسلامي للمشهد العام في الكويت

أقام اتحاد الشباب الديموقراطي الكويتي ندوة عاجلة بعنوان “في حرية البحث العلمي وخصوصية المؤسسات التعليمية” والتي تم الترتيب لها خلال أربعة وعشرين ساعة بعد أن صدر أمر بإلغاء ندوة “الفيزياء والفلسفة وأسئلة الوجود الكبرى” والتي كان مزمع إقامتها في قسم الفلسفة بجامعة الكويت. كنت متحدثة في الندوة إلى جانب الدكتور علي الطراح، أستاذ العلوم …

هل البذاءة حق؟

كتبت قبل فترة مقالاً بعنوان «لنناضل كنساء، لا كرجال»، الذي هو عنوان يستدعي نقداً مقولة «ابكِ كالنساءِ ملكاً لم تدافع عنه كالرجال» التي قالتها والدة آخر ملوك الأندلس لابنها حسب السردية التاريخية، ذلك أن معظم الأمثال العربية التي تتعامل مع الجنسين، ومعظم الإشارات الاجتماعية التي تتعامل مع «طبيعتهما»، بل وحتى مقولات المديح الموجهة للجنسين …

في المشمش

آخر اليوم ومع هبوط الشمس، قفلت السيارة عائدة بنا، أنا ووالدي ووالدتي، إلى شقتنا اللطيفة في أحد أحياء القاهرة. كان يوماً ممتعاً مليئاً بالمشاهد التاريخية والمتاجر المميزة وأطباق الملوخية والممبار الذي يعشقه والدي من أيام دراسته في القاهرة، وأكواب الشاي والقهوة، وحلو أم علي الذي لا آكله ولا أعرف طعمه إلى اليوم. مع آخر …

هل أنت فقط من يدفع؟

ذكرت في مقال الأسبوع الماضي، الذي أستكمل موضوعه اليوم، سؤال سيمون دي بوفوار التخييري للنساء، في عارض حثها لهن على الحصول على المساواة التامة، حول ما إذا كن يرغبن في السعادة أم العدالة، ذلك أنهما على ما يبدو لا تجتمعان للنساء. من خلال سؤالها، تدعو دوبوفوار النساء لتحمل المسؤوليات، وخصوصاً المادية منها، كاملة مثلها …