تحميل إغلاق

المقالات

سعيد وسلمى

رغم كل انبهارنا بالموقف الفلسطيني الغزاوي الصامد وبالحراك العالمي الذي انقلب على حكوماته تجاه غزة، إلا أن انكساراتنا الشخصية لا تفارقنا أبداً منذ بداية العدوان الجديد الذي انتهك كل القوانين العالمية والقواعد الحربية والإنسانية بل وحتى الغرائزية البحتة. بين اليوم والآخر، وبين الفيديوهات والصور الحارقة التي انطبعت في ذاكرتنا للأبد، أجده جالساً بتداع على المكتب، مرخياً رأسه على كفه، يهمهم بخفوت وحرقة، وحين أسأل السؤال السخيف، ما بك؟ دائماً …

هذا هو المشهد الأخير

لطالما تصورت أنني سأفكر في ألم شخصي مغروز عميقاً في روحي على فراش موتي. أراني، بعين خيالي التي لا تستطيع أن تقاوم تخيل مشهد النهاية، مسجاة على سرير أبيض، لربما سرير مستشفى، برأس مرهق تحوم فيه ذكرى فقد أليمة في نفسي، هؤلاء الذين فقدت وما ودعت وما زلت غير قادرة حقيقة على الكتابة عنهم بأي درجة من الوضوح والمواجهة. لطالما تخيلت أنني سأواجه نفسي على فراش الموت، سأجتر الألم …

حكومات “نص كم”: في نفاق المواقف الحرياتية

يدور اليوم حواراً “شماتاً” نوعاً ما تجاه الخطاب الغربي الحقوقي الإنساني، خصوصاً وقد تبينت مفارقات المواقف ونفاق التقييمات الغربية تجاه القضايا المطروحة عالمياً، ليقدم الغرب منظومته الفكرية كاملة على ضريح المراجعة الشاملة، وليتشكك حتى أكثر المتأثرين بهذه المنظومة بصلابة أسسها وحقيقة مراميها.

في رأيي لا أرى مفارقة كبيرة في المواقف الحقوقية الغربية، فلطالما كانت متباينة ليس بين حق شخصي وحق شخصي، وإنما بين حق “وخُلُق” شخصيين وحق “وخُلُق” سياسيين، لتتكون …

كيف سنحيا بعد الآن؟

ترى أي أثر لعملية الإبادة الجماعية سيبقى في نفوس أطفال فلسطين، غزة تحديداً؟ أي معاناة نفسية وأمراض جسدية وعصبية عنيفة ستصيب الجيلين أو الثلاثة المعاصرين للنكبة الجديدة بكل عنفها ودمويتها؟ كلما ظهرت صورة لصغير متداعي الأطراف يتم انتشاله من تحت الأنقاض فيشهق بنفس يدل على الحياة، يحضرني مباشرة السؤال، ليس عن والديه ما إذا كانا موجودين أو عن مكان إقامته المستقبلي أو عن مصيره في الأيام القادمة، كل ما …

فلسطين عالمية

في ظل الغضب والألم والعذاب الناتجين عن هول ما نرى ونسمع منذ سنوات طويلة، وصولاً إلى جرائم الإبادة غير المسبوقة السيريالية الوحشية الواقعة مؤخراً على غزة، قد يغيب أحياناً عن بعض جموع العرب والمسلمين أهمية نوعية وتشكيل الخطاب الذي يفترض أن يواجهوا به العالم خصوصاً في اعتصاماتهم الجماهيرية المعبرة. وعلى حين أن عذاب العين والأذن والقلب مفهوم كدافع للهتافات الصادحة في المظاهرات، وأتكلم بالخصوص عن تلك التي سمعتها وشهدتها …

عار عليكم هذا السؤال!

لا يوجد غباء عاطفي وحقوقي يعادل غباء «الليبرالية اليمينية» المنتشرة في عالمنا العربي، ليبرالية غرائبية التوجه، محافظة أحياناً، ومتطرفة في مواقفها السياسية التحررية أحياناً وكأنه حراك يعاني من انفصام في الشخصية. وأما المذهل اليوم هو هذا الموقف المتطرف في تحرريته السياسية، التي لا يواكبها في الواقع تحرر حياتي أو اجتماعي، خصوصاً في تقييم الحراك الفلسطيني. بلا شك، فإن الموقف من حماس يتخذ بعداً أعمق من مجرد اختلاف أيديولوجي، فهناك …

لن ندين الضحية

غريب هو هذا العالم الذي يطلب من الضحية إدانة نفسها، غريب هو هذا الإعلام “الحر” الذي يحاصر الضحية في زاوية، تماماً مثلما يحدث باستمرار مع الدبلوماسيين الفلسطينيين في مقابلاتهم على القنوات العالمية حين يطلب منهم إدانة أنفسهم من خلال إدانة تحرك حماس بل ويراد وضعهم في موضع الحَرج بذكر مقتل مدنيين إسرائيليين دون الإتيان على ذكر قطرة من بحر القتلى الفلسطينيين. أي عالم هذا الذي انقلب على العقل والمنطق …

<iframe width=”560″ height=”315″ src=”https://www.youtube.com/embed/WFidjCSvdn0″ frameborder=”0″ allow=”accelerometer; autoplay; encrypted-media; gyroscope; picture-in-picture” allowfullscreen></iframe>