تحميل إغلاق

الأرشيفات السنوية: 2014

فيل

حياتنا كلها معاناة وخوف وقلق وغياب طمأنينة، في هذه البقعة من الأرض، في الأوسط من شرقها وحيثما كنت من هذه البقعة، على أرض نفطية أو نهرية، في صحراء أو مروج، في غنى أو في فقر، أنت تعاني وتقلق وتشتاق الطمأنينة، طبعاً المسألة نسبية، فعلى اقتراب هذه البقع وشديد تجاورها إلا أن مقدار المعاناة يختلف …

نصف انسان

نحن البشر، مخلوقات غريبة، حديثة جداً، في اوائل سلم التطور الكائني، ومع ذلك نمتلأ غروراً وننتفخ سطوة وقسوة. نحن البشر، لربما المخلوقات الوحيدة التي تمارس العنف من أجل العنف، تقتل ليس دفاعاً عن بقائها ولا اسكاتاً لجوعها فقط، بل تقتل أحياناً من أجل القتل فقط، تلذذاً سيكوباتياً، سادية تقطن في أعماق المخ الانساني المعقد …

أشجار

تستمر بنا الحياة على كل الأحوال، غزة تقصف كما لم يسبق للقصف أن كان، تختلط الدماء بالعظام، يتطاير النواح كما لو كان صوت ريح لا تتوقف، ثكلى ويتامى ومنكوبون، أحجار تحتها أعمار، البحر من أمامكم وإسرائيل من ورائكم، الكل يتراكض في غزة، كل الكبار يركضون محملين بأكوام لحم الصغار، هل سأل أحد منا صغيره …

عمى

للمصائب المتوالية التي تقع على رأس العالم العربي فضيلة صغيرة، فهي تساهم في اظهار عمق الخلل الفكري والأمراض النفسية التي نعاني منها كشعوب جمعية. الا أننا، وحتى هذه المنفعة البسيطة لا نستطيع أن نستغلها، فنقف موقف المبرر من خرابنا الداخلي كما موقف الصامت من خرابنا الخارجي. لربما كارثة غزة الأخيرة خير دليل على أمراضنا …

ثمر

يقول لوالدته التي أنّبته لأنه لم يتحصل على معدل مرتفع مثل أخيه: “ليش أتعب نفسي؟ مثلي مثل اللي معدلاتهم مرتفعة، راح أحصل على بعثة خارجية أو أدخل جامعة هني، وبعد جذي، الواسطة هي اللي تمشي أموري”. عندما يستتب هذا المنطق في عقول صغارنا فنحن في مرحلة غاية في الخطورة، نحن نحصد اليوم جيلاً كاملاً …

نستحق الفناء

غزة، ترابها الذي أصبح طيناً بدماء أطفالها، غزة، أرضها وسماءها المحاصريتن منذ لم نعد نذكر متى، غزة، كرامة عرب مهدرة وانسانية بشر مشوهة، غزة، ألم الدنيا وعذاب الآخرة، غزة، سكين في خاصرة عرب لا يشعرون، مسلمين لا يستحرمون، شرقيين لا ينتخون، غزة، نهاية انسانية وبداية وحشية لم يعرفها العالم من قبل. وفي حين يتجه …

«التعليم حق»

ها هو الوقت من السنة قد حان، حين يتخرج صغارنا من المرحلة الثانوية فيبدؤون البحث عن مستقبلهم، هذا يسجل في الجامعة، وتلك تقدم على بعثة، وآخرون يتقدمون للمعاهد التطبيقية والكليات والجامعات الخاصة، وهناك من يقرر أن يعمل ليستكمل دراسته لاحقاً أو إبان عمله. كل الصغار فجأة يكبرون، ويبدؤون باتخاذ قرارات مهمة وقاطعة في حياتهم، …

طباخ السم يتذوقه

داعش اليوم هي محاصصة، لكل دولة دفعت أموال نفطها (أو غير نفطها) لتجير الدين لصالحها نصيب، يأتي هذا النصيب على شكل عضوية مواطنيها في المنظمة ويتجلى في حصتها من تهديد حدودها وأمنها. يعني، كل دولة دفعت، بشكل مباشر أو غير مباشر، لتأمن نفسها ضد شيعة المنطقة، لتقوي حركات ارهابييها وتكفيرييها صداً «للخطر الايراني» الذي …

«ذرابة»

يا للسذاجة، نجحوا في أن يروجوا الفكرة، “هذيل شوية بدو يبون يخربون الديرة”، تماماً كما رُوّجت فكرة مثبتة عن البدون “يقطعون جناسيهم” وعن الشيعة “ولاؤهم خارجي” وغيرها من الأفكار تجاه المغضوب عليهم، كم هو مضحك أن نعتقد أن المشكلة عرقية، “المشكلة أنهم بدو”، ليست المشكلة في حكومة غارقة في الفساد ولا المشكلة في غياب …

«عندما تمطعت الحكومة»

لا يوجد طرف نظيف في كل هذه القصة سوى الشباب الصادق الذي يقع في منتصفها، لذا يصعب الكتابة عن الموضوع بأريحية وثقة، وعلى عادتها، تمطعت الحكومة وفردت نفسها عن آخرها فصنعت، بقراراتها الغريبة، أبطالاً من أعدائها، وأن يستدعى مسلم البراك للتحقيق في ما ادعاه تجاه القضاة فذاك بالطبع هو الإجراء السليم بناءً على القضايا …