تحميل إغلاق

المقالات

في عبثية الحياة وعدميتها: ما بين جثث الأطفال وكريمات الوجه الفاخرة

تصفح انستغرام يبدو وكأنه جولة عبثية في الحياة، حيث تتوالى الصور بكل بشاعاتها وجمالياتها وغراباتها وكأنها تستعرض ليس فقط تناقضات الدنيا ولكن كذلك ظلم قدريتها وعشوائية مقدراتها. في لحظة تظهر صورة لحطام مدرسة مقصوفة في غزة لتتبعها صورة دعائية لمنتجع فاخر في أحد الدول الأوروبية لتليها صورة طفل غزاوي مقطع الأطراف يُنتشل من تحت الأنقاض لتلحقها صورة لشابة جميلة تعلن عن كريم وجه باهظ الثمن ثم فيديو لصغيرة تتجول …

لن ننساك…

في منتصف محاضرة «التدريبات المسرحية» التي تتعلم فيها الطالبات الإلقاء المسرحي، وفي خضم إلقاء إحدى طالباتي «لمونولوج» يمثل امتحانها لمنتصف السنة، ضاق صدري فجأة وتضبب ذهني تماماً وشعرت بضغط غريب مؤلم في منطقة المعدة. تمالكت نفسي محاولة التركيز في محاضرتي، لأعود بعدها لمراجعة أسباب هذه اللحظات الغريبة القصيرة. تبين أن مقطع الأداء الفردي لطالبتي ترددت فيها كلمة «كيرلي»، حيث أوضحت أكثر من واحدة من طالباتي أن كان لهن رد …

زومبيز

في 28 إبريل 1937 قصف السلاح الجوي الألماني مدينة غارنيكا، العاصمة التاريخية لإقليم الباسك الأسباني (مع الاعتذار عن التعريف الجغرافي حيث أنه مختلف عليه وبعمق تاريخياً وسياسياً) دون أي سبب سياسي أو عسكري. فما هي القصة؟ كانت وقتها القوات الفاشية الثورية الأسبانية بقيادة الجنرال فرانشيسكو فرانكو تحاول الإطاحة بالحكومة الأسبانية الليبرالية، حيث قبل الجنرال مساعدة القوات الفاشية الألمانية والإيطالية للإطاحة بحكومة بلاده في مقابل “شرط صغير” تمثل في تقديم …

اشربوا من ماء الخليج

قبل فترة أعدت إرسال تغريدة لإيلون ماسك يسخر فيها من ادعاء الولايات المتحدة بعدائية إيران وبأنها تشكل تهديداً مباشراً لها، وذلك من خلال إرفاقه لصورة تبين كل المواقع العسكرية الأمريكية المحيطة بإيران، مشيراً من خلال تلك الصورة إلى حقيقة أن أمريكا هي التي أتت إلى المحيط الإيراني وملأته بالقواعد العسكرية وليست إيران هي التي ذهبت لأمريكا بأسلحتها. كانت الصورة والتعليق غاية في الذكاء، حيث يقول التعليق (والترجمة لي): «انظروا …

سعيد وسلمى

رغم كل انبهارنا بالموقف الفلسطيني الغزاوي الصامد وبالحراك العالمي الذي انقلب على حكوماته تجاه غزة، إلا أن انكساراتنا الشخصية لا تفارقنا أبداً منذ بداية العدوان الجديد الذي انتهك كل القوانين العالمية والقواعد الحربية والإنسانية بل وحتى الغرائزية البحتة. بين اليوم والآخر، وبين الفيديوهات والصور الحارقة التي انطبعت في ذاكرتنا للأبد، أجده جالساً بتداع على المكتب، مرخياً رأسه على كفه، يهمهم بخفوت وحرقة، وحين أسأل السؤال السخيف، ما بك؟ دائماً …

هذا هو المشهد الأخير

لطالما تصورت أنني سأفكر في ألم شخصي مغروز عميقاً في روحي على فراش موتي. أراني، بعين خيالي التي لا تستطيع أن تقاوم تخيل مشهد النهاية، مسجاة على سرير أبيض، لربما سرير مستشفى، برأس مرهق تحوم فيه ذكرى فقد أليمة في نفسي، هؤلاء الذين فقدت وما ودعت وما زلت غير قادرة حقيقة على الكتابة عنهم بأي درجة من الوضوح والمواجهة. لطالما تخيلت أنني سأواجه نفسي على فراش الموت، سأجتر الألم …

حكومات “نص كم”: في نفاق المواقف الحرياتية

يدور اليوم حواراً “شماتاً” نوعاً ما تجاه الخطاب الغربي الحقوقي الإنساني، خصوصاً وقد تبينت مفارقات المواقف ونفاق التقييمات الغربية تجاه القضايا المطروحة عالمياً، ليقدم الغرب منظومته الفكرية كاملة على ضريح المراجعة الشاملة، وليتشكك حتى أكثر المتأثرين بهذه المنظومة بصلابة أسسها وحقيقة مراميها.

في رأيي لا أرى مفارقة كبيرة في المواقف الحقوقية الغربية، فلطالما كانت متباينة ليس بين حق شخصي وحق شخصي، وإنما بين حق “وخُلُق” شخصيين وحق “وخُلُق” سياسيين، لتتكون …

<iframe width=”560″ height=”315″ src=”https://www.youtube.com/embed/WFidjCSvdn0″ frameborder=”0″ allow=”accelerometer; autoplay; encrypted-media; gyroscope; picture-in-picture” allowfullscreen></iframe>