تحميل إغلاق

الأرشيفات السنوية: 2011

اعتذر لي

كل صباح أدلي ساعدي خارج نافذة غرفة نومي لأختبر الجو وأحدد ملبسي، يشغل زوجي الراديو وهو يرتدي دشداشة جديدة في بداية يومه، أبدي انزعاجي ولكنني أنصت باهتمام. يغادر هو الغرفة وأبقى أنا مع الـ»بي بي سي»، أعلق لوحدي بصوت مسموع، أتمادى في «ملافظي» محتمية بوحدتي، أتجه إلى «دولابي» لأنتقي قطعة ملابس وأبتسم وأنا أتذكر …

سكاكين

نعم، لم يبق سوى الإقرار بأن هناك، فعلاً، اختراقا إيرانيا في المنطقة، وبدعوة كريمة منا، ولم يبق سوى أن نحرق البخور ونهيل القهوة في انتظار حلول الضيوف، وكيف لا ومجرد تصريح من الحكومة الإيرانية يقلبنا على بعضنا ويجعلنا نتراشق الاتهامات؟ الحكومة الإيرانية لا تحتاج اليوم إلى جيوش وأسلحة أو حتى إلى اختراق مخابراتي لدولنا …

كلنا ضحية

ليس التدخل الخارجي، ليست أميركا أو إسرائيل، ليست إيران أو العراق، ليس حزب الله أو القاعدة، بلاؤنا منا وفينا، وما تساهم تلك العوامل الخارجية سوى بالدفعة الأخيرة أسفل وادي الخراب السحيق… الطائفية والانقسامات إنما هي صنيعة سياسات البلد وتوجهات مسؤوليه، والاختراق لا يحدث إلا عندما تصنع السياسة فجوة بتخاذلها وتهاونها في حقوق مواطني البلد، …

أمي

من ذاك الذي يمكن أن يحبك وأنت مجرد فكرة؟ من ذاك الذي يحلم بك قبل أن يراك، ويعشقك وأنت كينونة غير مرئية؟ مخلوق فريد هي الأم، تحب بغير شروط، تضحي بكل رضا، وحدها تتجرد من كل مصلحة، وحدها تتجرد نواياها إلا من تلك المحبة النقية الخالصة، محبة نادرة لا تحدث إلا مع انتفاخة بطن، …

زهرة

اعترفت صغيرتي أنها غاضبة على الدنيا واعترفت أنا أنني عاجزة عن التفسير، واتفقنا على أن نبحث عن زهرة في كل شجرة وكل وردة، في كل زجاجة عطر وخيط حرير، في كل لون في لوحة ونغمة في أنشودة، أن نحبها ونبقى نحبها، وأن نذوب في جلال فقدها بألا نسأل ولا نبرر ولا نفسر.

حان وقت وداعها، …

جروح

بشللي وعجزي ودموع الذل أكتب مقال اليوم، من بين الأحداث أكتبه علّه يخفف من اللوعة… ليست السياسة أو المواطنة أو المعاهدات الدولية، ولكنها الغرائزية البشرية تفيض بقلبي فتجعل من ضرب بشر من بني جنسي والاعتداء على كراماتهم وتكميم أفواههم والتنكيل بأجسادهم أمراً يخرج عن نطاق القبول الإنساني، أمراً حارقاً ينهش القلب أياً كانت الظروف …

دمامة

«هل من المعقول أن يكون موضوع يتعلق بالأجانب يُفضّل على الكويتيين؟ الأجنبي القادم من العراق يطلب الجنسية ويصبح موضوعه أهم من الكويتيين؟» تلك كلمة لا يمكن لإنسان أن يقولها إلا إذا عميت بصيرته وغام المنظر السياسي والاجتماعي أمامه، والأهم والأخطر، إذا فقد جزءاً من إنسانيته.

ما الذي دهى نواب مجلس الأمة؟ ما هذا السجود المهين …

رائحة الأيام

لماذا تقف أجمل المنجزات المعمارية شواهد على أقبح الممارسات؟ ولماذا تنطوي أعظمها على أفظع أشكال قمع الحريات؟ قصور فخمة مورست فيها أبشع أشكال الظلم، دور عبادة مهيبة أتى أصحابها أقسى درجات القمع، منجزات عجائبية تقف مدللة على دماء سفكت لتشهد للإنسان على أنه أقسى الخلق على هذه الأرض، فمن الأهرامات إلى سور الصين العظيم، …

انشاد الملائكة

إلى أن يصل الخامس من يناير، نحتاج إلى هدنة…

لابد أن الخير لايزال موجوداً، في صقيع الندوات والجلسات والاستجوابات التي جمدت حياتنا، في ظلمة العنف وظل العسكر وهوج الغضب، في محيط القسوة الناتجة عن هذا التخلخل المجتمعي، تقاذف النقد المؤلم وتراشق الاتهامات المفزعة وتسيد لغة قاسية تقرص النفس وتعصرها، ننسى الخير والجمال، نيأس منهما. ننسى …

حتى لا نخسر أنفسنا

يتحدث ريتشارد شيكنر في كتابه Performance Studies حول مفهوم «القيم» فيقول (الترجمة لي): «إن القيم التي تقود البشر ليست «طبيعية»، فوق الوجود المادي، معطاة من الله، أو غير قابلة للتغيير… تنتمي القيم للإيديولوجية، للمجتمع، للعلوم، للفنون، للدين، ولغيرها من مجالات المساعي الإنسانية… القيم صعبة المنال ومشروطة، تتغير مع الوقت طبقاً للظروف الاجتماعية والتاريخية. القيم …