تحميل إغلاق

أنت

أنت معضلة، أنت بلحيتك الطويلة ودشداشتك المرتفعة، أنت بلسانك المؤذي وتلميحاتك الكريهة، أنت كارثة على جماعتك قبل أي أحد آخر، أنت من يحتاج إلى فريق “إنقاذ ما يمكن إنقاذه” يمشي خلفك ويجري عمليات احتواء للضرر الذي تحيقه بجماعتك أينما رحلت وحيثما تكلمت. أنت أيها السيد الكريم، أنت تقول الشيء وتأتي نقيضه، تدعو لشيء وتنفذ عكسه على نفسك وبيتك. كيف يتبخر الحياء إلى هذا الحد؟ كيف تستطيع أن تصلب فتنفعل من أجل وطن سبق أن أهنته أنت بلسانك؟ كيف تستطيع أن تكذب إلى هذا الحد؟ غاياتك التي تبرر وسائلك اتسخت تماماً بالكذب والادعاء الملفوفين بصفاقة الأسلوب ورداءة التلميحات، فكيف تحتمل نفسك؟

عنصري طائفي، لا تخفي عنصريتك ولا تستطيع التحكم في طائفيتك، تغضب فتشتم، تخاطب فتبصق، وهل أنجع من شتيمة الطائفة التي طفقت رغماً عنك من فمك على شاشات التلفزيون؟ كشفتك وسائل التواصل، فضحت رداءة الأسلوب وسطحية الطرح الذي يقترب أحياناً من سخافة لم يكن أحد يتوقعها. لا هَمّ لك إلا “هؤلاء”، أعمتك الكراهية فصببت جام رذاذ فمك عليهم، حتى حولت أنت بنفسك الأمر إلى فكاهة، يتندر بها الناس عليك وعلى موضوعك. حتى حياتك الخاصة ما نجت منك، كل ذي زمن حكاية، فزججت بمن لا ذنب لهم في قصص خلقتها رعونتك وهوان الأخلاق والمبادئ عندك. وما ساهمت الأحداث الأخيرة إلا في كشف المزيد من تناقضك ثم كذبك الصريح، ما هذا يا رجل؟ أي بشر أنت؟ كيف تستطيع أن تكون ما أنت عليه؟

كيف تجرؤ على مجرد التلفظ بكلمة الحريات على لسانك وأنت من حاربها شر حرب وأثخنها بجراح لا شبيه لها؟ لمَ، وفي هذا الوقت تحديداً، تختال بالمبادئ والأخلاق وأنت في ما أنت فيه؟ كيف تنام ليلك وأنت تكذب على الناس وتدعي على شرف الفن وشرف من سمح به؟ كيف تواجه الناس بسيف الفضيلة وأنت من ثبت عليه سرقة الكلمات وادعاء كتابة المقالات؟ أي بشر أنت وأنت من ساند بالفم المليان الجماعات الإرهابية صوتاً وصورة، تصريحاً وتوثيقاً لتأتي الآن فتمتطي صهوة الفارس المنقذ، حامي الحريات، الذائد عن أرواح الناس؟ كيف تكذب بهذه الأريحية، تؤلف قصصاً بهذه الراحة، تدعي فيظهر كذب ادعائك مباشرة دون أن تهتز بك شعرة خجل؟ ويبقى السؤال، كيف يبقى الناس يختارونك وأنت على ما أنت؟ بأي وجه يقابلون رباً كريماً يؤمنون تماماً بجنته وناره وأنت اختيارهم بعد ما تبين لهم منك، بعد الكذب والتدليس والكراهية والعنصرية والسب والتناقض الشخصي والحياتي والتأييد الإرهابي، أم أن الرب الكريم ينظر في وصول الماء للكوعين، وعدد الركعات في صلاة العصر دون موضوعك؟ إنها حياة غريبة، ونحن مخلوقات غريبة، تتجلى غرابتنا في قصتنا معك، أيها السيد الكريم. أنت، ما أنت سوى صورة طبق الأًصل من غريمك الذي أزحته من الطريق، انظر إليه، بكل قبح أسلوبه وصلافته، أنت صورة طبق الأصل منه. أنجانا الله من كليكما.

اترك تعليقاً